حسم نادي الإنتر ديربي إيطاليا لمصلحته وقلب تأخره أمام اليوفنتوس ليفوز عليه في آخر المطاف بهدفين لهدف في المباراة التي جرت بينهما على ملعب جوسيبي مياتزا بعد لقاء يمكن وصفه بالتكتيكي في معظمه والحماسي والمثير في أواخره ليفي ديربي إيطاليا بجميع مواعيده مقدماً وجبة دسمة لعشاق كرة القدم أداء ونتيجة .
بداية لا يمكن التشكيك في أن اليوفنتوس هو أفضل فرق إيطاليا على جميع الصعد سواء تاريخياً أم حالياً . فهو صاحب العدد الأعلى من ألقاب الدوري حيث بلغت ٣٢ رسمية دون النظر إلى ألقاب الكالشيو بولي ، منها خمسة ألقاب متتالية في الأعوام الخمسة الأخيرة وهو رقم قياسي . وهو صاحب أقوى التشكيلات وأكثرها تكاملاً حيث يمتلك لاعباً او اثنين في كل مركز. وفوقها هو صاحب أفضل مشروع رياضي إيطالي حيث يمتلك ملعبه واستثماراته الخاصة بعيداً عن أملاك البلدية مما يجعله يحقق أعلى العائدات بين فرق الدوري والتي تدعمها بالتأكيد مداخيل دوري الأبطال.
على النقيض من اليوفنتوس يعاني الإنتر من تخبط إداري نتيجة نقل الملكية وعدم وضوح السياسات الإدارية التي ستتبع به وفنياً بتبديل مانشيني بفرانك دي بور قبل فترة قصيرة من بداية الموسم مما انعكس فوضى حقيقية في أرضية الملعب على صعيد الأداء والنتائج المحلية والأوروبية بسبب ضيق فترة التحضير المتاحة أمام المدرب الهولندي . كل هذا منح السيدة العجوز اليد العليا في لقاء اليوم وجعله المرشح الأبرز رغم أنه كان يجري على أرضية الجوزيبي مياتزا، وفعلاً تمكن اليوفي من التقدم أولا عبر لشتنشتاينر لكن الإنتر المتخبط عاد من بعيد وقلب الطاولة وخرج فائزاً آخر الأمر. والسبب الرئيس هو خيانة اليوفنتوس لأعراف وتقاليد الديربي بكونه بطولة خاصة لا تعترف لا بوضعية فرق ولا بتاريخ ولا جغرافية ، حيث دخل رجال أليجري اللقاء وهم مستسلمون لفكرة تفوقهم على الخصم الإنتر فاعتقدوا أنهم قد فازوا قبل أن يلعب اللقاء، وقد تعزز هذا الشعور بالتفوق بعد هدف لشتنشتاينر كما أسلفنا مما ولد ارتخاء ذهنياً وبدنياً عالياً وجعل الفريق ينسى أن الإنتر رغم وضعيته الفنية المقلقة يمتلك تشكيلة مميزة للغاية ومدرباً جيداً قدم الكثير مع الأياكس رغم كل الانتقادات التي تنال منه حالياً، فكانت النتيجة خسارة قاسية لم يتوقعها الكثيرون حتى من قبل كاتب هذه السطور .
التهاون في التعامل مع فكرة خصوصية الديربي كلف اليوفي صفعة حقيقية بعد نصف الصفعة أمام إشبيلية في دوري الأبطال . وهي بمثابة إنذار مبكر مفاده أن الدوري لن يكون بالسهولة التي توقعها المراقبون حيث أن هناك الكثير من المتربصين بالفريق والذين يرغبون بإسقاطه. أما الإنتر فهو بنصره هذا يضع قدماً أولى على الطريق الصحيح، ومدربه فرانك دي بور يعود ليكسب ثقة الجماهير والإدارة وحتى الصحافة التي لم تترك إسماً في عالم التدريب إلا ورشحته ليحل مكانه حيث سيمنحه الانتصار فرصة لالتقاط الأنفاس والعمل بهدوء لتطبيق أفكاره بعد ضغوطات النتائج السابقة ، وبانتظار ما سيقدمه الإنتر في قادمات الأيام .
لقراءة مقالات أخرى للكاتب اضغط هنا
صفحة الكاتب على الفيسبوك وتويتر :