يكمل لاعب كرة القدم الإيطالي فرانشيسكو توتي الثلاثاء عامه الـ40 في يوم هام سيتذكره دائما المهاجم الدولي السابق الذي كرس حياته في ناديه روما، الذي يلعب بصفوف فريقه الأول منذ 23 عاما.
وواصل توتي، الملقب بـ”أسطورة روما”، ومعبود جماهير فريق العاصمة الإيطالية، توسيع أسطورته خلال الأسابيع الماضية، بعدما سجل الأحد الماضي هدفه رقم 250 في السيري آ (دوري الدرجة الأولى الإيطالي)، بفضل ركلة جزاء في مرمى تورينو.
وأصبح قائد روما الآن هو محور الاهتمام في كرة القدم الإيطالية، إضافة لعيد ميلاده الـ40 ، وذلك من تصريحات زوجته، إيلاري بلازي، الأخيرة والتي انتقدت فيها مدرب الفريق، لوتشيانو سباليتي، بسبب الطريقة التي يتعامل بها مع توتي في الأشهر الأخيرة.
ووصفت بلازي مدرب روما بأنه “رجل صغير” واتهمته “بعدم احترام” زوجها الموسم الماضي، وذلك في مقابلة مع صحيفة (لاجازيتا ديلو سبورت).
وكانت زوجة توتي، التي تعمل بإحدى قنوات التلفزيون الإيطالية، تشير بتصريحاتها إلى شهر مايو/آيار من الموسم الماضي، عندما طرد سباليتي القائد من مقر تدريبات الفريق لشكواه من سوء معاملة المدرب له بشكل علني أمام وسائل الإعلام.
من جانبه نشر اللاعب نفسه بيانا رسميا في الساعات الأخيرة من ليل أمس يؤكد فيه الصعوبات التي واجهته الموسم الماضي مع المدرب، ولكنه أبرز “التناغم التام مع الرئيس والمدير الفني” في الوقت الحالي.
وتختلف الآراء حول المعاملة الأنسب حاليا للاعب بحجم توتي، يقضي أيامه الأخيرة بمشواره الكروي في النادي بعد أكثر من عقدين من التألق.
فمع وصول سباليتي (في يناير 2016)، أصبح دور توتي هامشيا مع مرور الوقت، ليصل إلى النقطة التي توقع فيها كثيرون أن ينهي مشواره مع روما بنهاية الموسم الماضي.
ولكن، وبالأخذ في الاعتبار دعم جماهير روما والأهداف التي سجلها اللاعب، وبعضها كان حاسما في آخر جولات الكالتشيو الموسم الماضي، قرر رئيس النادي، الأمريكي جيمس بالوتا، تجديد عقده لموسم آخر.
ويخطط بالوتا لأن يسير توتي على خطى نجم كرة السلة الأمريكي، كوبي براينت، الذي أعلن اعتزاله اللعبة مؤخرا وذلك بعد مشوار طويل وساطع في جميع ملاعب الإن بي آيه (ليساهم في دخل ضخم للوس أنجليس ليكرز).
فكل الأمور تشير إلى أن هذا سيكون الموسم الـ25 والأخير لتوتي كلاعب في صفوف روما، وذلك قبل أن يبدأ مهمته الجديدة كسفير للنادي الإيطالي في جميع أنحاء العالم.
فمحطات هذا الأسطورة عديدة مع “الذئاب”، في مشوار بدأه وعمره 12 عاما بصفوف الناشئين، ليصبح أسطورة رغم قلة الألقاب المحصودة.
وتعد مشاركته للمرة الأولى مع الفريق الأول في 1993 وكان يبلغ من العمر 16 عاما، ولقب السكوديتو (2001) ورفضه لعرض مقدم من ريال مدريد في 2004 وتتويجه بمونديال 2006 وحصوله على جائزة الحذاء الذهبي في العام التالي، بعض من اللحظات الحاسمة في الحياة الرياضية لـ”ملك روما”.
وكان العرض الذي تقدم به رئيس نادي ريال مدريد، فلورنتينو بيريز، للتعاقد معه، من اللحظات القليلة التي فكر فيها اللاعب الملقب أيضا بـ(المصارع) في الرحيل عن العاصمة الإيطالية، قبل أن يختار البقاء في النهاية في روما، بحسب ما أوضح اللاعب نفسه تكرارا ومرارا.
وكانت هناك لحظة أخرى تاريخية لتوتي، كالتاسع من يوليو/تموز لعام 2006 ، عندما توج اللاعب بلقب مونديال ألمانيا في بطولة سجل فيها ركلة جزاء حاسمة في الوقت الضائع أمام استراليا (1-0) بدور الـ16 ليمنح بلاده بطاقة التأهل لربع النهائي ومواصلة مشواره نحو اللقب للمرة الرابعة.
وكان لهذا الانتصار مذاقا خاصا لصاحب القميص رقم 10 والذي كان قد تعرض في فبراير/شباط من ذلك العام لإصابة خطيرة في الكاحل كادت تبعده عن المشاركة في المونديال.
وكان الموسم التالي هو الأفضل لـ(الطفل الكبير)، الذي سجل 26 هدفا في الدوري الإيطالي، ما سمح له للفوز بالحذاء الذهبي (جائزة هداف الدوريات الأوروبية)، متفوقا وقتها على مهاجم ريال مدريد، الهولندي رود فان نيستلروي.
كما شهد مشوار توتي الرياضي لحظات سلبية، كبصقه على لاعب كرة قدم فى الدنمارك في يورو 2004 أو التعدى بالضرب على ماريو بالوتيلي في كأس إيطاليا 2011 لينال الانتقادات.
ومع ذلك، فقد تجاوزت شعبية توتي الحدود الوطنية ليحظى بإعجاب الكثير من عشاق كرة القدم في أوروبا والعالم، وكذلك من نجوم اللعبة، كالأرجنتيني صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بجائزة الكرة الذهبية، ليونيل ميسي، الذي بعث له برسالة تهنئة بمناسبة عيد ميلاده، قال فيها “أتمنى لك عيد ميلاد سعيد، وأن تقضي يوما طيبا. لطالما كنت معجبا بك، واليوم الذي تعرفت عليه فيك ازداد إعجابي بك. أتمنى لك الأفضل، وآمل في رؤيتك تلعب عامين إضافيين”.
ورغم أنه يختتم مشواره الكروي إلا أن مردود توتي لايزال متواصلا، حيث سجل هذا الموسم هدفين مع فريق العاصمة وقدم تمريرتين حاسمتين أخرتين في أربع مباريات خاضها معه.
وسيحتفل توتي الليلة مع الفريق والجهاز الفني وبعض الأصدقاء بعيد ميلاده، حيث لاتزال أمامه ثمانية أشهر أخرى سيكون بإمكانه فيها كتابة صفحاته الأخيرة بمشواره الكروي الفريد.