كلينتون تتقدم مجددا على ترامب .. والاخير يبدأ اسبوعا حاسما وسط مأزق حول بيانات ضرائبه

آخر تحديث 2016-10-03 00:00:00 - المصدر: راي اليوم

واشنطن – (أ ف ب) – تقدمت هيلاري كلينتون مجددا على دونالد ترامب في السباق الرئاسي الاميركي وحصلت على 42% من نوايا التصويت مقابل 36% لمنافسها الجمهوري قبل خمسة اسابيع من موعد الانتخابات، بحسب ما جاء في استطلاع جديد نشرت نتائجه الاثنين.

وبحسب الاستطلاع نفسه ل”بوليتيكو/مورنينغ كونسالت” فان ترامب كان يتقدم بنقطة واحدة على كلينتون قبل المناظرة الاولى التي جرت بينهما في السادس والعشرين من ايلول/سبتمبر الماضي (39% لترامب مقابل 38% لكلينتون).

وهذا التغيير يعكس المصاعب التي واجهها ترامب خلال الاسبوع الماضي منذ المناظرة. وكان صب جام غضبه على ملكة جمال فنزويلية سابقة للكون، لحرف الانظار عن ادائه المتواضع خلال المناظرة الاولى.

وباتت كلينتون بحسب الاستطلاع الاخير تحظى ب42% من نوايا التصويت وترامب 36%، في حين نال المرشح غاري جونسون 9% ومرشح حزب الخضر جيل ستين 2%.

واجري هذا الاستطلاع من الثلاثين من ايلول/ستبمر حتى الثاني من تشرين الاول/اكتوبر.

وكشف 10% من المستطلعين انهم لم يختاروا بعد لمن سيصوتون في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر.

وجاء في الاستطلاع ايضا ان 55% من الناخبات باتت لديهن آراء اقل دعما لترامب بعد هجماته على الفنزويلية اليسيا ماتشادو.

كما ازدادت شعبية كلينتون لدى الشبان بعد المناظرة اذ تقدمت بثماني نقاط على منافسها عند الفئة العمرية بين 18 و29 عاما. وبعد المناظرة باتت متقدمة على ترامب عند هذه الفئة ب32 نقطة (51 % مقابل 19 %).

وفي حين كان ترامب متقدما على كلينتون ب12 نقطة (35 % مقابل 23%) لدى المستقلين غير الديموقراطيين ولا الجمهوريين، فان تقدمه هذا تراجع الى خمس نقاط (30 % مقابل 25%) بحسب الاستطلاع الاخير.

وشمل الاستطلاع 1991 شخصا مع هامش خطأ 2%.

يبدأ المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية دونالد ترامب اسبوعا جديدا حاسما عبر شن هجمات في كل الاتجاهات للخروج من المأزق الذي وصل اليه منذ ايام عدة وخصوصا ان وثائق عن بيانات ضرائبه تسببت باضعاف موقفه ايضا.

وكان الملياردير الاميركي استأنف في منتصف آب/اغسطس حملته وحقق بعض النجاح بعدما بدا اكثر انضباطا وركز مداخلاته على هيلاري كلينتون ورسالته الاقتصادية التي لاقت اصداء في المناطق التي خسرت مصانع.

وهذه الاستراتيجية التي ترافقت مع هفوات للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون اتاحت له تضييق الفارق معها في استطلاعات الرأي. لكن فقط الى حين موعد تنظيم اول مناظرة متلفزة الاثنين الماضي التي كان اداء الملياردير خلالها مرتكبا ومتوترا في مواجهة منافسته التي كانت شديدة الجهوزية.

واظهرت وثائق نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز″ في نهاية الاسبوع ان ترامب صرح بخسارة تقارب مليار دولار في الكشف الضريبي عن دخله عام 1995 ما مكنه من تجنب دفع الضرائب بطريقة قانونية لنحو عشرين عاما.

وجاءت هذه المعلومات في وقت يرفض ترامب الكشف عن بياناته الضريبية، ليكون اول مرشح لا يمتثل لهذا التقليد الساري منذ عهد ريتشارد نيكسون في سبعينات القرن الماضي.

ومساء السبت في بنسلفانيا، شن ترامب هجوما عنيفا اعاد الى الاذهان اجواء التجمعات الصاخبة في فترة الانتخابات التمهيدية.

وفيما كان يستخدم في الاسابيع الماضية الملقن، فضل ترامب ان يرتجل على مدى دقائق طويلة هجمات ضد هيلاري كلينتون ووصفها بانها “لا تتمتع بالكفاءة” او حتى “مجنونة” قائلا ان صحتها ليست جيدة.

وقال “هذه المرأة التي يفترض ان تقف في وجه (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لم تتمكن حتى من السير خمسة امتار لتصل الى سيارتها”.

وكان يشير الى اصابة هيلاري كلينتون بوعكة صحية في 11 ايلول/سبتمبر حين ظهرت على شاشات التلفزة وهي مرهقة بسبب اصابتها بالتهاب رئوي، غير قادرة على الصعود الى سيارتها بدون مساعدة حراسها الشخصيين. واخذت انذاك قسطا من الراحة لمدة اربعة ايام.

ثم هاجمها لاحقا بسبب فضيحة رسائل البريد الالكتروني الخاص، وهي حجة اعتبر مستشاروه انها فعالة لنسف صورتها كامرأة دولة.

لكن المرشح عاد ايضا الى موضوع شائك هو خيانات بيل كلينتون السابقة.

– “عبقري” ضرائب-

قال ترامب “هيلاري كلينتون ليست وفية الا للمساهمين في حملتها ولنفسها. لا اعتقد انها وفية لبيل كلينتون بالواقع″ ملمحا الى ان المرشحة التي تبلغ من العمر 69 عاما كانت تخون زوجها. واضاف “بالنهاية لماذا عليها ان تكون كذلك؟”.

ويضاف الى ذلك التهديد بالتحدث عن عشيقات سابقات لبيل كلينتون خلال المناظرة المقبلة الاحد. ولقد اتهمها على الدوام بانها “متآمرة” عبر تحقير النساء اللواتي يتهمن زوجها.

واستعدادا للمناظرة الثانية، تقوم هيلاري كلينتون بالتحضير طوال ايام لكن ترامب يستعد لاسبوع من الحملات فيما كان مستشاروه يأملون في ان يكرس وقتا لتحضير نفسه.

وعبرت اوساط رجال الاعمال عن اسفها لاسبوع ضائع.

فقد دخل ترامب في جدل حول ملكة جمال الكون السابقة لعام 1996 اليسيا ماتشادو حين دعا مؤيديه إلى مشاهدة “شريط جنسي” لها ما دفع بهيلاري كلينتون الى وصفه ب”غير المتوازن”. وكان ترامب انتقد ملكة جمال السابقة علنا لانها سمنت. وذكرت كلينتون بذلك خلال المناظرة، في استفزاز رد عليه ترامب بان الكيلوغرامات الزائدة تطرح بالواقع مشاكل.

وقال نيوت غينغريتش الزعيم الجمهوري السابق الداعم لترامب الجمعة “آمل فعليا بان يشكل ذلك انذارا” مضيفا “لا ترسل تغريدات ليلا واستعد جديا للمناظرة لان هذه المناظرة ستكون مهمة جدا”.

اما بالنسبة للضرائب فان مستشاريه كشفوا ان الاستفادة من ملاذات ضريبية ليس امرا غير مشروع وعلى العكس يشكل دليلا على “عبقرية” ترامب.

ويبقى معرفة ما اذا كان الناخبون من دافعي الضرائب سيوافقون على ذلك. وفي شباط/فبراير 2012 عبر رجل الاعمال الاميركي على تويتر عن اسفه لان “نصف الاميركيين لا يدفعون ضريبة على الدخل رغم الدين العام الهائل”.

– “فقد السيطرة”-

وتاتي فضيحة بيانات الضرائب بعد اسبوع سيء للملياردير الاميركي كما رأى مدير حملة كلينتون روبي موك الاحد في برنامج على شبكة “ان بي سي”.

وقال “لقد شهد ترامب اسبوعا سيئا بالفعل. وفشل في المناظرة، وفقد السيطرة على اعصابه نتيجة لذلك”.

وفي ما يعطي زخما اضافيا لكلينتون اظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة “ايه بي سي نيوز″ وصحيفة “واشنطن بوست” الاحد ان 53% من الاميركيين اعتبروا ان كلينتون فازت في المناظرة مقارنة مع 18% لترامب.

ورأى نحو نصف الذين استطلعت آراؤهم ان ترامب اخطأ بالوقائع فيما قال ثلثهم انه كذب بشكل مباشر فيما ارتفع معدل عدم شعبيته الى 64% مقابل 53% لكلينتون.

واظهر استطلاع جديد للرأي اجراه “بوليتيكو-مورنينغ كونسالت” الثانين ان كلينتون تتقدم مجددا على ترامب بحصولها على 42% من نوايا الاصوات مقابل 36% لترامب، فيما نال المرشح المستقل غاري جونسون 9% ومرشحة حزب الخضر جيل ستاين 2%.

كما تلقت هيلاري كلينتون دعما اضافيا الاحد مع اعلان نجم دوري كرة السلة الاميركي للمحترفين ليبرون جيمس المتحدر من اوهايو، الولاية المحورية في الانتخابات المقبلة، تاييده لها.

وقال جيمس في مقال نشره موقع “بيزنس اينسايدر” انه يدعم هيلاري كلينتون “لانها ستبني على الارث الذي سيتركه صديقي العزيز الرئيس باراك اوباما. انا اؤمن بما حققه الرئيس اوباما لهذا البلد، وانا اساند التزامها بمواصلة هذا الارث”.