قصف قاعة صنعاء يصيب بشظاياه احتمالات الحل في اليمن

آخر تحديث 2016-10-10 00:00:00 - المصدر: راي اليوم

الرياض ـ (أ ف ب) – بات الحوثيون اليمنيون اكثر تشددا في اعقاب القصف الذي اودى بمئة واربعين شخصا في قاعة بصنعاء، وحملوا مسؤوليته للتحالف العربي بقيادة السعودية، ما يزيد من تعقيد اي فرصة للحل، بحسب محللين.

وتعد حصيلة القصف الذي يرجح انه عبارة عن غارات للتحالف الداعم للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، من الاعلى منذ بدء عملياته قبل 18 شهرا. واتى ذلك في وقت تواجه الرياض منذ اشهر انتقادات متزايدة من اطراف دوليين على خليفة ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في النزاع الذي يكبد المملكة ايضا، كلفة مالية ضخمة.

ونفى التحالف بداية مسؤوليته ثم اعلن فتح تحقيق في القصف الذي قالت الامم المتحدة انه اودى بـ 140 شخصا على الاقل واصاب 525 آخرين. الا ان المواقف الدولية، لاسيما من الامم المتحدة وواشنطن حليفة الرياض، تؤشر الى مسؤولية للتحالف.

فقد دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى تحقيق “محايد”، في حين اعلنت واشنطن انها بدأت بمراجعة “فورية” لتعاونها مع التحالف، بعد اسابيع فقط من خفض عدد مستشاريها معه.

كما اجرى وزير الخارجية جون كيري اتصالا بولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الاحد. واعرب كيري عن “القلق العميق” مما جرى في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس السابق علي عبدالله صالح منذ ايلول/سبتمبر 2014، داعيا الى وقف فوري للاعمال القتالية.

ويقول المستشار الاول مدير برنامج الامن والدفاع ودراسات مكافحة الارهاب في مركز الخليج للابحاث مصطفى العاني لوكالة فرانس برس ان موقف الحوثيين بات “اكثر تشددا يوما بعد يوم. هم يعتقدون انه في امكانهم الحصول على المزيد والمزيد”.

وغداة القصف على قاعة العزاء، دعا الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح اليمنيين الى “الثأر” عبر القتال على الحدود السعودية.

وبحسب الخبيرة في الشؤون اليمنية في مجموعة الازمات الدولي آبريل لونغلي آلي، ادى القصف “الى مقتل عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية الشمالية التي كانت تسعى الى تسوية سياسية”.

تضيف ان القصف سيشكل “منعطفا” في مسار النزاع “ويقضي بشكل شبه كامل على اي امل في وقف لاطلاق النار”.

وشهد الوضع الميداني في اليمن تصاعدا متجددا في حدته منذ مطلع آب/اغسطس الماضي، اثر تعليق الامم المتحدة مشاورات سلام في الكويت بين طرفي النزاع، لم تؤد الى نتيجة منذ بدئها في نيسان/ابريل.

– لا تراجع سعوديا –

وبدأ التحالف عملياته في اليمن نهاية آذار/مارس 2015، مستهدفا بالغارات الجوية مواقع ومناطق الحوثيين، خصوصا صنعاء. وبعد اشهر، وسع التحالف عملياته لتشمل تقديم دعم ميداني مباشر لقوات هادي، ما مكنها من استعادة خمس محافظات جنوبية ابرزها عدن.

الا ان الحوثيين لا يزالون يسيطرون على صنعاء ومناطق في الشمال والوسط. كما ان القوات الحكومية لم تحقق تقدما بارزا على الارض منذ استعادة المحافظات الجنوبية في صيف 2015.

ويقول العاني ان السعودية تدرك الى حد كبير عدم امكانية حل النزاع في اليمن عسكريا، الا ان اي تسوية سياسية لن تكون ممكنة طالما ان الحوثيين يشعرون “بانهم اصحاب اليد الطولى”.

ويوضح انه “من دون تحجيم القدرة العسكرية لن يأتوا (الحوثيين) الى طاولة المفاوضات بذهنية مناسبة” للتوصل الى حل.

وكانت قيادة التحالف اعلنت بعيد القصف، عن “عزائها ومواساتها لأسر الضحايا والمصابين في الحادثة المؤسفة والمؤلمة”، مؤكدة ان “لدى قواتها تعليمات واضحة وصريحة بعدم استهداف المواقع المدنية وبذل كافة ما يمكن بذله من جهد لتجنيب المدنيين المخاطر”.

واعلنت واشنطن انها بدأت عملية “مراجعة فورية” للتحالف، مؤكدة ان “التعاون الأمني للولايات المتحدة مع السعودية ليس شيكا على بياض”.

ويرى العاني ان سحب الدعم الاميركي قد يجعل من استمرار عمليات التحالف امرا صعبا ولكن غير مستحيل.

وكانت السعودية اكدت مرارا ان عمليات التحالف ستتواصل في اليمن دعما لـ “الشرعية” ولاعادة تثبيت سلطة الرئيس هادي على كامل البلاد.

وتتهم السعودية وواشنطن ايران بدعم الحوثيين، وهو ما تنفيه طهران. ويرى محللون ان من ضمن اهداف التحالف، عدم السماح للحوثيين بالسيطرة على كامل اليمن، وتاليا توسع نفوذ ايران على حدود المملكة.

ويرى الباحث الزائر في المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية آدم بارون انه من غير المرجح ان تتراجع السعودية او تقبل بانهاء النزاع في اليمن بشكل لا يتلاءم وشروطها.

ويقول “اشك بذلك… رأينا السعوديين يواصلون قصف اهداف في صنعاء ومناطق اخرى من البلاد بلا هوادة”، في مقابل تصعيد الحوثيين من هجماتهم في المناطق الحدودية مع السعودية.