حسن السنيد ...عصا سياسي وبدلة شاعر

آخر تحديث 2016-10-10 00:00:00 - المصدر: الجمهورية نيوز

Mon, 10 Oct 2016 16:10:11

من جواد جميل إلى حسن السنيد ومن منصة الشعر إلى منصة البرلمان ومن ثم إلى منصة التحالف الوطني الجديد برئاسة عمار الحكيم يختفي حسن السنيد ويظهر بين مدة وآخرى وهو يتقن الابتسامات الصفراء المليئة بالمؤامرات والدسائس. 
حسن السنيد الذي ينحدر من عائلة معروفة في ذي قار هو اكثر الناس التزاماً بالقول المأثور أنصر آخاك ظالماً أو مظلوماً طبقه بحرفية عالية في زمن تولي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الحكومة لمدة ثمان سنوات. 
حتى أنه بات يتحدث باسم المالكي أكثر من أي اسم آخر، خرج السنيد الذي فشل في الانتخابات النيابية الماضية وحصل على 100 صوت فقط على الرغم أنه عتيد في البرلمان منزعجاً ومهضوماً بعد أن اجبرته المحكمة الاتحادية على الاستقالة لأنه أخذ مقعد المالكي وهو حاصل على أدنى الاصوات. 
لم يمض وقتاً طويلاً على غيبة السنيد الصغيرة حتى رجع وهو يرتدي ربطة عنق صفراء مناغماً ومغازلاً رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم ليجلس بجواره ليتحدث عن الإصلاح والتغيير. 
السنيد الذي كان أحد اسباب فشل الخطط الأمنية في بغداد عبر تدخله المباشر في تنفيذها والمتهم ببيع المناصب الأمنية وواحد من الذي شوهوا الصورة بعين المالكي عندما كان رئيسا ً للوزراء يتمنى ويحلم ويسعى إلى العودة بقوة عبر التأسيس لخطاب طائفي من خلال قناة التحالف الوطني. 
من دون شك أن مشروع دولة القانون – كمشروع نظري – يتقاطع تماماً مع المشاريع السياسية الطائفية كمشروع التحالف الوطني الذي اعيد تشكيله على اسس طائفية ومناطقية وبهدف تدوير الوجوه القديمة في الانتخابات المقبلة. 
على العموم لايمكن تعريف السنيد سوى أنه شاعر جيد وسياسي فاشل يمضي بلا مشروع ويتحرك بلا بوصلة وهو يظن نفسه أنه يجيد دور الرجل الثانوني أو الرجل المفاوض أو الرجل الرابط بين اصحاب القرار. 
ضاق صدر السنيد بما رحبت الأرض أنه رجل بعدة وجوه يتحرك من مكان إلى آخر ومن بيت إلى آخر ومن محافظة إلى آخرى وهو يظن أنه يصعدّ نحو الامام لكنه ينزل إلى المنحدر من أعلى العمق إلى اسفله. 
كان السنيد وهو القيادي البارز في حزب الدعوة/المقر العام مولوعاً بمشروع دولة القانون ومغازلا على استمراره وهو الاول الذي صرح علناً بعد الاعلان عن تشكيل دولة القانون في انتخابات 2010: الان حان تطليق الخطاب الطائفي. 
لم يلتزم السنيد بالخطاب الوطني وراح يركض لاهثاً  وراء مصلحته الشخصية ويدق بيوت قيادات التحالف الوطني ويتوسل بهم حتى لا يقفوا بوجه مستقبله السياسي وهو يعرف جيداً أنه انتهى انتخابيا واصبح من الوجوه العتيقة غير المرغوب بها أنتخابياً. 
ويبدو أن السنيد أصابته حمى السياسي الذي يدور  بعقل ملهوف عن غرف المؤامرات وصالات القرار وبوصة التجار في العسكر والسياسة. 
معروف عن السنيد أنه يقول مالايفعل وقد فضحه قبل أعوام الداعية القديم غالب الشابندر عندما وعده بأنه سيوفر له وظيفة في مكتب رئيس الوزراء كباحث استراتيجي وتخلف عن ذلك. 
ليس الشابندر من يقول أن السنيد يقول مالايفعل بل أغلب الدعاة واكثرهم معاصرة للسنيد. 
مضى السنيد من البرلمان والتصقت صورته في الذهن الشعبي : أنه ذيل لا رأس وسيبقى كذلك إلى يوم يبعثون.