أديس أبابا -الأناضول- أعربت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، عن قلقها حيال الأوضاع التي تشهدها عددا من الدول الإفريقية وفي مقدمتها ليبيا وبوروندي وبحيرة تشاد والكونغو الديمقراطية.
جاء ذلك في كلمة ألقتها ميركل في مقر الاتحاد الإفريقي عقب افتتاح المبنى الجديد لمجلس السلم والأمن الإفريقي (المنوط به تنفيذ ومتابعة قرارات الاتحاد)، اليوم الثلاثاء، بحضور كل من رئيسة مفوضية الاتحاد، دلاميني زوما، ورئيس الوزراء الأثيوبي هيلي ماريام ديسالين، وسفراء الدول الإفريقية والبعثات الدبلوماسية المعتمدة بأديس أبابا.
وقالت ميركل في حفل الافتتاح إن هذا المبنى يجسد التعاون القائم بين إفريقيا وألمانيا في مجال السلم والأمن بالقارة، ومن شأنه أن يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في إفريقيا.
وأعربت المسؤولة الألمانية عن أملها من الاتحاد الأفريقي في مواصلة دعم للجهود المبذولة لتحقيق السلام في ليبيا، مشيرة إلى تأخر بلادها في دعم الاتحاد في هذا البلد الذي يشهد أزمة منذ عام 2011.
ووصفت الوضع في ليبيا بأنه “مؤسف” بالرغم من الجهود المبذولة لاستعادة مؤسسات الدولة.
وعقب سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، إثر ثورة شعبية، دخلت ليبيا في مرحلة من الانقسام السياسي تمخض عنها وجود حكومتين وبرلمانيين وجيشين متنافسين في طرابلس غربا، ومدينتي طبرق والبيضاء شرقاً.
ورغم مساعٍ أممية لإنهاء هذا الانقسام، عبر حوار ليبي، جرى في مدينة الصخيرات المغربية وتمخض عنه توقيع اتفاق في 17 ديسمبر/كانون الأول 2015، انبثقت عنه حكومة وحدة وطنية برئاسة فايز السراج، باشرت مهامها من طرابلس أواخر مارس/آذار 2016، إلا أنها لم تحض بثقة مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق شرقي البلاد، مما تسبب في استمرار الأزمة في البلاد.
وأكدت ميركل دعم بلادها للتحول الديمقراطي في إفريقيا الوسطى، بعد أداء الرئيس فوستان أركونج تواديرا اليمين الدستورية في مارس/ آذار عقب فوزه في انتخابات تهدف لوضع حد للعنف الطائفي والديني الذي بدأ في 2013.
كما أعربت المستشارة الألمانية عن قلقها البالغ إزاء الوضع في بوروندي؛ والكونغو الديمقراطية، داعية إلى الالتزام بالدستور ومنع العنف.
وأشارت إلى أن الجماعات الإرهابية العابرة والمتطرفة تسعى إلى استغلال السكان وفرض نفسها على المنطقة.
وحثت الدول الأفريقية إلى تضافر جهودها في محاربة الإرهاب واسئتصاله.
وتطرقت ميركل في كلمتها إلى الأوضاع في بحيرة تشاد وقالت إن الجماعات الإرهابية التي تقودها جماعة “بوكو حرام” المتطرفة ارتكبت جرائم كبيرة في حق سكان المنطقة وشردت الآلاف.
ودعت إلى ضرورة تعزيز الجهود الدولية لمواجهة تمدد الجماعات الإرهابية ووضع حد لمعاناة المواطنين في بحيرة تشاد.
وحول ملف الهجرة غير الشرعية، قالت ميركل إن بلادها ستعمل جاهدة مع إفريقيا للحد من هذه الظاهرة ومحاربة تجارة تهريب البشر وتمكين دول غرب إفريقيا من مواجهة التحديات ومحاربة الجماعات الإرهابية.
وأوضحت أن بلادها ستعمل على تبادل خبراتها مع إفريقيا في مجال الصناعات والبنية التحتية وتشجيع التجارة والاستثمار والطاقة.
من جهتها، رحبت رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، دلاميني زوما، بزيارة ميركل ووصفتها بـ”التاريخية”.
وأشادت زوما بالشراكة الألمانية الإفريقية ودور برلين كمساهم رئيسي في تعزيز السلم والأمن في القارة السمراء.
ودعت إلى ضرورة الاستفادة من خبرات ألمانيا في مجالات الصناعة وقيم التسامح في استضافة المهاجرين، مطالبة بضرورة تشجيع الاستثمارات الألمانية لتمكين إفريقيا من التحول الصناعي.