الكاتب / مروة الاسدي
من منا لا يرغب العيش في بيئة مثالية خالية من التلوث وطقس رائع وحياة مرفهة، لكن الواقع الذي نعيشه يختلف، بعدما أصبحت البيئة التي نعيش بها أكثر تلوثاً يوماً بعد يوم، وعلى الرغم من تطور وسائل المعيشة مثل مرافق الحياة، ولكن هذا لا يضمن حياة صحية، ووفقاً لأخر الأبحاث تلوث المياه والهواء يسبب الكثير من الأمراض ومن أكبر عوامل الوفاة عالمياً، فبعد التطور الصناعي والتكنولوجي في كافة نواحي الحياة، وزيادة وسائل النقل الحديثة، وعدد المصانع وأجهزة التكييف، واستخدام المبيدات الحشرية والزراعية بشكل عشوائي، زادت نسبة التلوث البيئي بشكل أصبح يهدد صحة الإنسان.
مما أدى لانتشار الأمراض الخطيرة القاتلة، كما أثر ذلك على تلوث المياه وابادة أعداد كبيرة من الأسماك والأحياء البحرية، ناهيك عن تلوث الهواء وآثاره السلبية، من هنا جاءت الدعوات للحفاظ على البيئة، والسعي للعيش في مدن نظيفة خالية من التلوث.
ومنها فكرة المدن الخضراء، التي تعتمد بالكامل على الطاقة المتجددة، في العديد من انحاء العالم، لكنها تبدو وكأنها افضل انواع الاستثمار العقاري في السنوات المقبلة لان الجيل الجديد الذي يقبل عليها باقتناع يريد ان يساهم بجدية في تقليص ما يسمى بـ«البصمة الكربونية». وهي ايضا مدن لا تحتاج الى الكثير من موارد الطاقة مما يمنحها فرصة الاستمرارية وعدم الاندثار مثل المدن الصناعية التي انتعشت في الماضي ثم انقرضت بعد نهاية عصر البخار.
لذا تسعى مدن عالمية عديدة الى تحصين بيئتها والحفاظ عليها بالبحث عن بدائل طبيعية وساحات خضراء ومياه متحركة للتخلص من آثار التلوث البيئي في المدن، والعودة الى أحضان الطبيعة الصحية والسلمية.
إذ يرى الكثير من الخبراء في هذا الشأن إن التجاوزات على البيئية الطبيعة تزيد من خطورة التلوث والمشاكل الصحية، إذ يشكل التلوث البيئي في المدن أول وأقوى سبب في إصابة الإنسان بأخطر الاوبئة والامراض، لذا ينصح هؤلاء الخبراء بضرورة التخطيط الحضري السليم وإدارة النمو المستدام للمدن من أجل ردع تفاقم الكوارث الطبيعية والتلوث البيئي والمخاطر الكارثية التي تهدد كوكب الارض وسكانه.
ولكن على الصعيد الآخر يوجد دول ومدن لاتزال تحافظ على البيئة وتعمل على تقليل نسبة التلوث الى أقل ما يمكن، مثل العاصمة الفرنسية باريس التي حازت على لقب أفضل مدينة في مكافحة التغير المناخي لعام 2016، خلال المسابقة التي ينظمها الصندوق العالمي للطبيعة سنويا. وجاءت باريس في المركز الأول على رأس قائمة ضمت 18 دولة بفضل سياساتها “الابتكارية والتشاركية”، وفيما يلي ابرز المدن التي تعاني من التلوث وافضلها حماية للبيئة.
- طهران
يتطلب الامر ساعة احيانا لاجتياز كيلومتر واحد في طهران، فزحمة السير خانقة في العاصمة الايرانية، ويساهم فيها بشكل كبير العدد الهائل لسيارات الاجرة التي تتنافس في شوارعها بحثا عن الزبائن، فأكثر من 78 الف سيارة اجرة تعمل رسميا في المدينة، اي اكثر بخمس مرات من تلك العاملة في نيويورك، بحسب الارقام الحكومية.
والى هذا العدد الكبير تضاف 35 الف سيارة تابعة لشركات خاصة خاصة، فضلا عن الاف السيارات الخاصة التي يستخدمها اصحابها كسيارات اجرة بشكل غير قانوني، وكل هذا الاكتظاظ في سيارات الاجرة لم يحل دون انطلاق تطبيقات محلية تشبه “اوبر” منها “سناب”، ولذا، لا يتكبد سكان طهران أي عناء للعثور على سيارة تنقلهم، اذ يكفي الوقوف بعض ثوان فقط على الرصيف حتى يتسابق اليهم السائقون الذين يخوضون منافسة محمومة يومية في شوارع العاصمة، وهذا الاقبال الكبير على العمل في سيارات الاجرة مرده اساسا الى نسبة البطالة المرتفعة في اوساط اليد العاملة النشطة، ولا يتوانى عن الانطلاق في هذه المهنة مجازون جامعيون وتجار سابقون لكسب قوتهم، على غرار منصور فريدفار البالغ من العمر ستين عاما، وكان رب الاسرة هذا والاب لولدين ينعم بحياة رغيدة حين كان يعمل في استيراد السلع الاجنبية وبيعها في بلده، رغم ان نشاطه التجاري ادخله السجن اشهرا عدة بعيد انتصار الثورة الاسلامية في العام 1979.
ويقول “كانت اموري جيدة، وكنت اظن ان مستقبلي ملك يدي، لكنني ادركت مع الوقت اني كنت على خطأ”، ادار الزمان ظهره لفريد في التسعينات، فقد ضبطت الجمارك شحنة له بقيمة خمسين الف دولار، وادى ذلك الى افلاسه. ثم وقع في مشكلة اخرى حين تبين ان الارز الذي باعه لوزارة الثقافة كان سيء النوعية، وكاد يدخل السجن مرة اخرى.
ازاء كل هذه الاحداث، قرر فريد الاقلاع عن التجارة، والانطلاق في رحلة البحث اليومية عن الركاب في شوارع طهران، ويقول “قبل اربع سنوات، اشتريت هذه السيارة وبدأت العمل سائقا”، مثله في ذلك مثل الاف الاشخاص في العاصمة الايرانية البالغ عدد سكانها 14 مليون نسمة والتي ترزح تحت معدل تلوث مرتفع، يكسب فريد يوميا حوالى 23 دولارا، يذهب نصفها لمصاريف السيارة والوقود، ليصبح مستوى معيشته ادنى بكثير مما كان عليه في الايام الخوالي.
- باريس
نالت باريس لقب أفضل مدينة في مكافحة التغير المناخي للعام 2016، في ختام مسابقة ينظمها كل سنة الصندوق العالمي للطبيعة، وبعد سيول سنة 2015 وكايب تاون وفانكوفر في سنوات سابقة، باتت العاصمة الفرنسية تعد “نموذجا” في مجال البيئة “بفضل رؤيتها الطموحة وقدرتها الأكيدة على دفع الشركات والمجتمع المدني ومدن أخرى إلى أن تحذو حذوها”، على ما جاء في بيان الصندوق العالمي للطبيعة.
واعتمدت باريس التي استضافت في نهاية كانون الأول/ديسمبر 2015 مؤتمر الأمم المتحدة المناخي، “خطة مناخية” منذ العام 2007 بهدف تخفيض انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة بنسبة 75 % بحلول 2050، وذلك مقارنة بمستويات العام 2004، ولقد أنشأت أيضا وكالة تعنى بشؤون المناخ تساهم منذ العام 2011 في إشراك سكان المدينة في المبادرات المناخية، وتدعم البلدية مركبات تسليم البضائع المراعية للبيئة ومراكز إنتاج الغاز الحيوي لتحويل النفايات إلى وقود. وذكر الصندوق العالمي أيضا أن باريس أقامت سجلا منذ العام 2013 يسمح للسكان بمعرفة ما إذا كانت سقوف منازلهم في وضعية مناسبة لوضع لوح شمسي، وقد اختيرت باريس من بين 18 مدينة بلغت المرحلة النهائية من هذه المسابقة المعروفة باسم “تشالنج إيرث آورد”. وقد نال ملفها “إعجاب لجنة التحكيم بفضل سياستها الابتكارية والتشاركية”، بحسب باسكال كانفان المدير العام للفرع الفرنسي من الصندوق العالمي للطبيعة الذي أقر بأن هذا اللقب هو “اعتراف بالمكانة الجديدة التي اكتسبتها (باريس) ضمن مجموعة المدن الرائدة في مجال البيئة”.
- مدن إيرانية وهندية
قالت منظمة الصحة العالمية إن الهند بها أربع من عشر مدن تعاني أسوأ معدلات تلوث في العالم، لكن بينما يقر خبراء المنظمة بأن الهند تواجه “تحديا ضخما” هناك أيضا دول كثيرة تعاني معدلات تلوث بالغة السوء لدرجة يصعب معها تطبيق نظام مراقبة ولا يمكن إدراجها في التصنيف.
وسجل أسوأ معدل تلوث في مدينة زابل الإيرانية التي تعاني عواصف ترابية على مدى شهور في الصيف بينما جاءت مدينتا جواليور والله أباد بالهند في المركزين الثاني والثاني تلتهما الرياض والجبيل بالسعودية ثم مدينتان هنديتان أخريان هما باتنا ورايبور.
وحلت العاصمة الهندية نيودلهي في المركز الحادي عشر في الدراسة المسحية التي تقيس كثافة الذرات العالقة الأقل من 2.5 ميكروجرام الموجودة في كل متر مكعب من الهواء، ويمكن أن تسبب الذرات العالقة في الهواء سرطان الرئة والجلطات وأمراض القلب على المدى البعيد كما تؤدي لأعراض مثل الأزمات القلبية التي تسبب الوفاة بسرعة أكبر. وتقول منظمة الصحة العالمية إن أكثر من سبعة ملايين حالة وفاة مبكرة تحدث سنويا نتيجة تلوث الهواء وبينها ثلاثة ملايين حالة نتيجة نوعية الهواء في الأماكن المفتوحة.
وصنفت نيودلهي الأسوأ في العالم في 2014. وتحاول المدينة منذ ذلك الحين التصدي للسموم في الجو بتقييد استخدام السيارات الخاصة على الطريق لفترات قصيرة، وأشادت ماريا نيرا مديرة دائرة الصحة العامة والبيئة في منظمة الصحة العالمية بحكومة الهند لوضع خطة عامة للتعامل مع المشكلة في حين لم تستطع دول أخرى عمل ذلك، وقالت “على الأرجح بعض من أكثر المدن تلوثا في العالم لم تدرج في قائمتنا لأن الوضع فيها سيء لدرجة أنها حتى تفتقر لنظام جيد لمراقبة نوعية الهواء لذا فمن غير المنصف المقارنة أو التقييم”.
- فلوريدا
اطلق اللاعب السابق لكرة القدم الاميركية سيد كيتسون مشروعا فريدا في ولاية فلوريدا في جنوب شرق الولايات المتحدة لبناء اول مدينة اميركية تعمل حصرا على الطاقة الشمسية، مستفيدا من امكاناته المادية الكبيرة واندفاعه للترويج للمبادرات البيئية.
وبعد عشر سنوات على شرائه الارض، باتت ورشة البناء في اوجها حاليا لانجاز هذه المدينة الخضراء الاولى في البلاد بقدرة استيعابية تصل الى 50 الف شخص، ويؤكد سيد كيتسون (57 عاما) الذي شارك في الدوري الوطني لكرة القدم الاميركية على مدى خمسة مواسم قبل الانتقال للعمل مروجا عقاريا، عدم الانتهاء من تشييد اي من المنازل غير أنه يلفت الى ان طلائع السكان سيتمكنون من الانتقال الى مساكنهم الجديدة اعتبارا من مطلع العام المقبل، ويقول اللاعب السابق في فريقي “غرين باي باكرز” و”دالاس كاوبويز”، “إننا ننشئ مدينة جديدة”، مضيفا “مهمتنا تقضي باثبات أن النمو العقلاني يتماشى مع حماية البيئة”، وعوضا عن بناء حي سكني يضاف الى كثير سواه او مجمع بعيد من وسط المدينة، قرر كيتسون بناء مدينة بيئية من الالف الى الياء مع كل الرفاهية المطلوبة في الحياة العصرية.
وينص مشروعه على اقامة مرسة عامة وحي للمتاجر والمطاعم ودروب للنزهات وبحيرات لممارسة الرياضات المائية، وسيتمكن سكان “بابكوك رانش” في مرحلة لاحقة من استخدام هواتفهم الذكية لطلب سيارات اجرة للتنقل.
وتم تصميم شقق ومنازل كبيرة لسكان من الاعمار كافة بأسعار تراوح بين مئتي الف وثمانمئة الف دولار وفق كيتسون، ومن المتوقع انتهاء المرحلة الاولى من المشروع مع 1100 مسكن بحلول سنة 2017.
- مدريد
كشفت بلدية مدريد عن خطة تقوم على جعل اصحاب الكلاب الذين لا يزيلون براز حيواناتهم يشاركون في تنظيف الشارع، وستختبر الشرطة البلدية هذه الخطة في منطقتين من العاصمة يتركز فيهما اكبر عدد من براز الكلاب على ما اوضحت البلدية في بيان.
وسيغرم اصحاب الكلاب الذين لا يزيلون براز حيواناتهم مبلغ 1700 دولار وفي حال تخلفوا عن دفع الغرامة عليهم ان يشاركوا لايام عدة في اعمال تنظيف الشارع على ما اوضحت البلدية، واضافت ان “براز الحيوانات لا يزال منتشرا في الشوارع والحدائق العامة واماكن اخرى رغم حملات توعية متكررة” وتوزيع ملايين الاكياس المجانية لجمع البراز.
وقد اعتمدت مدن اسبانية عدة طرقا ابتكارية لمكافحة براز الكلاب في السنوات الاخيرة، فقد اعلنت مدينة تاراغونا في شمال شرق البلاد العام الماضي انها ستلجأ الى فحوصات ال”دي ان ايه” لتحليل براز الكلاب لتحديد هوية اصحابها الذين لا ينظفون وراءها.
وخلال فترة قصيرة في العام 2013 عمدت بلدة برونيته القريبة من مدريد على ارسال براز الكلاب الى منازل اصحابها في علب كتب عليها “ممتلكات مفقودة”، وكان متطوعون يتحدثون الى اصحاب الكلاب بعد تغوطها للحصول على اسمها ونوعها ما يسمح بعد ذلك لمسؤولي البلدية بايجاد عنوان اصحابها من قاعدة معلومات لتسجيل الحيوانات المنزلية.
- كوت الألبانية
يهدد مشروع سد على نهر فيوسا بإغراق اراضي بلدة كوت الالبانية تاركا لسكانها الخيار بين النزوح او البؤس فضلا عن الاثر المدمر على نظامها البيئي، ما يدفع اهالي المنطقة الى رفض التضحية بهم من اجل طموحات السلطات لتحقيق الاكتفاء الذاتي للبلاد في مجال الطاقة.
وحدها البيوت ستصمد على ضفاف بحيرة مشكلة من السد الكهرمائي الممتد على مساحة 25 مترا في بوتشيم والمزمع تشييده على مسافة كيلومترات قليلة. وما عدا ذلك من محاصيل للحبوب واشجار زيتون ومدفن فستغمرها لمياه، ويقول اينفر فاسيلاي (93 عاما) وهو عميد البلدة التي تضم 1200 نسمة الواقعة على بعد 170 كيلومترا جنوب تيرانا “هذا النهر سيدفن الاحياء والاموات”، ويروي ديلافر موراتاج البالغ 65 عاما وهو مسؤول عن مسح الاراضي في البلدة أن مقولة شعبية يستخدمها السكان للدعاء على الناس مفادها “+فليغرق مدفنك+”، ويشير الى ان السكان لا يبيعون ارضهم حتى عندما يهاجرون الى سويسرا او الولايات المتحدة قائلا “هذه اهانة كبيرة”، وفي أيار/مايو، على رغم التعبئة التي شهدتها كوت ومناطق اخرى، أكدت وزارة الطاقة على هذا المشروع البالغة تكلفته مئة مليون يورو والذي اوكلت مهمة انجازه لشركتين تركيتين، وتمثل زيادة اعداد السدود خيارا استراتيجيا للسلطات الالبانية: اذ ان اولسي نيكا من جمعية “ايكو البانيا” يحصي “178 عقد تلزيم لحوالى خمسمئة ومنشأتين كهرمائيتين في البلاد”. وهو ما يشكل برأيه كارثة بيئية رغم اعتبار السلطات انها ضرورة اقتصادية.
- قرية مستدامة في اوروغواي
تستضيف قرية في اوروغواي اول مدرسة مستدامة بالكامل في اميركا اللاتينية مؤلفة من مبنى مصنوع من اطارات سيارات تتميز بعدم استهلاكها لمصادر الطاقة التقليدية ومراعاتها للبيئة، ففي صبيحة يوم شتوي بارد، تبلغ درجة الحرارة 7,5 درجات مئوية في خوريغيبيري البلدة الزراعية التي تضم 500 نسمة وتقع على بعد 85 كيلومترا في شرق العاصمة مونتيفيديو. لكن في داخل المدرسة الابتدائية التي تحمل الرقم 294، تلامس الحرارة عشرين درجة مئوية، وتوضح مديرة المدرسة اليسيا الفاريس البالغة 51 عاما لوكالة فرانس برس “نحن في وضع جيد مع تغطية اكثر من 50 % من حاجتنا بفضل مصادر الطاقة الشمسية حصرا”، مضيفة “اطفئ الانوار قليلا تفاديا للهدر في الطاقة”.
وتسمح الشمس بتوفير الطاقة لهذه المدرسة الابتدائية غير المتصلة بالشبكة الوطنية للطاقة الكهربائية، هذه المؤسسة التعليمية التي تم تدشينها في آذار/مارس وتستقبل اطفالا بين الثالثة والثانية عشرة من العمر، هي اول منشأة من نوعها في اميركا اللاتينية تتميز بطابعها المستدام بالكامل، وهو امر يظهر من الخارج اذ يمكن رؤية الاطارات الملونة التي تزين المدخل واللوحات الشمسية التي تغطي اسقف الموقع اضافة الى واجهات زجاجية كبيرة تطل على بساتين مجاورة، ويقف خلف هذا المشروع المهندس الاميركي الشهير مايكل رينولدز البالغ 70 عاما والمعروف بلقب “محارب القمامة” (“غاربدج وورير”) لانه يمضي حياته في انجاز مشاريع لانشاءات بالاستعانة بالنفايات، وصرح رينولدز لوكالة فرانس برس في شباط/فبراير إنه في سبعينات القرن الماضي عندما بدأ في تصور هندسة تستند حصرا على الاستعانة بالمخلفات، “كان الجميع يقول لي إنني اخرق”.
المصدر / شبكة النبأ المعلوماتية
شارك هذا الموضوع:
مرتبط