استقرار الموصل مرتبط بالشرق الاوسط.. اسباب وتفاصيل اخرى

آخر تحديث 2016-10-27 00:00:00 - المصدر: بابل24

استقرار الموصل مرتبط بالشرق الاوسط.. اسباب وتفاصيل اخرى

بغداد/بابل24/.. اجرى مجلس العلاقات الخارجية CFR (وهو منظمة فكرية مستقلة، غير حزبية)، حوارا مع زميلها الاكبر فيليب غوردون (وهو مسؤول سابق في مجلس الأمن القومي في إدارة أوباما)، حول معركة اهمية معركة الموصل، عواقبها المستقبلية وتداعيات مشاركة اطراف عديدة "متنافسة" في عملية تحريرها من تنظيم داعش.

وقال غوردن في بدء الحوار، الذي ترجمته /بابل24/ ان "الحملة التي تدعمها الولايات المتحدة لتسترد الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، من تنظيم داعش الارهابي قيد التنفيذ، بالتعاون بين الجيش العراقي والبشمركة، لكن القتال في المناطق الحضرية لاستعادة السيطرة على المدينة سيكون معقدا".

واضاف "هذان الفريقان من المقاتلين ليس لديهما خبرة في مجال التنسيق مع بعضهما البعض، وفي كثير من الحالات، هما عدوان لدودان".

واشار الى انه "من المنتظر ان تكون مهمة رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي يرأس الجيش العراقي الذي تم بناؤه منذ انهياره في عام 2014، إخماد هذه المنافسات خلال المعركة، لكن استعادة النظام والاستقرار في أعقابها سيكون أكثر صعوبة".

وفيما يلي الاسئلة التي طرحت على غوردن خلال الحوار:

ان معركة الموصل مرتقبة منذ عدة أشهر، وقد توجتها إدارة أوباما بجهود قدمتها الولايات المتحدة من دعم للقوات العراقية لدحر تنظيم داعش، لماذا تعتبر الموصل مهمة جدا؟

*إنها مدينة ما يقرب من مليوني شخص، وقد وضع تنظيم داعش يده على الكثير من الموارد  منذ احتلالها، لذلك فمن الناحية الفنية انها ذات قيمة عالية، وبشكل رمزي انها أكثر من ذلك.

هذا هو المكان الذي أعلن فيه زعيم تنظيم داعش ابو بكر البغدادي الخلافة في يونيو 2014، وترمز الموصل الى قدرة الجماعة المزعومة لتأسيس "عاصمة" دولة الخلافة واسترجاعها يمثل سقوط دولتهم حيث بدأ كل شيء، ما سوف يؤدي الى نكسة نفسية مدمرة للمجموعة.

 

ما هو تقييمكم لردة فعل التنظيم على هذه السلسلة من الانتكاسات؟

*يبدو أن كلما فقد التنظيم أراض اكثر وازداد فشلا في رغبته في الحفاظ على الدولة، كلما هوجم خارجيا، فإذا لم يعد باستطاعته كسب مجندين في أوروبا وأماكن أخرى من خلال اظهار نجاحاته على أرض المعركة، فانه سوف يتعرض للمهاجمة في أماكن أخرى.

لكنه سوف يسعى إلى استفزاز الحكومات الغربية، كما رأينا مع هجمات في بروكسل، باريس، اسطنبول والولايات المتحدة.

نتيجة اخرى محتملة هي هرب قادة ومقاتلي داعش الى سوريا، ربما فر بعضهم بالفعل، والبعض الآخر سوف يتمكنون من التسلل خلال المعركة، وسوف يعزز ذلك يعزز وجود داعش في أجزاء من سوريا.

 

حملة استعادة السيطرة على الموصل تشمل العديد من القوات غير النظامية بالإضافة إلى القوات العراقية الرسمية، كيف يمكن أن يؤثر ذلك في المعركة؟

*ان معركة استعادة السيطرة على الموصل مهمة عسكرية صعبة بشكل كبير بكل حال من الاحوال: قتال من شارع إلى شارع ضد جماعة إرهابية ذات خبرة وعلى استعداد لاستخدام الانتحاريين والأشراك الخداعية، الدروع البشرية، وكل ما يلزم للتمسك بالمدينة.

الولايات المتحدة، ذات اكبر قوة عسكرية في العالم، قدمت خسائر كبيرة عند احتلال المناطق العمرانية خلال حرب العراق.

 

فما بالك بعملية الموصل التي يشترك فيها تحالف معقد من قوات الأمن العراقية (ISF)، قوات مكافحة الإرهاب، الشرطة، وقوات العمليات الخاصة؛ البشمركة الكردية، المقاتلين السنة من مختلف العشائر، والتي لا تتفق مع بعضها البعض دائما، كما تتنافس فصائل الحشد الشعبي وتصر على أن تكون جزءا من المعركة، اضافة الى مختلف الأقليات التي تأتي من الموصل والمدن المحيطة بها.

هؤلاء المقاتلون ليس لديهم خبرة في مجال التنسيق مع بعضهم البعض، وفي كثير من الحالات، هم أعداء الداء، لذا فهي حتما معركة صعبة ومعقدة.

 

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يدعي الحق في المشاركة في المعركة أيضا، مما دفعه إلى التجادل مع العبادي، لماذا يسعى لادخال القوات التركية الى ساحة معركة معقدة بالفعل؟

*تركيا تشعر أن لديها حصة كبيرة في الموصل، ولها دور تاريخي في المنطقة وتشعر بتقارب مع السنة والتركمان في المدينة والمناطق المحيطة بها.

تريد تركيا زعزعة توازن الشيعة المدعومين من ايران، ثم ان هناك عنصر كردي: تركيا في صراع عنيف مع بعض مواطنيها الاكراد – الاتراك، صراع اودى بحياة أربعين ألف شخص في العقود القليلة الماضية.

وما دامت تركيا في صراع مع الأكراد في تركيا وسوريا، سوف يكون لديها مخاوف بشأن الدور الكردي في العراق.

وكما تشعر تركيا بأن لديها مصالح وطنية، جيوسياسية، وطائفية في الموصل، كذلك آخرون، وهكذا فآن كل تلك المجموعات المختلفة تحاول الاطاحة بتنظيم داعش، وربما تنتهي بالقتال مع بعضها البعض بدلا من ذلك.

على سبيل المثال، فصائل الحشد هددت بمحاربة تركيا إذا حاولت الثانية ان تلعب تركيا دورا، كما ان القوات المدعومة من تركيا تقصف القوات الكردية في شمال سوريا، وهذا النوع من الصراع يمكن أن ينعكس على الموصل ومحافظة نينوى المحيطة بها.

وقد شددت الولايات المتحدة على ان الحكومة العراقية وقوات الأمن ومكافحة الإرهاب العراقية في الصدارة، آملة من ذلك بتهميش كبير للقوات "الشيعية"، الامر الذي من شأنه ان يساعد على ايقاف تركيا عن القيام بدور مباشر في القتال وتقليص عدد اللاعبين من الخارج للحد الأدنى.

 

ما هي خطة بغداد لاستعادة سلطتها في الموصل؟

*من المفترض ان يكون رئيس الوزراء العبادي وقوات الامن العراقية في الصدارة، مع ضرورة احترام كل طرف من الاطراف المعنية للهيكل السياسي الشرعي.

وقد أكد العبادي على أهمية اللامركزية وتمكين المسؤولين المحليين، وسيكون من المهم بشكل خاص تنفيذ قانون سلطات المحافظات في العراق بشكل كامل، والذي ينص على اللامركزية للسلطات المحلية بما يتفق مع الدستور الوطني، وتوظيف قوات أمن محلية.

كل التنسيقات يجب أن تستمر، لاسيما التنسيق الأكثر أهمية بين القوات العراقية والبيشمركة، والتي كانت حتى الآن جيدة، والتي قال عنها رئيس حكومة إقليم كردستان، مسعود بارزاني، ان البيشمركة الكردية وقوات الحكومة العراقية لم تنسق بهذا العمق من قبل.

رغم ذلك، فإن الخلاف ذي المدى الطويل بسبب الأراضي المتنازع عليها في محافظة نينوى والتي تقبع تحت سيطرة الأكراد يظل نقطة اشتعال محتملة.

ولا يزال الحاكم السابق لولاية الموصل، أثيل النجيفي، يشعر ان له دور سياسي شرعي في المدينة، في حين انه لايزال حتى الان يعتبر عدوا لحكومة بغداد، اذ هناك أمر صادر باعتقاله، كما انه، من جهة اخرى، مدعوم من تركيا.

لكن يبقى الأمل بتطلع جميع الأطراف الى الحاجة إلى نوع من التسوية المؤقتة خوفا من مدينة تتفكك في حالة من الفوضى والعنف.

وفي هذا المعنى، الموصل هي نموذج مصغر للشرق الأوسط بأكمله، الصراعات الجيوسياسية بين دول مثل إيران والمملكة العربية السعودية وإيران وتركيا، تطوق صراعات طائفية بين السنة والشيعة، والأكراد، وكذلك الصراعات الفارسية-العربية.

ومثلما ان الشرق الأوسط غير مستقر بسبب كل هذه المنافسات وعدم وجود نظام سياسي متفق عليه. فسيكون من الصعب جدا الحفاظ على الاستقرار في الموصل حتى بعد انتهاء العملية العسكرية.

 

ماذا يخبئ الرئيس الأمريكي القادم؟

*عندما سقطت الموصل، كان هناك الكثير ممن يطالبون الولايات المتحدة باستخدام القوة العسكرية على الفور، لكن الرئيس اوباما اعتقد بأن نشر قوة عسكرية نيابة عن الحكومة، التي كان ينظر إليها على أنها المسؤولة عن المشكلة في المركز الأول، يمكن أن يأتي بنتائج عكسية،

و بدلا من ذلك، قال أوباما ان هناك حاجة إلى ايجاد نهج أكثر شمولا في بغداد.

ثم انتقلت رئاسة الوزراء الى العبادي، الذي فهم الحاجة إلى إشراك جميع عناصر السكان وإعادة بناء الجيش، ومنذ سنتين، تعمل الولايات المتحدة مع العبادي لجعل الجيش اكثر احترافا، أقل طائفية، وأقل فسادا، حتى اصبح اليوم أفضل في التعامل معه.

وعندما أعلن الرئيس عن هذه الاستراتيجية في سبتمبر عام 2014، قال انها سوف تستغرق حوالي ستة وثلاثين شهرا وبعبارة أخرى، قال انه سيكون موجودا لثلثي تلك الفترة، لكن بعد ذلك ستكون للحكومة القادمة رؤيتها الخاصة، وحتى يحين الوقت ليسلم أوباما مركزه الى خليفته ستكون معظم أراضي الموصل قد استعيدت من تنظيم داعش، وتبقى المهمة المقبلة للإدارة الجديدة هي تحقيق استقرار الوضع.

سيسلم أوباما لخليفته تنظيما عانى في ساحة المعركة وآيديولوجيا، ونكسات مالية، وتقلص تدفق مقاتليه الأجانب.

لكن مهمة خليفة اوباما لا تزال كبيرة، تتجسد في تعزيز المكاسب العسكرية والسياسية الأكثر شمولا في العراق والسعي لتحقيق حل في سوريا ينهي الاقتتال الطائفي الذي يغذي داعش.

المصدر/ موقع مجلس العلاقات الخارجية/ ترجمة: بابل24