الأمم المتحدة: اقدام داعش على (الإبادة البيئية) هو وصفة لكارثة طويلة في العراق
بغداد/بابل24/.. حذرت الأمم المتحدة، الخميس، من "كارثة" بيئية وصحية بسبب اتباع تنظيم داعش في الموصل لسياسة الأرض المحروقة، بعد بدء معارك التحرير، فيما وصفت ما يجري بـ"وصفة لكارثة طويلة".
وقالت الأمم المتحدة في بيان صحفي ترجمته /بابل24/ ان "الأبخرة المتصاعدة من حرق المخزونات من ثاني أكسيد الكبريت، وآبار النفط التي تم أشعال النيران فيها من قبل تنظيم داعش، أدت إلى المزيد من المعاناة للمدنيين في شمال العراق".
وبينت "وبعض المدنيين يشهدون شبه اختناق وأمراض في الجهاز التنفسي بسبب سياسة الارض المحروقة التي يتبعها تنظيم داعش بعد اضطراره للانسحاب من المدن العراقية".
وتابعت "وقد اشعل التنظيم 19 بئرا نفطيا قرب القيارة، وهي بلدة تقع الى الجنوب الشرقي من مدينة الموصل، نتيجة لذلك، تعرض المواطنون والقوات المسلحة لأبخرة سامة".
ويفرز النفط الخام المحترق مجموعة واسعة من الملوثات، بما في ذلك السخام والغازات التي تسبب تهيج الجلد وضيق في التنفس.
وأضافت "قد قام برنامج الامم المتحدة للبيئة بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، بالتنسيق بين المتطوعين وخبراء المواد الخطرة الذين قدموا المساعدة التقنية في التعامل مع الحرائق".
وأشارت الى انه "في 23 تشرين الأول، تسرب غاز الكلور بعد ان نشأ في محطة للمياه نتيجة القتال ما ادى الى اصابة نحو 100 مدني وتم الاسراع في تقديم العلاج الطبي لهم، وفي الاسبوع الماضي، امتدت سحابة سامة على بعد عشرات الكيلومترات ان اشتعلت النيران في كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكبريت كانت مخزنة في مصنع كبريتات المشراق".
ولفتت الى انه "قامت مديرية الصحة، بدعم من منظمة الصحة العالمية (WHO)، بعلاج اكثرمن 1000 حالة اختناق في القيارة ومخمور".
وقال رئيس الأمم المتحدة للبيئة إريك سولهايم في حوار له مع الصحافة ان "هذا هو للأسف أحدث حلقة في جملة الدمار للبيئة العراقية على مدى عدة عقود، من استنزاف الأهوار إلى تلوث الأرض وانهيار نظم الإدارة البيئية".
وبينت ان "برنامج البيئة التابع للامم المتحدة يعمل بشكل وثيق مع الشركاء في العراق مثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية، ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (UNITAR) وبرنامج التطبيقات الساتلية العملياتية للامم المتحدة (يونوسات) للاستجابة السريعة وذلك للحاجة الملحة لمعالجة الأضرار البيئية الناجمة عن النزاع المسلح".
وقالت "وقد وفرت يونوسات الدعم في تصميم أعمدة الدخان أثناء الهجوم، والتي يمكن أن تساعد في تقليل الآثار الضارة الناجمة عن المخاطر الكيميائية خلال الاستجابة الإنسانية".
وتابعت "لكن السيد سولهايم حذر من أن هذه الابادة البيئية الجارية هي وصفة لكارثة طويلة، تجعل ظروف المعيشة خطيرة وبائسة، إن لم تكن مستحيلة، الامر الذي سوف يدفع عددا لا يحصى من الناس للانضمام لرقم غير مسبوق من عدد اللاجئين في العالم، لهذا السبب تحتاج البيئة إلى وضعها في مركز الاستجابة للأزمات ومنع الصراعات، وتسوية النزاعات".
ويذكّر برنامج البيئة UNEP بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 1992 بشأن "حماية البيئة في أوقات النزاع المسلح" (A / RES / 47/37) الذي يحث الدول على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان الامتثال للقانون الدولي القائم لحماية البيئة أثناء الصراع المسلح.