لم يمنع الكرسي المتحرك عباس علي من الهرب من قريته بشمال العراق والخلاص من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في رحلة محفوفة بالمخاطر.
يذرف علي الدموع بينما زوجته تدفعه ببطء على كرسيه المتحرك وهما يعبران طريقا شهد مقتل زوجين قبل ثلاثة أيام برصاص قناصة داعش، لدى محاولتهما الفرار.
بين الفينة والأخرى، ينظر علي وزوجته وبرفقتهما أولادهما الأربعة إلى الخلف للتأكد مما إذا كان قناصة يستعدون لتنفيذ تهديدهم بإطلاق النار على كل من يحاول الفرار من داعش.
وقال علي، أثناء دفعه إلى قاعدة للأكراد يهاجمها المتشددون على الدوام ليلا، إن بلدة قريبة يسيطر عليها داعش تعرضت لهجوم.
وأضاف أن المعلومات المتواترة تؤكد أن المتشددين الخمسة الباقين في قريته ذهبوا لمساندة داعش في جبهات القتال.
في المقابل، قال ساكن آخر تمكن من الهرب إن شخصا ألقي القبض عليه أثناء محاولته الفرار تلقى 95 جلدة.
وتنقل قوات البيشمركة اللاجئين إلى مخيمات أقامتها السلطات العراقية للتعامل مع التدفق المتوقع للهاربين من داعش.
وقال أحد الرجال مبتسما "أنا أدخن للمرة الأولى منذ وقت طويل"، متذكرا كيف كان التدخين ممنوعا تحت حكم المتشددين، وكانت عقوبته 50 جلدة علنا.
أما عمر، الذي تصادف أنه كان يزور أقارب له في قرية أبو جربوع التي هرب منها علي وعائلته في اليوم الذي سيطر عليها داعش، فقال إن "استخدام الهاتف المحمول يمكن أن يعني الموت الفوري".
وكان سكان القرى، التي يسيطر عليها داعش، لا يستطيعون ممارسة نشاط تجاري، إلا إذا قدموا حصة للتنظيم المتشدد، وفق ما ذكره قاسم حسن الذي كان عاطلا عن العمل يعتمد في معيشته اليومية على المال الذي تجنيه زوجته من الخياطة.
المصدر: وكالات