بالتفاصيل.. سعودي يدعي "النبوة"
بغداد/.. وصل إلى سوريا قبل ثلاث سنوات قادماً من المملكة السعودية، كشخص وسيط يحاول الإصلاح بين الفصائل الإرهابية المتقاتلة، ويتحدث بلغة طائفية بغيضة، اتهم مؤخراً الشعب السوري بالكفر ما شكّل حالة استنكار شديدة أضيفت إلى هزائمه بعد كل عملية كان يعلن عنها.
برز دور "عبد الله المحيسني"، في تخفيف حالة الخلاف والشقاق، التي كانت تسود الفصائل الإرهابية خاصة بين تنظيمي داعش والنصرة، ليصبح أحد قيادات الصف الأول في صفوف الإرهابيين، ويكون له إطلالة قبل كل عملية إرهابية ضد الجيش السوري في مدن الشمال، فمن هو "المحيسني"؟.
هو عبد الله بن محمد بن سليمان المحيسني، المعروف باسم "عبد الله المحيسني"، وهو داعية سعودي الجنسية، من مواليد بلدة "القصيم"، وصل إلى سوريا أواخر شهر تشرين الأول من العام 2013، وبدأ نشاطه كمقاتل وقاضٍ شرعي، يحكم بين الفصائل الإرهابية المختلفة، مثل داعش والنصرة وحركة أحرار الشام، وكان في البداية معجب بتنظيم داعش.
يقول المحيسني: كنت معجبا بهم أيام العراق، وكنت أقول إنها مظلومة حينما يهاجمها البعض، ولكن ليس من رأى كمن سمع.
بعد أشهر من وصوله إلى سوريا، اتخذ "عبد الله المحيسني" مواقف من تنظيم داعش الإرهابي، وبدأ يميل إلى جبهة النصرة، ونقل نشاطه إلى مدينة إدلب شمال سوريا بشكل كامل، بعد سيطرة النصرة عليها، وساهم مع عدد من القادة الإرهابيين، في تشكيل ما يسمى "جيش الفتح"، الذي يضم "النصرة" و"أحرار الشام" إضافة إلى عدد من الفصائل الإرهابية.
بعد تأسيس "جيش الفتح" تولى عبد الله المحيسني منصب القاضي الشرعي العام فيه، وهنا بدأت مواقفه المتطرفة، وأعماله الإرهابية ضد مواقع الجيش السوري، حيث شارك في معارك إدلب وحماه وريف اللاذقية، ولعل أبرز مواقف الإرهابي السعودي هو أن "الديمقراطية نوع من الكفر.. يجب محاربة هذا الفكر المتطرف".
وبعد الخسائر الكبيرة التي تلقتها المجموعات الإرهابية في الشمال السوري، أعلن المدعو عبد الله المحيسني في تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن سبب وجود الطيران الروسي فوق الأرض السورية، وضربه لمواقع من يسميهم "الجهاديين"، هو أن "الشعب السوري كافر، ويسب الذات الإلهية باستمرار".
تلك المواقف لاقت ردود أفعال ساخطة من الشعب السوري بشكل عام، ومن الإرهابيين المحسوبين على "المحيسني" بشكل خاص، والسبب في ذلك هو أن هذا الرجل جاء من السعودية إلى سوريا ليكفّر الشعب ويستفيد من كل حادثة ليظهر على الإعلام ويلمّع صورته على حساب الشعب السوري دون أن يحقق أي نصر بل كانت الهزيمة تلاحقه بعد كل عملية عسكرية يعلنها.
أحد المواقف الأكثر جدلاً للمحيسني"تغريدة" نشرها على تويتر قال فيها: "رأيت في المنام أني جالس مع بعض الأحبة وفي يدي مصحف أقرأ عليهم بتلاوة وترتيل، وأثناء قراءتي نزلت آية جديدة مكتوبة في آخر الصفحة (ولو ترى إذا قصفناهم ولم يكن لهم من دون الله من ولي ولا نصير ذلك بأنهم سبوا الله ورسوله".
ورغم أنه سحب تغريداته بسرعة، إلا أنّ الجدل لم يتوقف عبر مواقع التواصل، فاتهم البعض المحيسني بأنه يدّعي النبوة وشبهوه بمسيلمة الكذاب.
واعتمد "المحيسني" منذ اللحظات الأولى لوصوله إلى سوريا على الحرب الإعلامية في خطاباته، لكن ومع مرور الوقت أثبت فشله بكل المقاييس، خاصة بعد معارك حلب الأخيرة، عندما أكد انه سيفك الحصار عن الأحياء الشرقية لمدينة حلب، ولكن دون جدوى، كما مني بخسارات كبيرة هو وتنظيمه على محاور القتال المختلفة في الشمال السوري من حلب إلى إدلب وصولاً إلى حماه واللاذقية.