بعدسة التايم الامريكية.. هكذا تسير الحياة قرب الموصل
بغداد/.. ايمانويل ساتولّي مصور إيطالي مستقل رافق في الأيام الماضية القطعات العسكرية، وهي تتقدم نحو الموصل، بدافع "الرغبة" ليشهد ويسرد ما مر به السكان الذين كانوا يعيشون تحت سيطرة تنظيم داعش.
وبحسب تقرير لصحيفة التايم الامريكية، وترجمته /بابل24/ فقد التقط ساتولي مشاهد استثنائية من الجبهة ومحيطها (بضجيجها المتمثل بأصوات الانفجارات العالية والعبوات الناسفة، وبهدوئها حين يستريح الجندي العراقي في عربته المدرعة وقدمه تتدلى من النافذة).
كما تبين احدى الصور اشخاصا متهمين بانتمائهم أو مشكوك بتعاطفهم مع التنظيم يتعرضون للاستجواب من قبل القوات السنية المحلية.
قال ساتولي في رسالة ارسلها بالبريد الالكتروني من مدينة كوجالي على الحافة الشرقية في الموصل "أنا لست مهتما فقط في تغطية الحرب، أنا مهتم بالناس الذين يشاركون في الصراع لكنهم لا يلعبون دورا فعالاً فيها".
يعمل ساتولي على وصف الأرواح البشرية التي تعلعلت بسبب الحرب: العائلات التي فرت من القتال عن طريق القوارب أو السيارات أو حتى سيرا على الاقدام، المنازل المدمرة، التي احتلها وخربش على جدرانها مسلحو التنظيم، فتيات مسيحيات يصلين بعد قداس الأحد في احد المراكز التجارية في أربيل.
المصور يدرك جيدا المخاطر التي تواجهه هو وغيره من المصورين مع استمرار المعركة في العراق، ثالث بلد دموية بالنسبة للصحفيين هذا العام. فقد قتل اثنان من الصحفيين المحليين في وقت مبكر من المعركة واصيب صحفيون أجانب في هجمات متفرقة، اضافة الى الخسائر التي تعرضت لها القوات العراقية والكردية.
وحول ذلك يقول: "هذه ليست حرب تقليدية، فالطبيعة القاسية لدى داعش في مواجهة أعداءه، تلحق الأذى بالمدنيين بشكل واضح ومرعب".
ويضيف "معظم مقاتلي التنظيم مستعدون للموت واستخدام جميع أنواع التكتيكات لضرب العدو، كزرع العبوات الناسفة على طول الشوارع، نصب الشراك الخداعية مخفية داخل المنازل والأبنية الأخرى، اضافة الى القنابل في السيارات والشاحنات، واستهداف على يد القناصة".
ولحماية نفسه بأقصى ما يستطيع، يرتدي ساتولي خوذة وسترة واقية من الرصاص، ويتخذ كل قرار بعناية وحذر، "تحاول الحصول على أكبر قدر من المعلومات من الصحفيين الآخرين، من الناس الذين كانوا هناك لفترة أطول منك، ومن الجيش والسكان المحليين الذين تبدأ في بناء العلاقة معهم، شيئا فشيئا، لكن ومع ذلك هناك مستوى من الاحتياطات لا تسمح لك غريزتك بإسقاطه".
ويصف المصور الايطالي الوضع في جملة قائلا "في العراق ليس هناك طريقة للتأكد تماما من ما تسمع أو ترى.. فعدم القدرة على التنبؤ، عاملٌ من المستحيل التحكم به".