رؤساء الدول لا يغادرون بلدانهم الا منفيين أو قتلى!
مات فيصل الاول ميتة فيها بعض الريبة لكنه عاد الى العراق مسجى بين اوجاع العراقيين وحزنهم عليه ليدفن في المقبرة التي امر ببنائها في اعظمية بغداد، وقتل الملك غازي مقتلة لم تكن بعيدة هي الاخرى عن الشبهة والارتياب ودفن في العراق ايضا، وقتل فيصل الثاني في مجزرة سيظل اثمها واثم من فعلها شاخصا الى يوم الساعة، واعدم عبد الكريم قاسم غدرا على يد حفنة من الانذال، واحترق عبد السلام عارف بحادث مازال المؤرخون يفتشون عن خفاياه، ونفي عبد الرحمن عارف الى لندن وفي جيبه 200 دينار جمعها من رواتبه، ثم استدان من الخزينة مبلغا لتسديد نفقاته في الغربة، ثم سدده اقساطا محسوبة بالدرهم والدينار، وأقيل البكر مجبرا، أو استقال مضطرا، لا فرق، فالاضطرار شقيق الاجبار بالنسل والسلالة، واعدم صدام في حفلة عرس طغت فيها اهازيج الثار والغل والشماتة على منطق القانون، وتقدم الانتقام على القصاص!
رئيسنا بعد كل هؤلاء بدوي اسمه غازي الياور، جاء مع العفش الامريكي ليجلس على كرسي الرئاسة العراقي بلعبة المغانمة والتوازنات، وليس بالسطو على القصر الجمهوري كما يفعل الجنرالات، ولا بالتتويج كما يفعل الملوك!
لم يدر بخلد الياور يوما ان يكون رئيسا لبلدية حمام العليل، واذا به رئيسا للعراق، حاله حال الكثيرين ممن ضحكت المقادير في وجوههم، ونفخت الصدفة العمياء بهم فصاروا ذوات بعد ان كانوا نكرات!
لا يهمنا كيف صار الرجل رئيسا فالقصة معروفة لكن الاهم هو ان الياور استن سنة لم يسبقه اليها رئيس وملك!
خرج من العراق لا منفيا ولا ملاحقا بل اختار المنفى ليعيش عيشة راضية بعيدا عن مناكفات السياسيين ولغوهم، منفى لا يرى فيه شمسا ولا زمهريرا، لا تزكم انفه رائحة الموت، ولا يوقظه دوي المفخخات!
اصطحب معه الوزيرة المدللة زوجته، ومعهما ثروة تكفي لتجعل منهما ملكين يهزآن بالتيجان!
الياور وزوجته يتقاضيان راتبا يكفي لاعالة 200 من عائلات الجنود العراقيين الذين استشهدوا دفاعا عن الموصل واربيل، وتركوا ايتاما وارامل لا يجدون قوت يومهم، فماذا قدم رئيسنا المنفي طواعية للعراق وزوجته الباذخة المدللة؟
من لديه اخبار عن الياور واين يعيش فليكتب لنا والسلام