بوتين اردوغان نتنياهو وترامب سيخسرون معركة السيطرة على وسائل الاعلام

آخر تحديث 2016-11-07 00:00:00 - المصدر: راي اليوم

بقلم: اوري سفير

 ما هو القاسم المشترك بين فلاديمير بوتين، دونالد ترامب، رجب طيب اردوغان وبنيامين نتنياهو؟ في حقيقة الامر الكثير جدا: لعله قبل كل شيء الرغبة في التحكم في وسائل الاعلام، الخوف من وسائل الاعلام الحرة واتهام وسائل الاعلام بكل مفاسد الدولة.

على مدى كل حملة الانتخابات ادعى ترامب بان وسائل الاعلام الامريكية تعمل في خدمة حملة انتخابات هيلاري كلينتون، وان “نيويورك تايمز″ يحررها مديرها الاعلامي. بل وقال ايضا بان بث الفيلم الذي ظهر فيه يتحدث بعدوانية تجاه النساء لم يكن قانونيا، ونشر بدوافع سياسية ويشكل سببا لدعوى قضائية. ترامب، على حد قوله، هو لا يقل عن ابراهام لينكولين وهكذا ينبغي تغطية أنبائه. ولدى بوتين واردوغان طريقة اكثر نجاعة للسيطرة على وسائل الاعلام: فهما ببساطة يدخلان الصحافيين النقديين الى السجون.

 يشارك نتنياهو ذات المذهب الفكري الذي يحتقر الديمقراطية وحرية التعبير. وهو معني بالسيطرة بالتدريج على معظم وسائل الاعلام كي يخلد حكمه. وعليه، فهو يريد الغاء هيئة البث العام الجديدة، وهو يخشى من أن تكون القناة الاولى وصوت اسرائيل مستقلين اكثر مما ينبغي. ومعاذا ان يدير اعلاميون مهنيون هذه القنوات أو الا يؤدي صوت الجيش التحية له في كل نشرة اخبارية.

من ناحية تاريخية، آمن مثل هؤلاء الحكام دوما بمؤامرة اليسار الليبرالي لادانتهم واسقاطهم. وهم يعبرون  بشكل ديماغوجي عن جنون اضطهادهم كي تصبح وسائل الاعلام “عدو الشعب”.

 ان وسائل الاعلام التي يريدها نتنياهو تشبه منشورات مكتب الصحافة الحكومي: الزعيم وعائلته يتنزهون على شاطيء بحيرة طبريا، يتعانقون  مع الجنود ومع أنفسهم، وفي كل ساعة يبث خطاب في كل محطات التلفزيون والاذاعة كي يفهم الشعب سواء  انجازاته التاريخية في مجال الامن أم خطر المعارضة غير الوطنية، المحبة للعرب.

 في هذه المرحلة ينجح نتنياهو جدا. فالمزيد والمزيد من رجال الليكود والبيت اليهودي ينزلون الى برامج الاخبار والصحف. تمثل لكل أجزاء الجمهور موجود في البرلمان وليس في وسائل الاعلام. فالديمقراطية بلا كلب حراسة ليست ديمقراطية، ولكن الصراع على صورة الديمقراطية الاسرائيلية لم ينتهِ. فمن جهة يوجد نتنياهو، كلي القدرة تقريبا، ومن جهة اخرى توجد مجموعة غير صغيرة من اصحاب وسائل الاعلام والصحافيين الاغنياء، ممن يصرون على حقهم الطبيعي في الانتقاد. احيانا، مثل أمنون أبراموفيتش يتعرضون للاعتداء بعنف من مغسولي العقول.

نتنياهو في نهاية المطاف سيخسر في هذه المعركة بسبب استقلالية العديد من الصحافيين وبالاساس بسبب تغيير طبيعة وسائل الاعلام. اليوم كل الشعب وسائل اعلام: فهو يستمد المعلومات والاراء من الشبكات الاجتماعية، من مدونين مستقلين، من تويتر والفيس بوك. على هذا لا يمكن لاي زعيم، اي نظام واي جهاز امن ان يسيطر. هذا وسائل اعلام حرة، بلا حدود، في داخل الدولة وفي العالم. ومثلما سقط النظام السوفياتي في حينه، مع دخول الاقمار الصناعية الاعلامية، هكذا ذات يوم سيفقد قامعو حرية الصحافة في عصرنا

معاريف 7/11/2016