الحويجة تقضّ مضجع قضاء الشرقاط بعد تعرّضه لـ7 هجمات منذ تحريره

آخر تحديث 2016-11-08 00:00:00 - المصدر: المدى برس

الحويجة تقضّ مضجع قضاء الشرقاط بعد تعرّضه لـ7 هجمات منذ تحريره

 

المدى برس/بغداد

يحاول تنظيم داعش، منذ 3 أسابيع، تشتيت تركيز القيادة العراقية عن عمليات الموصل بشن هجمات تستهدف "المناطق الرخوة" امنياً في شمال وغرب البلاد، بواسطة جماعات الانغماسيين، او "الخلايا النائمة".

وتكررت، خلال الاسابيع القليلة الماضية، حوادث متشابهة بطريقة اختراق وتسلل المسلحين في مدينة كركوك، وقضاء الرطبة، والشرقاط لاحقا، التي هاجمها مسلحو داعش 7 مرات منذ تحرير نصفها قبل نحو شهرين.

بدوره دعا مجلس محافظة صلاح الدين الى مواجهة تلك الخروق بإعادة النظر بعملية تدقيق "النازحين" العائدين للمناطق المحررة، وتمشيط النواحي بحثاً عن مؤيدي داعش.

 

الشرقاط: حياة مجتزأة

وتقترب خطوط التماس، في الشرقاط، الواقعة شمال مدينة تكريت، بين المناطق المحررة والاخرى التي يسيطر عليها داعش بمسافة 80 مترا او 150 مترا في ابعد نقطة بين ضفتي دجلة.

ويقول عبد عيسى السلطان، ممثل الشرقاط في مجلس صلاح الدين، ان "المسافة غير آمنة بين الساحلين الايمن والايسر، لان الجانب الغربي المحرر اصبح عرضة لسقوط الهاونات واصطياد القناصين بشكل يومي".

ويكشف السلطان، خلال اتصال مع (المدى) امس، عن "نزوح اغلب القرى المحاذية لنهر دجلة، بسبب الخوف من الهجمات المتكررة للمسلحين".

وكان مسلحو داعش، قد اقتحموا الجانب المحرر من قضاء الشرقاط  مرتين في غضون شهر واحد. وهاجم التنظيم منطقة (الخانوكة)، التي تعتبر خط الصد الاول بين الضفتين، خمس مرات منذ تحريرها في اواخر ايلول الماضي.

ويعزو عضو مجلس محافظة صلاح الدين تكرار الهجمات التي تشهدها الشرقاط الى "طول الشريط الرابط بين الضفتين، الذي يصل الى نحو 30 كم يتخلله مرتفعات وادغال يصعب السيطرة عليها"، مؤكدا عدم كفاية القوات المسؤولة عن حماية القضاء.

وكان نحو 40 مسلحا، تسللوا الى الساحل الايمن للشرقاط بعد اسبوعين من تحريره. وتمكن المسلحون، خلال الهجوم، من تجاوز النقاط الامنية للحشد والشرطة الاتحادية، التي تنتشر على ضفاف النهر. واحتلت القوة المهاجمة 4 منازل قريبة من ضفة النهر، قبل ان تتم استعادة السيطرة على زمام الامور بعد 24 ساعة.

وكرر تنظيم داعش، الاسبوع الماضي، الهجوم على الضفة المحررة من الشرقاط، لكن السلطان يؤكد ان "الهجوم كان اقل قوة ولم يستمر إلا لساعات محدودة".

ودفعت تلك الهجمات الى شل الحركة داخل المدينة، لكن عضو مجلس المحافظة يؤكد أن "السلطة المحلية تحاول إقناع المدرسين بالدوام والذهاب الى المدارس"، واعترف بان "تشغيل محطات المياه القريبة من النهر يعتبر مجازفة".

وكان أكثر من 50% من نازحي الشرقاط، قد عادوا بسرعة الى مدينتهم، بعد أيام قليلة من تحريرها.  وقد وصفت عملية التحرير بالنظيفة والخاطفة، إذ لم تؤد الى إلحاق أضرار تذكر بالمنازل او البنى التحتية.

في هذه الاثناء، يزيد التدفق اليومي للنازحين من الضفة اليسرى للشرقاط والحويجة باتجاه الساحل المحرر من صعوبة السيطرة على تسلل المسلحين.

ويوضح عبد عيسى السلطان بالقول "هناك واجب انساني بضرورة استقبال النازحين، الذين ينتقلون عبر دجلة، وهم بالمئات يومياً"، لكنه يؤكد ان "المسلحين يعبرون النهر متسللين مع العوائل".

ويدعو السلطان الى "إعادة تدقيق السكان في داخل الشرقاط وتفتيش المناطق بحثا عن المتسللين والخلايا النائمة"، كما يطالب بشمول كل مدن صلاح الدين بهذا الاجراء.

 

مهاجمة حقول النفط

وشن تنظيم داعش هجوماً جديدا، مساء الاثنين، على حقول عجيل، الواقعة شرق تكريت. ويقول ونس الجبارة، أحد قادة الحشد العشائري، ان "القوات تصد يوميا هجوما من جهة الحويجة".

ويؤكد الجبارة، في حديث مع (المدى) امس، ان "70 مسلحا هاجموا في الساعة السابعة من مساء الاثنين، حقول نفط عجيل، انطلقوا من تلال حمرين مستخدمين عجلات وبعضهم كان راجلا"، كاشفا ان "من بين المهاجمين انتحاريين، وبعضهم كان يحمل اسلحة متوسطة".

واضاف القيادي العشائري ان "الحشد الشعبي والشرطة بالاضافة الى بعض الاهالي تمكنوا من اجبار المهاجمين على العودة، بعد ان قتلوا 10 منهم"، لافتا الى ان "الجميع كان يخشى وصولهم الى المناطق المحررة في الدور او العلم".

ومنذ اكثر من سنة يرابط انصار الجبارة في موضع دفاعي في الحدود الرابطة بين حدود محافظة صلاح الدين وتخوم قضاء الحويجة. كما تقوم القوة العشائرية بإخلاء النازحين الفارين من قبضة داعش جنوب وغرب كركوك، باتجاه تكريت.

وكان داعش شن، خلال الاشهر الماضية 20 هجوما، فشل خلالها باستعادة السيطرة على حقول النفط، وتكبد خسائر تقدر بـ700 مسلح بين قتيل وجريح.

وفي أيار الماضي نجحت القوات المشتركة والحشد الشعبي بتحرير الحقول النفطية، التي كانت تعتبر مصدرا لتمويل داعش الذي سيطر عليها في صيف 2014.

 

الغفلة عن مفخّخات

وفي السياق ذاته، يؤكد خالد الدراجي، عضو مجلس محافظة صلاح الدين، في اتصال مع (المدى) امس، ان "الخطر يهدد مناطق صلاح الدين من الشرقاط والحويجة"، محملا في الوقت ذاته القوات الامنية مسؤولية الحوادث الاخيرة في المحافظة.

وكانت سيارة ملغمة انفجرت، صباح الأحد الماضي، في مرآب قرب مرقد الإمامين العسكريين في مدينة سامراء، وأسفرت عن سقوط ضحايا بينهم 10 زوار إيرانيين.

وسبق الهجوم، بساعات قليلة، انفجار سيارة ملغمة اخرى، يقودها انتحاري عند سيطرة الأنواء الجوية في المدخل الجنوبي لتكريت راح ضحيته عدد من الاشخاص بينهم ضابط برتبة رائد.

ويصف الدراجي ما حدث مؤخرا بانه "غفلة أمنية"، لكنه اكد ان "عبور المفخخات للسيطرات الامنية يؤكد وجود تقصير في اداء تلك القوات".

وكانت السيارة، التي انفجرت جنوب تكريت، متوجهة الى سامراء ايضا، بحسب الدراجي الذي اكد ان "الصدفة وحدها جعلت السيارة تتعطل في مدخل تكريت وتنفجر هناك".

وكشف مسؤولون في صلاح الدين، مؤخرا، عقب انسحاب الجيش من قرية (الزوية)، بعد 24 ساعة من تحريرها في ايلول الماضي، عن وجود جيب للمسلحين يمتد بين جبال مكحول ونهر دجلة، في شريط جبلي وعر يبلغ طوله نحو 30 كم.