Wed, 09 Nov 2016 16:02:37
البرلمان حساء فريد يجمع الوطني والخائن في صحن واحد ، الوطني الذي يفكر في ان لايتجاوز حدود بلاده بينما الخائن الذي تتجاوز عيونه حدود بلاده وتستقر في قلب العواصم الإقليمية ولايستطيع باي حال من الأحوال ان لايلحقها وراء المال العميل، المال الذي يضيع العرق من جباه الناس.
محمد الحلبوسي شاب في العمر ،لكنه مخضرم في السياسية، لانه يعرف من أين تؤكل الكتف في السياسية ؟ ويعرف من أين تؤكل الكتف في الاقتصاد والموازنات؟ ويعرف جيدا ان النائب بلا واقعية كالذي يركض في الهواء متعثرا.
من سوء طالع الحلبوسي انه ظهر في زمن تفوح من السياسة ، الطائفية من كل جوانبها وأشكالها، لذلك ان الخطاب الوطني سواء للحلبوسي او لغيره يظهرا نشازا مع تعالي أصوات الصائغين من كل حدب وصوب ومن يباع الكتل السياسية.
يمضي الحلبوسي في طريق جانبيه من نار كاوية وهو الى وقت قريب يصيبه الذهول كيف لهذه الطبقة السياسية الجراءة في تقسيم الوطن الى مكونات والمكونات الى فتات والفتات الى زجاج مكسور اي مصيبة هذه؟!
هو يراقب المتغيرات في المشهد السياسي من عينين ناضجتين في الرؤية والتصور لا من عين واحدة كما هو الحاصل مع جماعة واسعة من الكتل السياسية، يقول الحلبوسي لماذا يختصر النائب ذاته في منطقته او عشيرته او حزبه او كتلته السياسية او قوميته ؟ أليس فضاء الوطن أوسع وأكثر شهية؟
يدخل الحلبوسي الى قاعة البرلمان بوجه مبتسم وسيماء يرسمها الأمل، لكن اي أمل يقصد هذا الشاب، انه أمل التغيير أمل المواطنة التي تكسر القضبان الطائفية للمجتمع يريد ان يزيل الصدأ عن العملية السياسية في كل مرة يرافقه شباب في مجلس النواب يسعون الى تجاوز التبعية الإقليمية.
وهو يعرف شعار ان السؤال والاستعطاف والتعطف لدول الجوار خيانة فوق العظمى ومذلة وهو يتذكر قول الشاعر :
لاتحسبن الموت موت البلى إنما الموت سؤال الرجال(الدول)
كلاهما موت ولكن ذَا اخف من ذاك لذل السؤال
ميزة الحلبوسي انه حلبوسي لايسحب على طائفة او مجموعة او جهة وهو من الداعين العاملين على الاصلاح وانه جيل ينعقد عليه الأمل وهو جراح يحاول معالجة اخطاء الممرضين الكبار الذين فشلوا في بِنَاء عملية سياسية غير مشوهة وناضجة.