خوف وارتياح عند نقطة تفتيش عراقية على طريق الهروب من الموصل

آخر تحديث 2016-11-11 00:00:00 - المصدر: البغدادية نيوز

وسأل الملازم أول قيصر محمد الرجال في قرية كوكجالي يوم الجمعة قائلا "قوات الأمن ستحرر المدينة الآن، فكيف من الممكن أنكم لا تعرفون من يكون هؤلاء الجرذان؟ وطالبهم بإعطائه أسماء وأرقام الهواتف الخاصة بمن يعرفونهم من الارهابيين الذين يسيطرون على بقية الموصل.

وتعول القوات الحكومية على معلومات من الأشخاص الذين جرى إجلاؤهم أو من المصادر التي لا تزال داخل المدينة في حملتها لاستعادة الموصل من داعش الارهابي الذي سيطر على ثلث البلاد في 2014.

وتحرص السلطات كذلك على فحص الأشخاص الذين يغادرون المدينة لمنع الارهابيين من التسلل من الخطوط الأمامية متنكرين والتخفي لاستئناف تمردهم.

واعترف نجاح (25 عاما) الذي فر من منزله في الموصل قبل ساعات بأنه يعرف بعض الجيران الذين كانوا مع داعش الارهابي، لكنه يقول إن" معلوماته محدودة لأن الارهابيين ظلوا يغيرون أماكن إقامتهم وزرعوا الخوف في نفوس الناس العاديين لدرجة أن أحدا لم يجرؤ على قضاء كثير من الوقت معهم أو توجيه أسئلة كثيرة لهم".

وفر أكثر من 45 ألف مدني من منازلهم منذ بدء عملية الموصل قبل أقل من شهر وهم يمثلون جزءا بسيطا من مليون شخص حذرت الأمم المتحدة من أنهم قد يفرون من المدينة في نهاية المطاف.

قال محمد الذي سبق أن عمل في حي بغرب الموصل كان مرتعا للقاعدة التي سبقت داعش الارهابي في العراق إن" معظم السكان تعاونوا مع السلطات".

واضاف ان "الرعب يملأ قلوبهم بعد عامين تحت (حكم) داعش الارهابي رد فعلهم هو الخوف، ربما يعتقدون أن القوات العراقية لا تستطيع تحرير الموصل ومن ثم سيعودن الارهابيين هم يفكرون بهذه الطريقة".

وتبذل العملية العراقية -التي تضم تحالفا من 100 ألف من الجنود وقوات الأمن ومقاتلي البشمركة الكردية بدعم من الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة- كل ما في وسعها للتأكد من عدم حدوث ذلك لكنها حتى الآن لم تظفر سوى بموطئ قدم محدود في المدينة.

* الفرار من قذائف المورتر

تعد نقطة التفتيش في كوكجالي التي تحرسها قوات مكافحة الإرهاب والشرطة المحلية أول توقف للسكان الذين يغادرون شرق الموصل.

فالمركبات المحملة بالمدنيين تتوقف للخضوع لعملية تفتيش وجيزة عن الأسلحة قبل أن تواصل رحلتها صوب المناطق التي يسيطر عليها الأكراد.

وسالت الدموع على وجه امرأة تجلس في سيارة لتكشف عن مزيج من مشاعر الخوف والارتياح التي عبر عنها كثيرون.

وتستجوب الشرطة أحيانا الأشخاص الذين يصلون إلى كوكجالي راجلين بينما ينتظرون الحافلات الحكومية، ثم ينقلون إلى نقطة تفتيش أخرى حيث يجري إدخال أسمائهم في قاعدة بيانات لقائمة أسماء المشتبه بأنهم أعضاء داعش الارهابي.

ويتوجه الأشخاص الذين يخلى سبيلهم في الأغلب إلى مخيمات في حين يُحتجز الآخرون لمزيد من التحقيق.

وتبعد نقطة التفتيش التي يخدم عندها محمد أكثر من كيلومتر عن الجبهة داخل الموصل لكنها ليست آمنة.

وقال محمد أن" ارهابيا انسل في وقت سابق هذا الأسبوع بين المدنيين في موقع مشابه شمال الموصل وفجر نفسه، وبعد أيام قليلة فعل شخص يرتدي نقابا ويحمل طفلا الشيء نفسه على الجبهة الجنوبية الشرقية".

وقال رجل عمره 54 عاما من حي الزهراء في المدينة إنه" فر وابناه بعد ليلة كانت الأوضاع فيها تشبه الجحيم، خاصة بعد ان اطلق الارهابيون القذائف على نحو عشوائي وأطلقت وابلا من الرصاص لدرجة أنه كان مثل المطر".انتهى21/ي