محافظ نينوى لـ(المدى): تمّ تحرير ربع مساحة الساحل الأيسر من الموصل
المدى برس/ بغداد
باتت المعارك داخل أحياء الساحل الأيسر من الموصل، أكثر حذراً وصعوبة، مع دخول العمليات العسكرية أسبوعها الرابع.
فوجود نحو 400 ألف مدني في الاحياء الشرقية، أجبر الجيش العراقي وقوة مكافحة الإرهاب على التخلي عن الاسلحة الثقيلة والغارات الجوية خوفا على الاهالي.
ورغم ذلك استطاعت القطعات العسكرية السيطرة على ربع مساحة الساحل بشكل تام. وبدأ داعش بضرب المدنيين لإجبارهم على النزوح وإشغال الحكومة بعملية الايواء.
ويتواجد بين 3 – 5 آلاف مسلح تابعين لداعش داخل الموصل، وفقا لمصادر أميركية. وكان زعيم التنظيم قد حث مقاتليه، في تسجيل صوتي، على الثبات والقتال حتى الموت.
وكان مسؤولون في محافظة نينوى اكدوا أن قطعات الجيش ومكافحة الارهاب بدأت بـ"تكتيك" جديد خلال المعارك التي تخوضها في الجانب الايسر للموصل، يعتمد على تطويق الاحياء بدلا من مهاجمتها بشكل مباشر. واكدوا ان هذا التكيتك اثبت، خلال المعارك السابقة، انه يدفع داعش الى الفرار.
وكانت حدة العمليات قد تراجعت، خلال اليومين الماضيين، لا سيما في احياء الساحل الايسر للموصل، بعد أن شهد تقدماً سريعا خلال الاسبوع الماضي.
تقدم بطيء وحذر
لكنّ محافظ نينوى نوفل العاكوب أكد ان "القوات العراقية تعمل بمهنية عالية في تحرير مناطق الموصل"، مشيراً الى أن "المعارك مستمرة ولم تتراجع وتيرتها".
وكشف العاكوب، في اتصال مع (المدى) امس، ان "القوات المشتركة حررت نحو 10 أحياء في الساحل الايسر للموصل من أصل 50 تقريباً". وأوضح ان "مساحة الاحياء المحررة تقدر بـ25% من مساحة الساحل الايسر".
بالمقابل لايخفي محافظ نينوى الصعوبات التي بدأت تظهر مع اقتراب القوات المحررة من مركز المدينة، نظرا للكثافة السكانية، الذي قدرها باكثر من مليون نسمة "اقل من نصفهم يتواجدون في الساحل الايسر".
ويبلغ عدد نفوس محافظة نينوى، على وفق تقديرات العاكوب، باكثر من 4 ملايين و200 ألف شخص.
بدوره يقول غزاون الداوودي، عضو مجلس محافظة نينوى، ان "داعش بدأ بالاختباء في المنازل، ويضغط على المدنيين للنزوح".
واضاف الداوودي، في تصريح لـ(المدى) امس، ان "داعش بات يضرب المدنيين بالهاونات لإجبارهم على الخروج من الاحياء وإشغال الحكومة بمشكلة إيوائهم".
وارتفع عدد النازحين من احياء الموصل الشرقية الى 47 ألفاً، بحسب احصائيات وزارة الهجرة.
واشار عضو مجلس محافظة نينوى الى ان "الكثافة السكانية جعلت القوات تستغني عن الاسلحة الثقيلة، كما لم يعد الطيران يوجه ضربات خوفا على الاهالي".
وأعلنت القيادة العسكرية المشتركة، امس، ان قطعات الفرقة المدرعة التاسعة واللواء الثالث الفرقة الاولى اقتحمت حي السلام في الساحل الايسر، ودمرت 3 مفارز اس بي جي 9، بالاضافة الى تدمير عجلة مفخخة. وتمكنت من قتل 30 مسلحاً يتحصنون في الحي.
وقالت قيادة العمليات، الجمعة، ان قوات مكافحة الارهاب في المحور الشرقي تستمر بعملية تطهير مناطق الاوربجية والقادسية الاولى وعدن والبكر.
كذلك اكدت القيادة ان قطعات الفرقة المدرعة التاسعة واللواء الثالث الفرقة الاولى تمكنت من الدخول الى الساحل الايسر والتوغل داخل حي الانتصار وجديدة المفتي وحي الشيماء والسلام ومستمرة بتطهير الطرق والمباني وكذلك تطهير كافة القرى الكائنة شمال الزاب الكبير.
النمرود وبعشيقة
وبشأن سير المعارك في المحاور الاخرى، تحدث الداوودي عن "تقدم القوات الى ناحية النمرود جنوب شرق الموصل"، مؤكدا تحرير نصف القرى التابعة لها.
وتعد ناحية النمرود، المدينة التاريخية التي نسف وجرّف داعش العام الماضي اغلب آثارها، من ابرز معاقل التنظيم في نينوى، الامر الذي يبطئ تحريرها حتى الآن، بحسب المسؤول المحلي.
كما يؤكد عضو مجلس نينوى مقتل 100 إرهابي في بعشيقة منذ اقتحام قوات البيشمركة للمدينة الاسبوع الماضي. لافتا الى ان القوات الكردية "تواجه هجمات المسلحين من داخل الأنفاق".
وكانت البيشمركة قد دخلت ناحية بعيشقة بعد 15 يوما من الحصار. ويرى الحديدي ان التأخر ادى لأن يستعيد التنظيم أنفاسه وينجح في المطاولة.
باتجاه الحضر
وعلى المحور الغربي، الذي تمسكه فصائل الحشد، يؤكد قائممقام قضاء الحضر، أحد اكبر الاقضية، تحرير 30 قرية. لكنه يشدد على ان "الهدف هو تلعفر وليس مكاناً آخر".
ويقول علي الاحمدي، في اتصال مع (المدى) امس، ان الحشد الشعبي حرر أطراف الحضر ليتجه الى تلعفر. مشيرا الى ترك ناحية تل عبطة، الواقع الى الغرب من الحضر بمسافة 15 كم.
وكان قيادي في الحشد قد أكد لـ(المدى)، مؤخرا، عن "وجود قرار شبه نهائي بدخول الحشد الى تلعفر"، على الرغم من ان هناك تسريبات تحدثت عن تكليف رئيس الحكومة الجيش والشرطة بتلك المهمة.
وأعلن الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، الجمعة، أن وجهة الحشد الشعبي في المرحلة المقبلة من عمليات تحرير نينوى ستكون قضاء الحضر وناحية تل عبطة غربي المحافظة.
وطالب العامري، أهالي هذه المناطق بـ"التعاون مع الأجهزة الأمنية من اجل الإسراع في إنقاذهم من داعش".
وكان العامري قد اعتبر، مؤخرا، أن وصول مقاتلي الحشد إلى المحور الغربي لمدينة الموصل جاء لتضييق الخناق على تنظيم داعش. وقال ان الحشد الشعبي سيتكفل بإيصال الطعام والمساعدات الطبية للعوائل النازحة من القرى الواقعة غرب الموصل.
من جهته كشف قائممقام الحضر عن "بقاء 800 عائلة فقط في مركز القضاء بعد ان كانوا 15 ألف نسمة". واشار الى ان اغلب الاهالي نزحوا الى إقليم كردستان او محافظة صلاح الدين.
وتحدث المسؤول المحلي عن "شح في المواد الغذائية وارتفاع سعر كيس الطحين الى 100 ألف دينار".
وتحاصر أعداد قليلة من داعش المدنيين في الحضر، بحسب الاحمدي، لكنه يقول بان "مسلحي التنظيم يعدمون كل من يحاول الهروب هو وعائلته".
بالمقابل يطلب مجموعة من "المهربين" المتعاونين مع داعش مبلغ 300 دولار مقابل خروج كل شخص من حدود القضاء.
من.. وائل نعمة