الزوار الإيرانيون يشكون "رداءة" الطرق العراقية ويدعون حكومتهم الإسهام بتأهيلها
المدى برس/ واسط
دعا زوار إيرانيون، اليوم الأربعاء، حكومة بلدهم الإسهام بتأهيل وتوسيع الطريق بين منفذ زرباطية الحدودي ومدينة الكوت مركز محافظة واسط،(180 كم جنوب شرق العاصمة بغداد)، لردائتها برغم كونها الرابط الرئيس مع العتبات المقدسة في العراق، مشيدين بكرم العراقيين وضيافتهم، في حين كشفت إدارة بدرة عن تعهد وزارة الاعمار الإيرانية بتأهيل وتوسيع الطريق الحولي في القضاء بطول 18 كم، معربة عن أملها بأن تنفذ الشركات الإيرانية عدداً آخر من الطرق بالمنطقة الحدودية بين البلدين.
وقال الزائر الإيراني حسين دودكر، من مدينة نيشابور، في حديث إلى (المدى برس)، إن "ملايين الزوار الإيرانيين يتوافدون على العراق لزيارة العتبات المقدسة بمناسبة الزيارة الأربعينية"، مشيراً إلى أن "إجراءات الدخول للعراق كانت يسيرة لكن الطرق المؤدية من منفذ زرباطية الحدودي في قضاء بدرة،(80 كم شرق مدينة الكوت)، إلى الكوت وصولاً إلى كربلاء المقدسة رديئة للغاية."
وأضاف دودكر، أن "الزوار يضطرون إلى السير على أقدامهم أكثر من 15 كم قبل الحصول على وسيلة نقل إلى الكوت"، مبيناً أن "الطريق الرابط بين منفذ زرباطية والكوت بممر واحد، مليئاً بالحفر والمطبات، برغم أهميته كطريق دولي يربط المدن الإيرانية بالعتبات المقدسة، ما يقتضي من الحكومة الإيرانية الإسهام في تأهيله وتوسيعه وجعله مشابهاً للطرق الخارجية الإيرانية".
بدورها قالت الزائرة فاطمة مهدوي، من مدينة ورامين الإيرانية، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الفرق شاسعاً بين الطرق الخارجية الإيرانية والعراقية"، مبينة أن "الطريق من منفذ زرباطية إلى الكوت البالغ طوله 90 كم، بائساً برغم أهميته الدولية نتيجة كثرة الشاحنات الكبيرة التي تسلكه وإهمال الجانب العراقي صيانته".
وعدت مهدوي، أن "أهم ما يبقى في ذاكرة الزائر الإيراني للعراق، برغم مشقة السفر ورداءة الطرق، هم كرم ضيافة العراقيين"، مؤكدة أن "كرم الضيافة بدأ منذ لحظة دخول الحدود العراقية من تقديم الطعام والشراب مجانا إلى استضافة العوائل للزوار".
إلى ذلك قال الزائر عرفان شاه رودي، من مدينة كاشان، في حديث إلى (المدى برس)، إن "كرم العراقيين فاق كل التصورات، حيث تجسد في حسن ضيافة واستقبال وتعامل جيد من قبل السلطات الأمنية في المنفذ الحدودي وصولاً إلى المبيت مع أصدقائي عند أحد العوائل".
بالمقابل قال قائممقام بدرة، جعفر عبد الجبار محمد، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الزوار الإيرانيين ما يزالون يتوافدون عبر منفذ زرباطية الحدودي بعدد هائل ما أدى إلى صعوبة نقلهم بسبب قلة المركبات ووضع الطريق الرابط بين الكوت وبدرة المؤلف من ممر واحد."
وأضاف محمد، أن "الحكومة المحلية سبق أن أحالت تنفيذ الممر الثاني للطريق لإحدى الشركات المحلية وتم البدء بالعمل فعلاً لكنه توقف بسبب الأزمة المالية"، مبيناً أن "وكيل وزارة الاعمار الإيرانية زار المنطقة الحدودي مؤخراً مع وفد عالي المستوى من البلدين وتعهد بأن تقوم وزارته بتأهيل وتوسيع الطريق الحولي في قضاء بدرة بطول 18 كم ."
وأعرب القائممقام، عن أمله بأن "تنفذ الشركات الإيرانية عدداً آخر من الطرق في المنطقة الحدودية بين البلدين"، مؤكداً أن "أهالي القضاء ضاعفوا عدد المواكب الحسينية التي تقدم الخدمات للزوار الإيرانيين لأكثر من ثلاثة أضعاف ما كانت عليه سابقاً لتقديم الخدمات للزائرين مجاناً".
وأعلنت إيران، أمس الثلاثاء، (الـ15 من تشرين الثاني 2016)، عن إغلاق معبرين حدوديين مع العراق، هما الشلامجة ومهران المقابل لزرباطية أمام شاحنات نقل البضائع طوال مدة الزيارة الأربعينية، عازية ذلك إلى الزيادة المطردة في عدد الزوار.
وناشدت قيادة شرطة واسط، في (الـ13 من تشرين الثاني 2016 الحالي)، أهالي المحافظة، الإسهام بنقل الزوار الإيرانيين من المنطقة الحدودية إلى الكوت أو كربلاء ، فيما عزت ذلك إلى الزيادة "الهائلة" بعددهم مقابل محدودية المركبات العراقية والإيرانية المخصصة لنقلهم.
وكانت إدارة قضاء بدرة في محافظة واسط قد أكدت في (الـ11 من تشرين الثاني 2016)، أن منفذ زرباطية الحدودي يشهد دخول أكثر من 100 ألف زائر من إيران يومياً لأداء زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع)، وفي حين أوضحت أن عدد الزائرين بتزايد مستمر، بيّنت أن عملية تفويجهم إلى مدينة كربلاء "مسيطر عليها وتجري بانسيابية عالية حتى الآن".
وتعد زيارة الأربعين إحدى أهم الزيارات للمسلمين الشيعة حيث يخرج المسلمون الشيعة من محافظات الجنوب والوسط أفراداً وجماعات مطلع شهر صفر مشياً إلى كربلاء، فيما تستقبل المنافذ الحدودية والمطارات مسلمين شيعة من مختلف البلدان العربية والإسلامية للمشاركة في زيارة أربعينية الإمام الحسين، ثالث أئمة الشيعة الأثني عشرية، ليصلوا في العشرين من الشهر ذاته، الذي يصادف زيارة (الأربعين) أو عودة رأس الحسين ورهطه وأنصاره الذين قضوا في معركة كربلاء عام 61 للهجرة، وأصبحت هذه الممارسة أو هذه الشعيرة تقليداً سنوياً بعد انهيار النظام السابق، الذي كان يضع قيوداً صارمة على ممارسة الشيعة لشعائرهم.