أثار تجسيد الفيلم الإيراني "محمد: رسول الله" لشخصية نبي الإسلام جدلا واسعا في الأوساط الدينية بين مؤيد ومعارض للعمل الفني.
فعلى الرغم من عدم إظهار صناع العمل الفني وجه النبي محمد، انتقدت مؤسسات دينية عدة فكرة التجسيد.
فقد اعترضت جامعة الأزهر المصرية على الطريقة التي أُخرج بها الفيلم، معللة ذلك بالقول إن الممثل الذي يؤدي الدور قد يلعب فيما بعد دورا لشخصية إجرامية في عملٍ سينمائي، وهو ما "يقود المشاهدين إلى ربط الإسلام بالجريمة"، وفق ما جاء في صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وفي تصريح لصحيفة الحياة اللندنية، صرح المفتي العام للسعودية أن الهدف من هذا العمل "تشويه الإسلام"، مؤكدا على أنه "لا يجوز شرعا".
ولاقى فيلم "محمد" ترحيبا من المرشد الإيراني الأعلى خامنئي وكذلك الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، وفقا لموقع "المونيتور".
كما صرح الناقد السينمائي فيل هود أن الإنتاج الفني يتسم بـ"الصدق الفكري، والتأثير العاطفي".
وفي حوارٍ له مع موقع "ذا تايمز أوف إنديا"، قال مخرج العمل السينمائي مجيد مجيدي إنه حاول "تقديم التفسير الصحيح للإسلام: دين الرحمة والسلام والمحبة".
وأبدى مجيدي أسفه لقيام من وصفهم بـ"المجموعات المتطرفة" بإظهار صورة غير صحيحة عن الإسلام، مضيفا أن إنتاجه السينمائي يساعد على "تقديم الوجه الحقيقي للديانة".
نجاح كبير في تركيا
ويجري الآن عرض الفيلم الإيراني، والذي يتناول مرحلتي الطفولة والمراهقة لنبي الإسلام، في تركيا، حيث نجح العمل في بيع حوالي 261 ألف تذكرة في أسبوع العرض الأول من شهر تشرين الثاني/أكتوبر الماضي.
وعلى الرغم من عرض العمل الفني في صالات العرض التركية، فإن صوت القائم بدور النبي محمد قد تم حذفه واستبداله بترجمة في أسفل شاشة العرض "تماشيا مع المشاعر السنية التركية"، بحسب موقع المونيتور.
ويعد هذا العمل الفني الأول من نوعه منذ فيلم "الرسالة" الذي أنتجه المخرج السوري-الأميركي مصطفى العقاد عام 1976، والذي تجنب عرض صور أو جمل حوارية للنبي محمد.
واستغرق إنتاج العمل الفني حوالي سبع سنوات، وتبلغ مدة عرضه حوالي ثلاث ساعات.
المصدر: الغارديان/ المونيتور