عمليّة متوقّعة لتحرير ما تبقّى من سنجار في ضوء اتفاق الحشد والبيشمركة
المدى برس/ بغداد
تستعد الأحياء الواقعة على ضفة نهر دجلة في الجانب الأيسر للموصل، لمعارك أكثر ضراوة وصعوبة، من الأحياء الأخرى، لجهة كثافتها السكانية.
على المحور الغربي، يرجح أن يؤدي اتفاق أبرمته البيشمركة مع الحشد الشعبي، إلى تحرير بعض المجمعات السكنية التي ما يزال تنظيم داعش يسيطر عليها في سنجار.
وكان قائد العمليات المشتركة، طالب شغاتي، قد قال، في،(الـ25 من تشرين الثاني 2016)، إن "القوات الأمنية ستكمل تحرير الساحل الأيسر بالكامل خلال الأيام القليلة المقبلة".
أزمة المدنيّين
ودفعت المعارك وخطة داعش لنقل السكان الى الجانب الايمن – قبل تدمير الجسور الخمسة - الاهالي إلى التجمع في الأحياء الواقعة قرب النهر.
ويؤكد قائممقام الموصل، حسين حاجم، زيادة عدد سكان الساحل الأيمن بـمعدل 40 ألف شخص عن الأرقام التي سجلت قبل انطلاق العملية العسكرية الشهر الماضي، عازيا ذلك إلى "النزوح وانتقال الأهالي إلى تلك الضفة.
ويقدر حاجم، في اتصال مع (المدى)، عدد سكان الموصل بـ"مليون و600 ألف شخص"، مؤكداً أن العدد "يشمل نازحين من بلدات محيطة بالموصل".
ويقطن نحو مليون شخص في الضفة الغربية لمدينة الموصل. وبحسب قائممقام المدينة فان "النازحين من الخارج لجأوا الى الساحل الايمن".
وباتت القوات المشتركة، بحسب المسؤول المحلي، تسيطر على نصف مساحة الساحل الايسر، الامر الذي دفع بعض الاهالي الى الشريط الحدودي عند نهر دجلة، الامر الذي ينذر بنشوب "معارك صعبة وأكثر شراسة".
ويضم جانبا الموصل 176 حيّاً، بضمنها أحياء صغيرة تقع في أطراف المدينة. ويؤكد حاجم ان "ثلثي تلك الاحياء في الساحل الأيسر".
خطّة بديلة
وكان من المفترض أن تتخطى القوات المشتركة الأحياء إلى نهر دجلة، ثم تعود تدريجياً لتحريرها، وهو أمر كان سيمنع الاضرار بالبنى التحتية وبالأهالي.
ويؤكد قائممقام الموصل "حدوث تغيير في الخطة بسبب تلكؤ بعض القطعات، ما أدى إلى مقتل 50 شخصاً وإصابة 300 في الساحل الأيسر"، مشيرا إلى أن "أغلب الضحايا سقطوا من جراء قصف داعش، فيما أخطاء القوات العراقية لا تزيد على واحد بالمئة".
وتحدث المسؤول المحلي عن استخدام داعش للشقق السكنية لاستهداف القوات المحرِّرة، مشيرا إلى أن "المسلحين يختارون الطابق الوسط في العمارات السكنية لنشر القناصين".
وكان الفريق الأول طالب شغاتي، قائد العمليات المشتركة، قد أشار الى ان مسلحي داعش وقادتهم "ينتقلون حالياً من الساحل الأيسر للموصل إلى الأيمن، بعد إغلاق المدينة تماماً".
ودمر طيران التحالف، مؤخرا، الجسور الخمسة التي تربط جانبي المدينة، باتفاق مع الجانب العراقي. وعلل مسؤولون إخراج الجسور عن الخدمة الى محاولة منع داعش من نقل السكان واستخدامهم كدروع بشرية في الجانب الايمن.
وعن سير العمليات، يؤكد قائممقام الموصل ان "خطة تطويق الموصل صحيحة ،لأنها تمنع المسلحين من إدامة زخم المعارك"، كاشفا ان "الطيران يستهدف اي حركة تنقل عبر الزوارق في النهر".
لقاء الحشد بالبيشمركة
وأعلن الحشد الشعبي، مؤخرا، تمكنه من عزل الموصل بشكل كامل عن بقية مناطق البلاد، مؤكدا وصول قطعاته إلى نقطة تمركز قوات البيشمركة غربي الموصل.
بدوره أكد سيدو حسين التاتاني، العضو الكردي في مجلس نينوى، وجود اتفاق بين البيشمركة والحشد الشعبي على قطع خطوط إمداد داعش في غرب الموصل.
وتوقع التاتاني، في تصريح لـ(المدى)، أن يفضي الاتفاق الى "تحرير خمسة مجمعات تابعة لسنجار ما تزال بيد تنظيم داعش"، مبيناً أن تلك "المناطق تقع بين سنجار وتلعفر والبعاج".
وأعلن الحشد الشعبي، الجمعة، عن انطلاق المرحلة الخامسة من العمليات العسكرية غرب الموصل.
وذكر أحمد الاسدي، الناطق باسم الحشد الشعبي في بيان صحفي، أن "المرحلة الخامسة لعمليات الحشد الشعبي تهدف إلى تحرير مساحات شاسعة ومناطق واسعة في غرب الموصل".
وكانت المرحلة السابقة (الرابعة)، قد شملت تحرير المناطق الواقعة بين مطار تلعفر والطريق الرابط بين سنجار وتلعفر.
ويعتقد التاتاني، أن "التعاون بين الحشد والقوات الكردية سيعجّل في عملية تحرير كل المناطق في غرب الموصل باتجاه البعاج والحدود السورية".
وكان نائب قد توقع، في تصريح سابق لـ(المدى)، ان يكلف الحشد الشعبي بمهمة حماية الحدود.
وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي، الأربعاء الماضي،(الـ23 من تشرين الثاني 2016 الحالي)، أن قوات الجيش العراقي والشرطة ستتولى مهام تحرير قضاء تلعفر، معرباً عن أمله بعودة الأهالي إلى القضاء بأسرع وقت.
من/ وائل نعمة