(داعش) سعى لتحويل اطفال الموصل لوحوش بشرية والموت لازال يلاحقهم

آخر تحديث 2016-11-29 00:00:00 - المصدر: المدى برس

(داعش) سعى لتحويل اطفال الموصل لوحوش بشرية والموت لازال يلاحقهم

المدى برس/ نينوى

يعاني أطفال نينوى بعامة والموصل بخاصة، "مأساة حقيقية" منذ احتلال (داعش) محافظتهم صيف سنة 2014، لاسيما أن التنظيم المتشدد "لم يراع الحرمات أو المقدسات" واستغل "براءة أحباب الله" بأبشع صورة، فكانوا عرضة للجوع والقتل والتهجير وفقدان الأهل، فضلاً عن التجنيد بعد "غسل أدمغتهم"، والأنكى والأمر أن "رصاص الحقد والموت" لاحقهم حتى عندما فتح لهم جهاز مكافحة الإرهاب "طريق الخلاص".

وقد وثقت (المدى برس)، شهادات مجموعة من أطفال الموصل، الذين حررهم جهاز مكافحة الإرهاب، ونقلهم إلى مناطق آمنة، وتكفل بعلاجهم وتقديم الطعام والشراب لهم.

ممارسات (داعش) ابعدت الاطفال عن المدارس وشجعتهم على حمل السلاح 

ويقول الطفل أحمد، من سكنة حي التحرير، شرق الموصل، في حديث إلى (المدى برس)، إن "التجويع الذي مارسته عصابات (داعش) الإرهابية بحق أهالي الموصل طوال السنتين الماضيتين جعلنا لا نتناول إلا وجبة واحدة باليوم"، مؤكدا، أن "الكثيرين ماتوا بسبب الجوع وانتشار الأمراض وفقدان الدواء".

بدورها تقول روان، ذات الثماني سنوات، إن "مسلحي (داعش) كانوا أشبه بالشياطين والوحوش التي نشاهدها في أفلام الرسوم المتحركة"، لافتة إلى انه، "نزحنا من حي التحرير، بعد أن فخخ (داعش) بيتنا وفجرها أمام عيوننا برغم توسلاتنا، ما اضطرنا إلى الهرب نحو حي صدام، مع أربع عوائل أخرى، حيث لا ماء أو كهرباء أو طعام".

 من جانبها تقول الطفلة الموصلية آمنة، في حديث إلى (المدى برس)، إن "(داعش) أشاع الرعب في نفوس الموصليين بممارساته الهمجية المتخلفة"، مبينة أن ذلك "جعل أطفال الموصل يكرهون الذهاب للمدرسة خشية تصرفات ذلك التنظيم الهمجي وما كان يعرضه عليهم من مشاهد عنف وقتل ويشجعهم على ممارستها وحمل السلاح والسيوف حتى في المدرسة".

رجم النساء امام الاطفال اصبحت كوابيس تطاردهم في منامهم 

وتقول الطفلة فاطمة، في حديث إلى (المدى برس)، إن "(داعش) كان يحاول اجبارنا على ارتداء ملابس غريبة (الجبة) إذ لم يرق لهم تحجبنا الذي تعلمناه من أمهاتنا"، مشيرة الى أن "مسلحي التنظيم قاموا برجم مجموعة من النساء أمام أنظارنا في منظر سبب للكثيرات منا كوابيس ما تزال تقض مضاجعنا".

الطفلة عبير، كانت ما تزال غير مصدقة كيفية نجاتها من القصف والدمار، بعد إصابتها بجروح متنوعة في رأسها وجسمها، برغم جهود عناصر جهاز مكافحة الإرهاب لعلاجها وطمأنتها، تقول في حديث إلى (المدى برس)، والدموع تغرق عينها البريئتين، إن "داعش كان يعاقب كل من يخالف أبسط تعليماته بطرق بشعة ومقززة"، وتتابع أن "طفلة لا يتجاوز عمرها الثماني سنوات، تعرضت للعض من قبل الدواعش ما أدى إلى موتها نتيجة تسممها من جراء ذلك نتيجة غياب الدواء والعناية الطبية".

مكافحة الارهاب: عثرنا على مقابر جماعية تضم جثامين اطفال ونساء 

بدوره يقول منتظر جبار المنتسب في جهاز مكافحة الإرهاب، في حديث إلى (المدى برس)، إن "قوات الجهاز استقبلت العشرات من الموصليين الفارين من تنظيم (داعش) غالبيتهم من الأطفال والنساء بينهم الكثبر من الجرحى"، مؤكدا، أن "قوات الجهاز تمكنت من معالجة مجموعة منهم وإرسال الباقين إلى مستشفى في أربيل لحاجتهم لمزيد من العناية".

ويوضح جبار، أن "قوات جهاز مكافحة الإرهاب حرصت أيضاً على تقديم الطعام والشراب بل وحتى الملابس، للأهالي الناجين برغم انشغالها بقتال الإرهابيين"، مستدركا بالقول "لكن مما يؤسف له أن قوات الجهاز عثرت على الكثير من الضحايا بينهم أطفال ونساء وشيوخ قضوا نتيجة قصف (داعش) للعوائل الهاربة من جحيمه".

يذكر أن قوات عمليات "قادمون يا نينوى" تواصل تقدمها لتحرير الموصل،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، منذ (الـ17 من تشرين الأول 2016)، وأنها تمكنت من اقتحام عدة أحياء بالساحل الأيسر للمدينة.