العراق يستورد 90% من منتجات الألبان ويحتاج لدعم المربين وحمايتهم
المدى برس/ بغداد
كشفت منظمة أممية، اليوم الثلاثاء، عن استيراد العراق نحو 90 بالمئة من مشتقات الألبان نتيجة انخفاض عدد الأبقار بسبب توقف الدعم الحكومي لمنتجي الحليب وتدهور الإنتاجية، في حين دعا مختصون لتطوير الإنتاج والإنتاجية، وتفعيل حماية المنتج المحلي من منتجات الألبان، واستحداث شبكة لمراكز جمع الحليب الخام وتسويقه لمعامل الألبان.
وذكرت بعثة الأمم المتحدة الخاصة لمساعدة العراق (يونامي)، في بيان لها، تسلمت (المدى برس) نسخة منه، إن "سفارة مملكة هولندا في العراق نظمت اليوم، منتدى الأعمال العراقي الهولندي للألبان في بغداد، بالتعاون مع ممثلية منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)FAO، تحت شعار أن مملكة هولندا مؤمنة بقدرة القطاع الزراعي في العراق، وذلك برعاية القائم بأعمال سفارة مملكة هولندا لدى جمهورية العراق، يان فان وين، ومستشار وزير الزراعة للثروة الحيوانية، حسين علي السعود، وممثل منظمة الفاو في جمهورية العراق، فاضل الزعبي، بمشاركة القطاع الخاص من منتجي الألبان".
ونقلت البعثة عن الزعبي قوله في كلمته بالمناسبة، إن "القطاع الزراعي في العراق يلعب دوراً مهماً في الحياة الاقتصادية والاجتماعية حيث يشكل 7- 8 بالمئة من قيمة الإنتاج المحلي الإجمالي كما يعمل في القطاع الزراعي حوالي ثلث سكان العراق و بالتالي فهو مصدر لعيش حوالي (11- 10) مليون نسمة من السكان منذ عام 2009"، مشيراً إلى أن "التقديرات الحديثة من قبل وزارة الزراعة بينت انخفاضاً واضحاً في عدد الأبقار، الأمر الذي أدى إلى انخفاض إنتاج الحليب وأثر سلباً على صناعة الألبان ومشتقاتها كنتيجة لتوقف الدعم الحكومي لمنتجي الحليب من جهة، ولتدهور الإنتاجية من جهة ثانية".
وأضاف ممثل منظمة الفاو، أن "قطاع الألبان في العراق يعتمد على الاستيراد من الخارج بنحو كبير، حيث تغطي الاستيرادات أكثر من 90 بالمئة من حاجة الطلب المحلي، في حين لا يغطي الإنتاج المحلي أقل من 10 بالمئة المتبقية".
من جانبه قال خبير الإنتاج الحيواني والألبان لدي ممثلية المنظمة، محمد هلال، في كلمته، إن "الثروة الحيوانية تعتبر إحدى الركائز الاقتصادية الأساس في القطاع الزراعي، ومن أهم الأصناف المتواجدة في العراق الأبقار واستناداً الى اخر مسح للثروة الحيوانية في العراق والذي نفذ في عامي 2008 و2009 من قبل وزارة الزراعة والجهاز المركزي للإحصاء/ التخطيط بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ووزارة الزراعة، وبتمويل من صندوق دعم العراق، بين أن في العراق مليونين و551 ألفاً و113، بقرة"، مبيناً أن "الوضع الحالي للعراق عموما ولمؤسسات الدولة خصوصا، يشير إلى إمكانية إجراء الإصلاحات المرحلية وتحقيق نسب من التطور في الإنتاج والإنتاجية من خلال وضع خطة متوسطة المدى لمرحلتين (4-5 سنوات)، تعتمد على ما هو متوفر من عوامل الإنتاج".
وأوضح هلال، أن تلك "الخطة تهدف إلى إيقاف التدهور في الإنتاج والإنتاجية، تطوير الإنتاج والإنتاجية، فضلاً عن تفعيل العمل بمبدأ حماية المنتج المحلي من الحليب ومنتجات الألبان، من قبل الجهات الرسمية واستحداث شبكة لمراكز جمع وتسويق الحليب الخام إلى معامل الألبان وتنظيم نشاط مربي الحيوانات حول هذه المراكز ".
وأوردت البعثة الأممية، أن "رجال الأعمال من منتجي الألبان ناقشوا الفرص التجارية لقطاع الألبان في العراق، والتحديات والحلول للمشكلات، وتجربة القطاع الخاص في كل من العراق وهولندا".
ونقلت يونامي، عن القائم بأعمال سفارة مملكة هولندا في العراق، قوله في ختام المنتدى، إن "مملكة هولندا مؤمنة بقدرة القطاع الزراعي في العراق، هذه الأرض خصبة التي تمتلك مؤهلات كبيرة، حيث تضم نهرين"، مؤكداً إيمانه بـ"القدرات الزراعية في هذه الأمة، وبالتعاون المشترك بيننا يمكننا أن نغذي الشرق الأوسط من هذه الأراضي".
وحضر الاحتفال ممثلون عن الوزارات والسفارات والمنظمات الوطنية والدولية والجامعات والقطاع الخاص من منتجي الألبان في بغداد.
يذكر أن الثروة الحيوانية في العراق تدهورت بنحو كبير، من جراء عدة عوامل، بينها عزوف قطاع كبير من المربين عن مواصلة عملهم بسبب الصعوبات التي تواجههم التي أدت إلى تدني تكاثر الحيوانات وانخفاض منتوجاتها ، بسبب سوء ظروف الرعي وقلة العلف الذي توفره وزارة الزراعة، فضلاً عن الأمراض والتدهور الأمني، والمنافسة الأجنبية.