الكاتب / حسين ثغب
يوم بعد آخر نكتشف ان ينابيع المنفعة تكاد لاتتوقف في العراق.
فعندما صنف العراق الاغنى بين بلدان العالم بحجم الثروات الطبيعية في الكيلو متر المربع الواحد نسبة الى عدد السكان تصورنا ان ثرواتنا ستقف عند هذا الحد، ولكن حجم الهبات الربانية للعراق لا يقف عند حد معين.
ففي حضورنا لدورة خارج اختصاصنا الاقتصادي نضمت من قبل مؤسسة مسارات اكتشفت بان اول كنيسة في التاريخ توجد في العراق, وان اليونسكو تولي اهتماماً بالغ الاهمية بهذا الامر.
نحن كمختصين بشان الاقتصاد ننظر الى هذا الامر من زاوية اقتصادية وكيف يوظف هذا المكان المقدس لتحقيق منفعة اقتصادية فعالة؟ لاسيما اذا عرفنا انه يهم مليار نسمة حول العالم وزيارة البابا الى اول كنيسة في التاريخ يقود الى زيارة اكثر من مليار سائح لهذا المكان سنويا كحد ادنى بحسب المختصين بهذا الشان.
وهذا باب ايرادي جديد لعراق يزخر بالحضارات والاثار التي يمكن استثمارها لتحقيق جدوى اقتصادية كبيرة يمكن ان توصف بـ” النفط الدائم”.
فالفرصة تصنع ثم تأتي وما علينا الا ان نكون على قدر كبير من المسؤولية وان نعمل على وضع الاليات التي تهيئ لمثل هكذا مستقبل لبلد تؤمة اعداد هائلة من السياح بجميع انواع السياحات.
فالجديد في القطاع السياحي والمتمثل باول كنيسة على الارض توجد في العراق وقرب مدينة بغداد يرسم ابعاداً جديدة لمستقبل الاقتصاد الوطني ويرفع من اهميته على المستوى الدولي, حيث يكون عنصرا مشجعا جديدا على توسيع دائرة الاستثمار في العراق ببناء الفنادق الجديدة وطرق المواصلات والمدن الترفيهية.
الرغبة الكبيرة لزيارة اول كنيسة في التاريخ تقود الى توسيع سوق العمل في العراق وتوثق جسور التعاون مع اكبر شركات السياحة في العالم وكذلك شركات الاستثمار التي تدرك احتياجات هذه الاعداد وتنشيء لها جميع متطلبات هذا القطاع بالتنسيق مع شركاتنا المحلية.
وهنا ستكون فرص التنمية المستدامة على اوسعها وتحتاج الى ادارة حكيمة لاستثمارها بما تحقق المنفعة للبلد ويعود بالرفاه لابناء هذا المجتمع الذي يوصف “بالشباب” وهذه بحد ذاتها ثروة تحتاج الى التوظيف باتجاه صحيح يخدم العراق واجياله المقبلة.
وهنا تقع على القطاع الخاص فرصة استثمار هذا الجانب الاقتصادي الذي يحمل بين طياته عائدات مالية كبيرة، فالامر يحتاج الى دراسة الواقع وما تتطلبه المرحلة المقبلة من تطوير في القطاعات المرتبطة بالسياحة، حيث يمكن ان يمول القطاع السياحي نفسه بنفسه وهذا احد اهم نوافذ النجاح.
خلق الكفاءات السياحة المتخصصة في هذا المجال امر مهم والنهوض بالخدمات امر مهم وخيرا فعلت الجامعة المستنصرية حين توسعت واستحدثت كلية للسياحة.
فالكنيسة الاولى في التاريخ قادرة على جلب اكثر من مليار سائح وهذا باب اقتصادي لايتوفر في اية دولة على ارض المعمورة وعلينا ان نكون على قدر المسؤولية.
المصدر / الصباح
مرتبط