حكومة نينوى ترفض مقترحاً أميركيّاً لتجميد العمليّات وتطلب تدخّل "الأباتشي"
المدى برس/بغداد
بعد 6 أسابيع من العمليات العسكرية، تقترح الولايات المتحدة الامريكية، إيقاف التقدم في الموصل لحين إخراج الاهالي، بحسب مسؤول محلي.
وتواجه القوات العراقية في الساحل الايسر صعوبة في تحييد نحو أكثر من نصف مليون شخص عن المعارك ويستخدمهم داعش كدروع بشرية.
في غضون ذلك تحاول السلطات المحلية في نينوى إقناع "التحالف الدولي" باستخدام الأباتشي لضرب أهداف قريبة داخل الازقة، لتجنب إصابة المدنيين بدلا من إيقاف الحرب.
وكانت تصريحات سابقة لمسؤولين في الموصل كشفت عن اصابة نحو 300 مدني في الساحل الايسر، وقدرت مقتل 2 الى 3 أشخاص يوميا جراء المعارك.
بالمقابل تدرس القيادة العسكرية الزج بقطعات الشرطة الاتحادية مع "مكافحة الارهاب" في الساحل الايسر.
وتوقع رئيس الوزراء حيدر العبادي، مؤخرا، ان عمليات تحرير الموصل ستنتهي قبل نهاية 2016، مشيرا الى ان تنظيم "داعش" ينهار في المدينة. لكن قائد عمليات نينوى كشف ان تقديرات الخطة العسكرية وضعت فترة 6 أشهر لاستعادة السيطرة على المدينة.
كما تظهر الاحداث وتصريحات المسؤولين في المدينة تباطؤ العمليات في الجانب الشرقي للمدينة، ، بسبب كثافة المدنيين الذين تراجع معظمهم الى المناطق المحاذية لنهر دجلة.
أزمة المياه
ودخلت أزمة المياه مؤخرا، على خط المعارك في الموصل حيث تهدد بكارثة إنسانية وشيكة بعد تضرر خط المياه الرئيسي في شرق الموصل.
ويشير خلف الحديدي، عضو مجلس محافظة نينوى، في اتصال مع (المدى) امس، الى ان تأخر العمليات يهدد بـ"وقوع مجاعة انسانية نظرا لقرب نفاد ما ادخره الموصليون من الطعام، فضلا عن شح الادوية وانقطاع الماء"، معتبرا ان اطالة امد المعارك سيكون "مكلفا على المدنيين وكذلك على القوات الامنية".
وقالت بعثة الأمم المتحدة لدى العراق، الخميس، إن القوات العراقية فقدت نحو ألفين من عناصرها في جميع أنحاء البلاد في شهر تشرين الثاني الماضي، خصوصا في معركة استعادة الموصل.
وبدأ مجلس محافظة نينوى، منذ أيام عقد جلسات مع القيادات العسكرية، لبحث طريقة إخراج المدنين من الموصل وتجنب استخدام "داعش" للهاونات والقناصين ضد السكان.
الحرب من دون آباتشي
وأبلغ دبلوماسيون أميركان الى مجلس نينوى رغبتهم بـ"إيقاف العمليات لحين إيجاد طريقة لإخراج السكان من الموصل".
ويقول الحديدي ان المجلس رفض الفكرة لأنها "ستزيد من قتل داعش للمدنيين وربما لن تسمح لهم بالخروج ايضا".
وعوضاً عن ذلك طالب مجلس نينوى التحالف الدولي باستخدام "الاباتشي" للرد على نيران المسلحين، لا سيما بعد توقف الغارات الجوية والمدفعية الثقيلة من ضرب اهداف داخل الموصل حفاظا على الاهالي.
ويرى عضو مجلس نينوى ان على الحكومة ان تكون اكثر مرونة وتبحث عن بدائل اذا استمر "البرود الامريكي تجاه ازمة المدنيين في الموصل". ويضيف قائلا "علينا طلب دعم من تركيا او اي دولة عربية او اسلامية لانهاء الازمة هنا".
وكان أعضاء في مجلس نينوى قد دعوا، مؤخرا، التحالف الدولي الى إرسال قوات متخصصة بحرب الشوارع لمساعدة جهاز مكافحة الارهاب الذي رأوا انه لم يعد قادرا على مواجهة الازمة لوحده.
الاستعانة بالشرطة الاتحاديّة
لكنّ نائباً عن الموصل كشف عن خطة جديدة تستعد لإطلاقها القيادة العسكرية العراقية تتضمن إعادة انتشار القطعات واضافة تشكيلات جديدة في الساحل الايسر.
وقال النائب أحمد الجبوري، في تصريح لـ(المدى) امس، ان "تبديل الخطط العسكرية امر طبيعي، والقيادة ستزج قطعات من الشرطة الاتحادية مع جهاز مكافحة الارهاب".
وبحسب النائب الجبوري فإن التغييرات المرتقبة ستطول المحور الشمالي، المتعثر منذ اسابيع. وكانت جهات مطلعة اشارات الى وجود تلكؤ في اداء الفرقة 16 هناك، وألمحت الى إمكانية تغييرها.
لكن النائب عن الموصل يؤكد ان "الامر لايتعدى مسألة ترتيب القوات وإعادة تنظيمها".
وكانت لجنة الامن والدفاع البرلمانية قد بشّرت بـ "مفاجآت" سيشهدها المحور الشمالي بعد توقف مؤقت للعمليات.
مسك الأرض
وتزداد المصاعب في معركة تحرير الموصل مع عدم وجود قوات كافية لمسك مساحات شاسعة تم تحريرها في المحور الجنوبي.
وتتريث القوات في المحور الجنوبي باقتحام آخر قرية تفصلها عن "مطار الموصل"، الذي يعد المنفذ الاقرب لقلب الساحل الايمن.
وتخشى القوات ان تترك الاراضي المحررة خلفها من دون حماية، لا سيما ان النائب أحمد الجبوري يؤكد ان الحشود العشائرية في المنطقة لاتستطيع المواجهة بمفردها لأنها "تمتلك أسلحة بسيطة".
وكان من المفترض ان يتم تطويع 15 ألف مقاتل من ابناء نينوى لمهمة مسك الارض، ضمن الحشد الشعبي، إلا ان فوضوية الاجراءات حالت دون ذلك.
أمطار قرب تلعفر
وعلى الرغم من شدة الامطار، التي تتساقط منذ يومين على المناطق الغربية للموصل، لكن النائب احمد الجبوري، المتواجد هناك، يؤكد ان قوات الحشد الشعبي والفرقة العسكرية 15، طوقت تل عبطة بالكامل، وتقاتل للسيطرة على طريق رئيسي يربط بين سنجار والموصل.
ويمتد الطريق القريب من سجن "بادوش" بطول 15 كم. ويشير الجبوري الى أن داعش يقاتل بضراوة لان السيطرة على الخط الستراتيجي "سيزيد من عزلة الموصل".
وانتقلت الفرقة 15 التابعة للجيش العراقي من المحور الجنوبي الى الغربي، استعدادا للهجوم على مركز تلعفر، بعد اتفاق سياسي يقضي بان تقوم قطعات الحشد بإحكام الطوق على المدينة التركمانية.
من :وائل نعمه