عدد القراءات 1
صحيفة أميركية: قتال الشيعة في الموصل يجسِّد الرغبة بإبقاء العراق موحداً
2016/12/5 01:45:14 PMمتابعة/...خلال مجلس عزاء في الديوانية قال الوالد المحزون فخري حربي فيحان "كان ولدي حيدر شجاعاً، ضحى بنفسه من أجل الوطن والارض والشرف. كان يقول أنه سيظل يقاتل حتى النصر النهائي".
وكان العريف حيدر من بين مجموعة من قوات مكافحة الإرهاب في الموصل في طريقها لتفتيش أحد المنازل عندما انفجرت عجلة مفخخة أودت بحياته مع ثلاثة من الجنود لينضموا الى قافلة الشهداء في معركة الموصل. وسبق ان أُصيب حيدر ثلاث مرات بجروح بالغة خلال السنوات الماضية.
ويعتبر استشهاد المقاتل حيدر دلالةً على عزم العراقيين على محاربة داعش، ودرساً عن سبب رغبة شاب شيعي من جنوب العراق في التضحية بحياته من أجل تحرير مدينة سنيّة في شمال البلاد.
كان استشهاده ثمناً باهظاً تقدمه عائلته لكنه في الوقت نفسه يُجسّد الرغبة ببقاء العراق موحداً، والقضاء على الانقسامات الطائفية، وتخليص العراق من داعش، وحلّ مشاكله – بعكس وجهة نظر داعش الطائفية التي تكفِّر الشيعة.
ويقول جسّاب عبدالله كمر، أحد أقرباء حيدر "هناك صحوة شعور لاستعادة البلد من مقاتلي داعش، نحن نعاني من هذا المرض الذي يُسمى داعش. ندعو الله ان ينصرنا عليهم".
ويُضيف فخري "استشهاد ولدي يمثّل خطوةً لإعادة توحيد العراق مرة أخرى، نحن شعب واحد. أنا فخور باستشهاده من أجل الوطن".
الشهادة ليست أمراً غريباً عن مدينة الديوانية؛ ففي الشوارع المتربة تنتشر لافتات سُود وصور لشبان يرتدون الزي العسكري من أبناء القوات المسلحة والحشد الشعبي، كلهم استشهدوا خلال القتال ضد داعش.
الديوانية معروفة بمقاتليها منذ الحرب بين العراق وإيران في ثمانينيات القرن الماضي؛ فالسيد فخري كان ضابط صف وكان جسّاب جندياً وفقد اثنين من أشقائه في تلك الحرب علاوةً على ثالث أعدمته قوات صدام حسين عقب الانتفاضة الشعبانية عام 1991.
كما لعبت المدينة دوراً بارزاً في ثورة العراق عام 1921 ضد الاحتلال البريطاني للعراق. تلك الخبرة العسكرية انتقلت الى حيدر. ويقول والده "كان دائماً يريد ان يصبح مقاتلاً، وقد شارك في معظم المهمات ضد داعش من بيجي الى الرمادي وهيت والفلوجة. وكلما كان يلتحق بوحدته يقول انه يتمنى ان يموت شهيداً".
وسبق ان أُصيب حيدر- الذي تدرّب على يد الأميركيين في الأردن وبغداد - عدة مرات، الا ان ذلك لم يمنعه من الاستمرار بالقتال. خلال علاجه من إحدى الإصابات زاره قريبه غسان في المستشفى، قال له حيدر "بعد شفائي لن أتوقف عن القتال".
بعدها عاد فعلاً الى وحدته. هذا الفعل ساعد على رفع معنويات المقاتلين الذين بأمرته.
ويقول مقدام حسين علوان ضابط الصف في وحدة حيدر "رجل مثل حيدر كان يعطينا الدافع والإلهام للاستمرار في القتال. كنّا نتوقع إصابته برصاصة قناص أو صاروخ في أية لحظة. كان رجلاً عظيماً، كان يقود الغارات بنفسه، وكان بطلاً شجاعاً".
ويقول شقيقه علي "كان يقضي وقتاً طويلاً في مناطق الحرب، لذا نحن لا نشعر بأنه بعيد عنّا، بل نشعر أنه معنا". ويضيف والده "كان يتصل هاتفياً بالبيت ليطمئننا على نفسه، كان الجميع يحبونه".
ترك حيدر أرملته وولدين وبنتاً، أكبرهم كرار بعمر 13 سنة. يقول كرار "أنا فخور بأبي، كان يقاتل من أجل بلدنا وأريد ان أصبح مثله". كان مجلس العزاء أشبه بعرس واحتفال بالنصر. خلال مجلس العزاء قال العريف محمد كريم سرحان، أحد رفاقه المقاتلين "نحن فخورون بشهيدنا، ونأمل تطهير كل شبر من أرض العراق من هؤلاء الجرذان".
عن: كريستيان ساينس مونيتر