الحياة الجنسية لذوي الاحتياجات الخاصة

آخر تحديث 2016-12-06 00:00:00 - المصدر: الجمهورية نيوز

Tue, 06 Dec 2016 07:26:14

تعد الحاجة لإقامة علاقات عاطفية وجنسية وأسرية جزء لا يتجزأ من الطبيعة الإنسانية لأي شخص، فكيف علينا أن نتعامل مع الموضوع عندما يتعلق الأمر بذوي الاحتياجات الخاصة؟ اقرأ لتعرف أكثر.

قد يظن الكثيرون ان الحق في التمتع بحياة جنسية وعاطفية طبيعية، يتم تجاهله الى حد كبير عندما يتعلق الامر بالاشخاص "ذوي الاحتياجات الخاصة"، الا ان هذا الاعتقاد يفتقر الى كثير من الدقة، فهم قادرون على ممارسة حياة طبيعية من هذه الناحية بطريقتهم الخاصة (اقرا: الاعاقة وحقوق الانسان).

من هم ذوو الاحتياجات الخاصة؟

هم الاشخاص الذين لديهم متطلبات خاصة ومختلفة للتعلم والنمو بسبب اعاقة معينة في امكاناتهم العقلية او الفكرية او الجسدية. ويمكن تقسيمهم لفئتين:

  1. اشخاص يعانون من اعاقات جسدية.
  2. اشخاص يعانون من معوقات عقلية/ فكرية (اقرا: ما هي الاعاقة العقلية؟).

تحديات يواجهها ذوو الاحتياجات الخاصة في حياتهم الجنسية

هناك العديد من العوامل التي قد تقلل من فرص ذوي الاحتياجات الخاصة في الانخراط بعلاقات شخصية او عاطفية او جنسية مقارنة بغيرهم، اهمها:

  1. مشكلات تتعلق بادراكهم وقدرتهم على التعبير عن انفسهم.
  2. مشكلات حركية تحد من حرية تنقلهم.
  3. غياب الخصوصية والاعتماد على الغير في حياتهم اليومية، اذ يحتاج بعض ذوي الاحتياجات الخاصة لمرافق يتواجد معهم طوال الوقت.
  4. محدودية الانخراط في المجتمع وقلة اختلاطهم بالغير.
  5. قلة الوعي تجاه كيفية التعبير عن انفسهم عاطفيا وجنسيا خاصة لدى ذوي الاحتياجات الخاصة العقلية بالتحديد.
  6. مشكلات تتعلق بالثقة في النفس من ناحية المظهر الخارجي والجسدي.
  7. في بعض الاحيان، يخطىء القائمون على رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ويميلون للتصرف معهم كما الاطفال، ويعتقدون ان تعبيرهم عن احتياجاتهم العاطفية والجنسية خطر عليهم وعلى من حولهم.

التوعية الجنسية لذوي الاحتياجات العقلية الخاصة

من المهم في هذا الصدد معرفة ان الاعاقات العقلية تتفاوت في درجاتها وتتخذ اشكالا عديدة (متلازمة داون)، لكل منها طبيعتها الخاصة التي تتحكم في درجة النشاط الجنسي والقدرة على الارتباط وتكوين اسرة لدى صاحبها. يمكن تنمية القدرات الجنسية لمن يعانون من معوقات عقلية وفكرية منذ طفولتهم وحتى البلوغ من خلال:

  1. توفير التربية الجنسية الملائمة لاحتياجاتهم وسنهم وقدرتهم على الاستيعاب، شانهم شان سائر الاطفال والمراهقين، بالتنسيق مع احد مقدمي المشورة او الرعاية الصحية المتابعين لحالتهم، او المختصين بتقديم هذه الخدمات، بهدف:
    • تنمية ثقافتهم الجنسية بشكل مرحلي حسب العمر ونوع الاعاقة.
    • تعليمهم الفرق بين السلوكيات الطبيعية في العلن، والسلوكيات ذات الخصوصية.
    • تعليمهم ان ذوي الاحتياجات الخاصة قد يمكنهم الحصول على حياة جنسية طبيعية مع بعض الجهد.
  2. تزويدهم بالمعلومات الاساسية اللازمة لحمايتهم والحفاظ على صحتهم للمقبلين على الزواج (عيش ذوي الاحتياجات الخاصة بصورة مستقلة) منهم او لحمايتهم من اي اعتداء خارجي قد يتعرضون له، من خلال:
    • تعليمهم اسس النظافة الشخصية والعناية باعضائهم التناسلية.
    • تعليم الاناث المعلومات الاولية الخاصة بدورتهن الشهرية وقواعد النظافة والعناية الشخصية المتعلقة بها.
    • توعية المراهقين منهم حول وجود ما يعرف بالامراض المنقولة جنسيا، واساليب الوقاية منها.
    • تثقيف المقبلين على الزواج منهم حول اساليب منع الحمل، ومساعدتهم على الحصول على الخدمات الصحية المتعلقة بذلك.
    • توعية الذكور حول اهمية الفحص الطبي في حال وجود بثور او تكتلات او اورام حول او على اعضائهم التناسلية.
    • توفير التطعيمات اللازمة لهم، مثل اللقاح الخاص بفيروس الورم الحليمي البشري، الذي يقي من سرطان عنق الرحم لدى الاناث اللاتي تسمح حالتهن الصحية بالزواج واقامة علاقات حميمة.
    • اخضاع الاناث فوق 30 عاما للفحص الدوري للوقاية من سرطان الثدي او  الكشف المبكر عنه، ان وجد.

التوعية الجنسية لذوي الاحتياجات الجسدية الخاصة

بشكل عام، يعد اقوى عضو جنسي لدى الانسان هو عقله، فهو الذي يمكنه من استخدام كافة امكاناته الجسدية والحسية لامتاع نفسه وشريك حياته. بالاضافة للتحديات السابق ذكرها التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة بوجه عام فيما يتعلق بالقدرة على الحصول على حياة جنسية طبيعية، هناك بعض العوامل النفسية التي يمكن ان تشكل عائقا امام ذوي الاحتياجات الجسدية الخاصة اذا لم يتمكنوا من التغلب عليها، اهمها:

  1. الخوف من الفشل بسبب المعوقات الحركية او الجسدية.
  2. الخوف من الالم او الاصابة.
  3. تجارب سلبية سابقة خلفت اثر سلبي.

وقد يستطيع ذوو الاحتياجات الجسدية الخاصة التغلب على جميع هذه التحديات بمساعدة مختصين يوجهونهم في:

  1. التعرف على امكانياتهم الحركية و استجاباتهم الجنسية، وما اذا كانت الاعاقة الجسدية تحول دون قدرتهم على اتمام علاقة كاملة ام لا، وما هي البدائل المتاحة امامهم، واثر الادوية في حال تعاطي اي منها بصورة دائمة.
  2. الثقافة الجنسية، عبر تعريفهم بالعملية الجنسية بشكل علمي، والاوضاع الجنسية الملائمة لحالتهم الخاصة، وكيفية الحفاظ على النظافة الشخصية من هذه النواحي.
  3. دحض الخرافات المتعلقة بالجنس والجاذبية للشريك: مثل ان الايلاج هو قمة المتعة الجنسية او ان الجاذبية الجنسية تعتمد على الشكل الخارجي و الجسد المثالي الذي تروج له وسائل الاعلام، فالامر يتجاوز ذلك بكثير، اذ تعتمد الجاذبية الجنسية على العديد من العوامل واهمها الصفات الشخصية والتقارب العاطفي والعقلي.