تعديلات على خطّة تحرير الموصل تهدف لدفع داعش إلى تلّعفر
المدى برس / بغداد
بعد أُسبوع من جمود العمليات العسكرية في الموصل، سمح "تكتيك" جديد بوصول القوات الى قلب الساحل الايسر وتحرير أحياء جديدة بحركة خاطفة وسريعة.
وكانت الولايات المتحدة الاميركية، التي تقود التحالف الدولي ضد داعش، عرضت بعد 6 أسابيع من الحرب إيقاف التقدم في شرق الموصل لحين إخلاء المدنيين.
وتشير التدابير العسكرية الجديدة الى تراجع القيادة العراقية عن خطة تطويق المدينة، اذ لا يزال هناك "منفذ بري" يؤدي الى غرب الموصل، لا يشهد إجراءات مشددة، بحسب مسؤولين محليين.
وتواجه القوات العراقية في الساحل الايسر صعوبة في تحييد أكثر من نصف مليون شخص وإبعادهم عن نيران المعارك، واستخدامهم كدروع بشرية من قبل داعش.
وكان مسؤولون قد اكدوا ان القيادة العسكرية تدرس الزج بقطعات الشرطة الاتحادية مع "مكافحة الإرهاب" في الساحل الايسر.
بالمقابل تراجع رئيس الوزراء حيدر العبادي هو ايضاً عن تمسكه بالسقف الزمني لتحرير المدينة. وقال العبادي، خلال مؤتمر صحفي مساء الثلاثاء، إن "معركة الموصل تسير بشكل سليم في ما يتعلق بحماية المدنيين، ولا ننتظر نتائج سريعة منها"، مؤكدا ان "تحرير الموصل مسألة وقت".
وكان العبادي قد أكد مرارا ان عمليات تحرير الموصل ستنتهي قبل نهاية 2016. لكن قائد عمليات نينوى كشف، مؤخرا، ان تقديرات الخطة العسكرية وضعت فترة 6 أشهر لاستعادة المدينة.
كما اظهرت الاحداث وتصريحات المسؤولين في المدينة تباطؤ العمليات في الجانب الشرقي نظرا للكثافة السكانية التي تركزت في المناطق المحاذية لنهر دجلة.
حركة مباغتة
بدوره وصف قائممقام الموصل حسين حاجم ما حدث في الموصل، خلال الـ48 ساعة الماضية، بانه "مباغتة"من قطعات الجيش في شرق الموصل بعد تباطؤ العمليات.
وكشف حاجم، في اتصال مع (المدى) امس، ان "قطعات الفرقة الـ9 من الجيش العراقي، التي بدأت تشارك الآن بشكل اوسع في قاطع جهاز مكافحة الارهاب، قامت بحركة سريعة بالسيطرة على مستشفى السلام في وسط الساحل الايسر".
والتفت قطعات الجيش من وراء عدد من الاحياء التي يسيطر عليها داعش، من قاطع الجنوب الشرقي، لتصل الى المستشفى الكبير.
ويؤكد قائممقام الموصل ان التطور الاخير "جزء من التكتيك العسكري الجديد"، لافتا الى عدم تضرر المستشفى وانه قيد الخدمة.
مخاوف إطالة الحرب
وكانت أطراف في الموصل قد حذرت، مؤخرا، من حدوث "مجاعة" إذا ما تأخرت العمليات، لا سيما مع استمرار انقطاع المياه عن السكان، وسيطرة داعش على المصادر الثلاثة للماء في عموم المدينة.
ورأت الاطراف المحلية ان إطالة أمد المعارك سيكون "مكلفا" على المدنيين وكذلك على القوات الامنية.
وعقد مجلس محافظة نينوى، مؤخرا، جلسات مع القيادات العسكرية، لبحث طريقة إخراج المدنيين من الموصل وتجنب استخدام داعش للهاونات والقناصة ضد السكان.
ويقول قائممقام الموصل ان "السكان بحاجة الى مئات الشاحنات الحوضية لسد النقص في الماء".
ورفض مجلس نينوى، قبل ايام، بحسب مسؤولين، مقترحا اميركيا لإيقاف العمليات لحين إيجاد طريقة لإخراج السكان من الموصل، وطالبوا عوضا عن ذلك باستخدام "الآباتشي".
ويكشف المسؤول المحلي عن "تقدم القوات نحو منطقة الصناعة الايسر"، لافتا الى ان المنطقة تعتبر خطيرة ومليئة بالمفخخات.
وقال بيان للقيادة العسكرية، مساء الثلاثاء، ان الفرقة المدرعة التاسعة واللواء الثالث /الفرقة الاولى، تمكنت من التوغل الى عمق حيي السلام والميثاق، والسيطرة على مستشفى السلام التعليمي.
وحرّرت القوات المتواجدة في المحور ذاته، أحياء الانتصار، وجديدة المفتي، والسلام، ويونس السبعاوي، وفلسطين.
بالمقابل حررت قوات مكافحة الإرهاب، في الساحل الايسر للموصل، حيي الشهداء والبريد، وبلغ عدد الاحياء المطهرة في ذلك القاطع (24حيّاً).
جرّ المسلّحين
إلى ذلك رجح عبدالرحمن الوكاع، عضو مجلس محافظة نينوى، ان تقوم القوات العراقية بـ"فك الخناق" قليلا عن المسلحين داخل الموصل، لسحبهم الى معارك في الصحراء.
ويعتقد الوكاع، الذي تحث الى (المدى)، بان "القوات اختارت تلعفر لتكون تلك المدينة التي ستشهد المعركة الحاسمة".
ويرى عضو مجلس نينوى ان "داعش لن يتخلى بسهولة عن تلعفر"، لافتا الى وجود منفذ مفتوح من الموصل نحو تلعفر.
وكانت قطعات الحشد في غرب الموصل قد قالت، قبل اسبوعين، انها استكملت عمليات عزل الموصل عن تلعفر. وقال نائب عن الموصل، قبل ايام، ان الحشد والفرقة 15، تخوضان معارك صعبة للسيطرة على طريق ستراتيجي طوله 15 كم يصل الموصل بـ"تلعفر" ايضاً.
ودخل الحشد، يوم الثلاثاء، ناحية تل عبطة غرب الموصل. ويقول الوكاع ان "الحشد كان قد حاصر الناحية لوقت طويل، واغلب سكانها قد غادروها قبل مدة".
ساعة الصفر
في هذه الاثناء تنتظر قطات الجيش في المحور الجنوبي "ساعة الصفر" للتقدم باتجاه مطار الموصل، تمهيدا لدخول الساحل الايمن.
ويؤكد الوكاع ان منطقة تلال البو سيف، هي آخر منطقة تفصل القوات عن المطار الذي يعتبر ضمن رقعة الجانب الغربي، مؤكدا ان "الاستعدادات وصلت الى مراحل متقدمة".
ووجهت طائرات التحالف الدولي، خلال الايام الماضية، عدة ضربات في الساحل الايمن استهدفت تجمعات لـ"داعش"، اعتبرت بانها ضربات تمهيدية لإعلان قرب دخول المنطقة.
من .. وائل نعمة