التعليمات من دمشق إلى حلب: خروج للمسلحين فقط بـ «شروطنا» أو تحت أزيز النار

آخر تحديث 2016-12-09 00:00:00 - المصدر: القدس العربي

دمشق ـ «القدس العربي»: من أعلى نقطة في قلعة حلب، يجتمع عدد من ضباط القوات الخاصة والحرس الجمهوري حول قائد العمليات العسكرية بحلب اللواء زيد صالح فيُخبرهم أن تعليمات القيادة العليا التي وصلته شفهياً تقول بالحرف أنه «ما لم يخرج المسلحون من أحياء حلب الشرقية وفق شروطنا فإنهم لن يخرجوا إلا تحت النار»، الواضح من كلام الضابط الرفيع أن هوامش التفاوض ضيّقة للغاية ولا مجال لتوسيعها، وقف العمليات مقابل إلقاء السلاح والاستسلام أو الرحيل إلى محافظة إدلب حصراً. لا توجد خياراتٌ أخرى.
في أسفل القلعة الشاهقة، كانت سحب الدخان تغطي أحياء الكلاسة وباب النصر وباب الحديد وبستان القصر، الجيش السوري يضرب بلا هوادة مواقع مقاتلي «أحرار الشام» و»النصرة» و»الزنكي» و»حركة استقم كما أمرت». ارتباك في المعسكر الآخر، واشنطن لا تستطيع أن تعطي حلفاءها فيما تبقى من حلب الشرقية جواباً شافياً، فلا جواب تملكه، لأن كلمة السر في دمشق وموسكو.
معلومات «القدس العربي» تفيد بأن مقاتلي الأحياء الشرقية توزعوا حسب الفصائل في الأحياء التي مازالت تحت سيطرتهم، أي أن كل حركة أو تنظيم انكفأ داخل معقله الأساسي حصراً فتجمع «أحرار الشام» في الكلاسة ومقاتلو النصرة في بستان القصر مثلاً، حتى يسهل التفاوض مع كل فصيل ويقرر هذا الفصيل أو التنظيم مصير مقاتليه ومصير الحي الذي يسيطر عليه دون تأثير في باقي الأحياء.
في المعلومات المؤكدة من مصادر أمنية في حلب أن مسؤولين من الأمم المتحدة يبحثون مع مقاتلي الأحياء الشرقية خيارات الانسحاب، وأن المقاتلين يتحدثون عن خيار الخروج من شرقي حلب إلى الريف الشمالي لحلب، وأن هذه الفكرة مرفوضة وبقوة من قبل القيادتين السورية والروسية لأسباب كثيرة أهمها أن خروج المنسحبين نحو الريف الشمالي قد يهدد المدينة ذات يوم وأن الوجهة المقبولة بالنسبة للقيادة السورية هي مدينة إدلب حصراً.
المصادر الأمنية ذاتها وفي تفسيرها للإنهيارات الميدانية التي تعرض لها مقاتلو الأحياء الشرقية لحلب تقول إن في الأمر سببين، الأول هو فشل محاولة الفرصة الأخيرة التي قام بها مقاتلو الريف الغربي في فك الطوق العسكري عن شرقي حلب عندما حصل الهجوم على محور منيان والأكاديمية العسكرية وضاحية الأسد الأمر الذي أصاب مقاتلي شرقي حلب باليأس والإحباط التام، أما السبب الثاني فهو قطع الإمداد بالمطلق عن مقاتلي الشرقية وشعورهم بأنهم مهما حاولوا الصمود فإن ذخيرتهم ستنفد.