Sun, 11 Dec 2016 12:53:10
مثل كثيرين من القيادات السنية التي برزت بعد التغيير عام 2003 لم يكن صالح المطلك "يحمل دكتوراه في هندسة البيئة من جامعة أدنبره بالمملكة المتحدة" ذا تاريخ في العمل السياسي سوى إنه بعثي مطرود منذ عام عام 1977 بعد أن إحتج على المجزرة التي إرتكبها النظام السابق ضد الزوار الشيعة في منطقة خان النص بكربلاء. وبينما يفتخر المطلك بانه كان ثريا قبل دخوله المعترك السياسي بعد التغيير نتيجة لعمله في القطاع الزراعي الخاص كواحد من أهم منتجي الحبوب "الحنطة والشعير" لكن الكثيرين يأخذون عليه إنه كان يدير مساحات زراعية شاسعة في عدد من المحافظات العراقية من بينها محافظات وسطى مثل محافظة واسط تعود ملكيتها لساجدة خير الله طلفاح زوجة رئيس النظام السابق صدام حسين.
مع ذلك دخل المطلك مبكرا العمل السياسي من خلال ترؤسه حزب الوسط السياسي ومن ثم تنقله بين القوائم السنية حتى اصبح احد الزعامات السنية التي توصف بالإعتدال نسبيأ بالقياس الى سواه من قادة سنة كانوا ومازالوا في العملية السياسية وتحملوا مسؤوليات ربما اكبر منه لكنهم يوصفون بالتطرف مثل اسامة النجيفي وقبله طارق الهاشمي ورافع العيساوي. والأخير كان قد ركب موجة الاعتصامات بينما هو وزير مالية وقبلها نائب رئيس وزراء بينما كاد المطلك ان يقتل خلال الزيارة التي قام بها لخيم الاعتصامات مبعوثا عن المالكي لمعرفة مطالب المحتحين حيث ووجه بوابل من الرصاص اثناء صعوده الى المنصة للتفاوض.
مع ذلك بقي وضع المطلك إشكاليا في العملية السياسية نظرا لشموله بالإجتثاث. لكنه ربما ثاني إثنين من بين مئات الالاف من البعثيين المشمولين بالإجتثاث كانت عملية رفع الإجتثاث عنهما شرطا دوليا دخل فيه جو بايدن نائب الرئيس الاميركي على جلالة قدره من أجل تشكيل حكومة نوري المالكي الثانية عام 2010 وهما صالح المطلك وظافر العاني حيث يمكن ان يطلق على أي منهما لقب "سوبر بعثي" بينما لم يتم رفع الإجتثاث عن البعثي الثالث راسم العوادي أحد قياديي حركة الوفاق الوطني بزعامة اياد علاوي. فتح رفع الإجتثاث امام المطلك الباب واسعا لتبوء منصب نائب رئيس الوزراء لكن بلا صلاحيات. واعلن هو شخصيا انه بلا صلاحيات برغم انه مسؤول الشؤون الخدمية في الحكومة وهو ماجعله يصف المالكي بالدكتاتور وهو ما جعله يدفع ثمن "طرده" من مكتبه بالمنطقة الخضراء لعدة شهور قبل أن تتم تسوية الامر بين الرجلين.
وإذا كانت علاقة المالكي ساءت بالمالكي نتيجة وصفه له بالدكتاتور فإنه وإن بقي يحتفظ بعلاقة ود مع حيدر العبادي الذي تولى رئاسة الحكومة بعد فقدان المالكي الولاية الثالثة فإنه وجد نفسه صباح أحد ايام شهر اب عام 2015 مجرد سبتايتل على أحد الفضائيات يشير الى إقالته من منصبه كنائب لرئيس الوزراء كان قد تحمل مسؤولية ملف النازحين. وهذا الملف الذي لاتزال تحيطه شبهات فساد يرفضها المطلك بالمطلق بينما يصر عليها نواب مثل مشعان الجبوري وعالية نصيف كان ربما هو القشة التي يريدها العديد من خصومه القادة السنة بمثابة أفضل ملف تسقيطي يمكن أن يطال المطلك خلال الإنتخابات المقبلة. ولعل المطلك بات يدرك ذلك من خلال إتساع رقعة النزوح وعدم القدرة على إيصال الاموال المخصصة للنازحين بالأضافة الى ما اثير حول تامين السكن والأطعام لهم وهم وسط العراء برغم تخصيص مبلغا قدره نحو مليار دولار نصفه من الدول المانحة ونصفه الآخر من الحكومة العراقية بات يدرك إنه سوف لن يحقق ما كان يصبوا اليه من نتائج يمكن ان يحققها خلال الإنتخابات المقبلة. ولعل آخر ما صدر منه من تصريحات إنه كان ينبغي عليه عدم التفكير بالإنتخابات بعد النتائج المتواضعة التي حصلت عليها القائمة التي يتزعمها "إئتلاف العربية" خلال الإنتخابات الماضية وهو ما يعني إنه يريد إعتزال العمل السياسي وربما التفرغ للعمل الزراعي