رئيس الائتلاف الحكومي في إسرائيل يطلق تصريحاً عنصرياً ضد عرب 48

آخر تحديث 2016-12-12 00:00:00 - المصدر: القدس العربي

الناصرة ـ« القدس العربي»: أثارت التصريحات العنصرية لرئيس الائتلاف الحكومي، النائب دافيد بيطان (ليكود)، والتي قال فيها إنه يفضل ألا يشارك المواطنون العرب بالانتخابات العامة، موجة انتقادات غاضبة، وسط صمت رسمي عليها.
وحاول بيطان إخفاء توجهاته العنصرية وتعليل موقفه، مشيراً خلال ندوة ثقافية إلى أن 95 في المئة من المواطنين العرب (17 في المئة من السكان و 14 في المئة من أصحاب حق الاقتراع)، يصوتون لصالح القائمة العربية المشتركة، التي «لا تمثل المواطنين العرب في إسرائيل، وإنما المصلحة الفلسطينية».
وكان يرد على سؤال حول تصريحات نتنياهو التي حرّض فيها اليهود على العرب خلال الانتخابات الساب،قة محذراً من تدفق المنتخبين العرب بالحافلات الى صناديق الاقتراع.
واعتبر رئيس القائمة العربية المشتركة، النائب أيمن عودة، في حديث لـ «القدس العربي» أن «اللسان لسان بيطان لكن الناطق هو نتنياهو»، مضيفاً : «بيطان يتبرع مجدداً أن يكون بمثابة اللسان الطويل والقذر لنتنياهو في محاولة لنزع الشرعية السياسية عن فلسطينيي الداخل حتى ولو بوسائل استخدمت في ملاحقة اليهود في أوروبا».
وتابع : «نحن هنا، نستمد شرعيتنا من كوننا أصحاب الوطن الأصليين والمواطنة بما تعنيه، ليس منة من أحد وفي إطارها يسدد المواطنون العرب مليارات كضرائب سنويا». من جهته، أكد ائتلاف مناهضة العنصرية في إسرائيل، أن «الامتحان الحقيقي الآن ليس في الاستنكار والتنديد، إنما بالأفعال»، منوها أن «الإبقاء على بيطان في منصب رئيس الائتلاف يعني إعطاء الضوء الأخضر للعنصرية».
وأضاف الائتلاف، وهو فريق عربي يهودي لمكافحة العنصرية: «حان الوقت لأن يقرر أعضاء الحكومة، هل سيقومون بمواجهة العنصرية أم سينضمون إلى جوقة المحرضين».
أما فريق «لنتحرك»، الناشط في مجال الحياة المشتركة، فبين أن نيران الحرائق بالكامل تم إخمادها، ومن بين 1733 حريقة لم تقدم الشرطة أية لائحة اتهام ضد مواطنين عرب أضرموا النيران عمداً، ولكن نيران التحريض ما زالت تشتعل، ونحن نطالب السياسيين بتحمل المسؤولية والاعتذار».
وتعبيراً عن خطورة نار التحريض بادر «لنتحرك» بتثبيت لافتة ضخمة على سطح أحد منازل قرية جسر الزرقاء المجاورة لبلدة «قيساريا» حيث يقيم نتنياهو في منزله الخاص، وبسبب موقعها المحاذي للشارع المركزي بين حيفا وتل أبيب، يرجح أن يرى اللافتة عشرات آلاف الأشخاص يومياً.
وعن الجدوى من ذلك، قال «لنتحرك» : «نريد التأكيد لهم أننا لسنا كبش فداء ولن نسمح لهم بالتحريض علينا».
يشار إلى أن نتنياهو وسياسيين إسرائيليين آخرين سارعوا لشن حملة تحريض واسعة ضد المواطنين العرب، ووصفوها في اليوم الثاني بـ «ارهاب الحرائق». وبعد أيام من الاعتقالات وانضمام وسائل إعلام إسرائيلية كثيرة لجوقة التحريض وتأجيج نار الكراهية والتحريض، دعا
«لنتحرك» لـ«المحاسبة والاعتذار».

إضعاف اليسار في الجامعات

وفي سياق منفصل، عبر مئات الأساتذة الجامعيين، عن رفضهم القاطع لمخططات وزير التعليم، نفتالي بينيت (البيت اليهودي) تعيين البروفيسور، آسا كشير، لإعداد توصيات تحدد آداب المهنة في مؤسسات التعليم العالي، في موضوع «النشاط السياسي والأكاديمي»، وذلك في محاولة لتقليص التأثير السياسي لليسار في الجامعات.
ويعتبر عدد كبير من الأساتذة، وأوساط يسارية، أن بينيت يتطلع لكم الأفواه وتمرير أجندة يمينية.
وكانت تنظيمات اليمين، قد طرحت خلال السنوات الأخيرة، ادعاءات واتهامات كثيرة بشأن تسييس الأكاديمية، وسبق ونوقش الموضوع في لجنة التعليم البرلمانية عدة مرات.
وخلال النقاش الأخير، في يوليو/ تموز، هاجم النائب عوديد فورير (يسرائيل بيتينو) رؤساء الجامعات لأنهم لا يعالجون المحاضرين الاسرائيليين الذين يدعون الى المقاطعة الأكاديمية.
وقرر بينيت تعيين كشير من أجل إعداد «اقتراح يحدد معايير وشروط آداب المهنة في موضوع النشاط السياسي والأكاديمي».
ويبدو أن قرار بينيت هذا يعني شن هجوم مباشر على الجامعات. وحسب تحقيق صحافي أجرته «هآرتس» مع عدد من رؤساء الجامعات، تبين أن بينت لم يطلعهم أو يتشاور معهم في الموضوع.
وقال رئيس لجنة رؤساء الجامعات، رئيس معهد «التخنيون» البروفيسور بيرتس لافي، انه لا يعرف بتاتاً عن قرار تعيين كشير لإعداد معايير أخلاقية.
إلى ذلك، من المتوقع قيام وزارة التعليم هذا الأسبوع بتوزيع رسالة من المدير العام على المدارس، تهدف إلى منعها من استضافة نشاطات لحركة «يكسرون الصمت»، ضمن برنامج «الحوار حول القضايا المثيرة للجدل».
ويستدل من مسودة الرسالة التي تمر حالياً في الفحص القانوني، أن النص سيتضمن «تحديد التزام المتحدثين – المعلمين وجهات خارجية – أمام الطلاب بحقيقة وجود دولة اسرائيل وقانون التعليم الرسمي، وتؤكد منع المس بشرعيتها ومؤسساتها الرسمية، والى جانب ذلك تسمح بانتقاد الدولة شريطة أن يتم الحوار ضمن القيود المشار إليها أعلاه».يشار أن «يكسرون الصمت»، منظمة أسسها ضباط وجنود في الاحتياط للكشف عن موبقات الاحتلال بهدف تسريع إنهائه، باعتبار ذلك مصلحة لإسرائيل وحفاظا على بقائها دولة يهودية وديمقراطية.
وكان بينيت قد وعد قبل سنة بمنع «يكسرون الصمت» من دخول المدارس، وفي الأسبوع الماضي، بدأت الوزارة باستدعاء مديري مدارس وتحذيرهم بسبب دعوتهم للحركة لتقديم محاضرات.

رئيس الائتلاف الحكومي في إسرائيل يطلق تصريحاً عنصرياً ضد عرب 48
عودة: بيطان يتبرع بأن يكون اللسان الطويل والقذر لنتنياهو