هاكرز داعشي: هكذا ننفذ واجباتنا عبر الانترنت

آخر تحديث 2016-12-12 00:00:00 - المصدر: وكالة SNG الاخبارية

بغداد/SNG كشف مهندس حاسوب منضوٍ إلى ما يسمى بـ[جيش الخلافة الالكتروني]، عن آليات العمل واختراق مواقع الانترنت التي يعتمدها هذا التشكيل، ممّيطاً اللثام عن بعض المهام التي كلّف بها بينها مراقبة المناصرين للتأكد من ولائهم”، لافتاً إلى أنه “تولى إنشاء العشرات من الحسابات على موقع [تويتر] يومياً بغية استثمارها في الترويج لأفكار تنظيم داعش الإرهابي”.

ويقول أبو حارث، الموقوف على ذمة القضاء العراقي، إن “حكايتي مع أنظمة الحاسوب بدأت مبكراً، عندما كنت طالباً في الدراسة المتوسطة”.
وأضاف أبو حارث، في حديث مع [المركز الإعلامي للسلطة القضائية-JAMC]، أن “العام 2001 شهد جلوسي للمرة الأولى على جهاز كومبيوتر [Pentium 2]”.
ولفت إلى أن “احد الأصدقاء تولى تدريبي وقتها على الأنظمة التشغيلية لأجهزة الحاسوب وخصّصتُ ساعات طويلة للتمرين، ثم تحولت في وقت لاحق إلى خبرات متراكمة ساعدتني في كسب المزيد من المهارات استثمرتها طوال المدة الماضية”.
وزاد أن “الولوج إلى العالم الالكتروني اخذ منحى آخر نتيجة دخول الانترنت إلى العراق لاسيما بعد حرب العام 2003، حيث أصبح كل شيء متاحاً بخلاف ما كان عليه الحال سابقاً وقمت بتطوير مهاراتي”.
وأورد أن “أوقاتاً طويلة قضيتها في سبيل تعلم استخدام برامج الحاسوب المتطورة من خلال اطلاعي على ما ينشره المتصفحون عبر موقع عرض المقاطع الفيديوية المعروف بـ[يوتيوب]”.
وقال ابو حارث أن “إحدى المرات صادفت اطلاعي على تجربة لناشط على الانترنت يوضّح حينها عملية اختراق حساب الكتروني”.
وبيّن أن “هذه التجربة قد راقت لي، سعيت لتنفيذها بنفسي مستفيداً مما ينشره آخرون لمحاولات مشابهة حتى نجحت”.
وأوضح أن “المساعي لم تتوقف إلى هذا الحد، بل لجأت إلى طرق أخرى لاقتحام مواقع لا يكمن فتحها إلا بالتواجد على أراض لدول معينة، لكنني بخبرتي قمت بالدخول إليها بطريقة ملتوية وكأنني موجود على أراضي تلك الدولة”.
وأشار أبو حارث إلى أن “طموحي انتقل في وقت لاحق إلى إكمال دراستي بالمجال نفسه كي اصبح متخصصاً في تكنولوجيا المعلومات وتحقق لي ذلك وأكملت هندسة الحاسبات في احدى الجامعات الاهلية في بغداد”.
ونوّه إلى أن “الواقع الأمني وعدم وجود تعيينات في مؤسسات الدولة وغيرها من العوامل اجبرتني على التفكير بالهجرة إلى خارج العراق من خلال طلب اللجوء اسوة بالذين غادروا البلاد املاً بالوصول إلى اوروبا”.
واستطرد أبو حارث أن “شخصين اثنين لي معرفة سابقة بهما التقيتهم قبل عام ونصف العام، وأطلقا لي وعوداً بأنهما سيساعداني بعملية الهجرة شريطة تقديم خدمة لهما لم يكشفا عنها في حينها”.
ولفت إلى أن “الصديقان عاودا الاتصال بيّ، وفاتحاني بمقابل تسهيلهما هجرتي، وهو تقديم العون الالكتروني إلى تنظيم داعش الإرهابي”.
ونوّه إلى أن “المهمة تتعلق بإنشاء حسابات على موقع [تويتر] لمنتمين إلى التنظيم يقومون بالترويج إلى أفكاره وينشرون بعض النشاطات”.
وأفاد أبو حارث بان “إمكانيتي كانت إنشاء نحو 50 حساباً على موقع التواصل الاجتماعي [تويتر] في اليوم الواحد كل وجبة تحمل الاسم ذاته والمعلومات للمشترك”.
وعن سبب هذا الاجراء، أجاب أبو حارث أن “المشترك وبمجرد نشره أية معلومات عن التنظيم الارهابي سيتعرض إلى حجب من قبل شركة [تويتر] في مدة قد لا تتجاوز بعض الاحيان عشرة دقائق فقط، ولكي نقوم بديمومة النشاطات علينا تجهيز موقع بديل عن ذلك الذي يجري حظره بأسرع وقت”.
وذكر ان “الحسابات قد تنشر عليها نصّ البيعات إلى زعيم ما يسمى بدولة الخلافة أبو بكر البغدادي”، مبيناً أن “لجوءنا إلى [تويتر] بالتحديد كون أن عملية إنشاء الحساب على هذا الموقع لا تتطلب وقتاً أو معلومات دقيقة كالتي يحتاجها موقع [فيسبوك]”.
وإضافة إلى ذلك، فأن أبو حارث يؤكّد أن “نشاطنا ينصب بالدرجة الأساس على تثقيف من هم خارج البلاد، وأن الإحصاءات الدولية تشير إلى ارتفاع مشتركي المغردين على [تويتر] مقارنة بالنشاطين على مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى”.
وأردف أبو حارث أن “الصديقين كلفاني بإعطاء دروس تعليمية لهما وآخرين زملاء لهم في احد المقاهي في تركيا، حيث كنت اعلمهم كيفية اختراق المواقع الالكترونية”.
ونوّه إلى أن “عملية العبور إلى اوروبا انتهت عند حاجز المقابلة مع المنظمة الدولية المعنية بالهجرة التي رفضت طلبي واضطررت بعدها إلى العودة بخفي حنين إلى العراق”.
وذكر أن “العمل في العراق اختلف، فقد انضويت إلى ما يسمى بجيش الخلافة الالكتروني وهو شديد التحصين ولديه مهمات خاصة جداً”.
وتابع أبو حارث أن “من بين المهام هو اختراق بعض المواقع الالكترونية الدولية والإقليمية والنشر عليها بأنها تعرضت إلى قرصنة جيش الخلافة”.
ويواصل أن “الشبكة كانت مكونة في بداية الامر من أشخاص موزعين في عدد من البلدان العربية وهم سبعة كل واحد منهم لديه اسم مستعار”.
وأستطرد أن “النقاشات بيننا كانت تحصل عبر غرفة الكترونية بأرقام هواتف غير حقيقية ووهمية بعضها يعود إلى بلدان غربية جرى الاستيلاء عليها بواسطة الحاسوب”.
وأفاد أبو حارث بأن “احد الأصدقاء تبيّن أنه أرسل لآخر [فايروس]، وقمت حينها بقرصنة حسابه وطرده من مجموعتنا وابلغت بقية المشتركين بأن اي محاولة سيتم كشفها من قبلنا”، في حين ذكر أن “مشتركا آخر قام بالانسحاب فجأة من المجموعة طلب العودة بعدها لكننا رفضنا خوفاً من كشفنا، وبالتالي بقينا خمسة أشخاص فقط”.
وعدّ أبو حارث نفسه بأنه “اقوى الموجودين داخل جيش الخلافة الالكتروني”، مضيفاً أن “مهام أوكلت إليّ بمعرفة أي من المشتركين داخل الجيش أو الموالين له من خارجه لديه ارتباطات مشبوهة وقد قمت حينها باختراق العديد من المواقع للتأكد من الامر”.
ويسترسل أن “بعض القراصنة من دول غربية كانوا يشكّكون بأننا المسؤولون عن اختراق مواقع معينة ويطلقون عبارات بأننا كذابون ما اضطرنا إلى تصوير عمليات الاختراق ونشرها ايضاً لنثبت لهم قدرتنا”.
وانتهى أبو حارث بالقول إن “عملية الاختراق ليست بالسهلة لاسيما للمواقع شديدة التحصين، بل تستغرق في بعض الأحيان أشهرا لكي تتم بعد جهد طويل ومتابعة دقيقة لأي منفذ الكتروني نمر من خلالها للموقع المستهدف بعيداً عن الرقابة الموضوعة له”.

2016-12-12