مُناشدات رسميّة من نتنياهو لطلب عقد جلسةٍ خاصّةٍ بالأمم المُتحدّة حول “مجزرة حلب”

آخر تحديث 2016-12-14 00:00:00 - المصدر: راي اليوم

 

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

كما كان متوقعًا، لم تدع إسرائيل حسم معركة حلب يمُرّ دون أنْ تُحاول توظيفه في حربها النفسيّة السافرة ضدّ الأمّة العربيّة. وبالتالي، فإنّ قضية استعادة الدولة السوريّة لمدينة حلب، ما زالت محطّ اهتمام الإعلام العبريّ في الأيّام الأخيرة، وبشكلٍ خاصٍّ من بوابة فقدان إسرائيل رافعة التأثير التي راهنت عليها طويلاً، لتحقيق مصالحها عبر حلفائها في الأهداف.

وغنيٌ عن القول إنّ إحدى أهّم النتائج المترتبّة على انتصار الدولة السوريّة شمالاً، هو تعزز السيناريو الأسوأ من ناحية تل أبيب: ترسّخ الرئيس د. بشّار الأسد وإبعاد إمكانية عزله، عسكريًا وسياسيًا. وبحسب مصطلحات عبرية، فقدت إسرائيل خياريها المفضلين: رحيل الأسد بالقوّة العسكريّة، أوْ بالاستسلام عبر تسويةٍ سياسيّةٍ.

يُشار إلى أنّ رئيس مركز أبحاث الأمن القوميّ، الجنرال في الاحتياط عاموس يدلين، وهو الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، عرض أخيرًا موقفًا واضحًا ومباشرًا من الحلول المطروحة لسوريّة، والتوصية حولها، حيث أكّد، بدون لفٍ أوْ دورانٍ على أنّ الأسد يجب أنْ يرحل.

وشدّدّ في مقالٍ نشره على موقع المركز على أنّ إعادة تشكيل المنطقة التي بدأت قبل خمس سنوات، ترتبط بمصالح إسرائيل الإستراتيجيّة التي ترى أنّ من مصلحتها منع تعزيز قوة الإيرانيين وحزب الله، في الشرق الأوسط الجديد، مُوضحا أنّه بالميزان الاستراتيجي، يُعدّ رحيل الأسد مصلحةً إسرائيليّةً واضحةً، إذْ أنّ تعزّز المحور الراديكالي الذي تقوده إيران ويمُرّ عبر الأسد إلى حزب الله، هو التهديد الأكثر حضورًا على أمن الدولة العبريّة، بحسب تعبيره.

صحيفة (يديعوت أحرونوت) من ناحيتها وتحت عنوان “مواجهة في الأفق”، أشارت إلى أنّ الاستحقاقات بدأت تقترب من إسرائيل في أعقاب انتصار الجيش السوريّ في حلب، ونقلت عن مصدرٍ إسرائيليٍّ مسؤولٍ قوله إنّ التطور الأكثر أهمية هو تعزز قوة نظام الأسد، إذْ أنّه بات يسيطر الآن، أوْ يقترب من السيطرة، على أغلبية المدن الكبرى، بما يشمل دمشق وحماه وحمص وحلب.

وهذا يعني من منظور إسرائيليّ، شدّدّ المسؤول عينه، اقتراب اللحظة التي يُقرر فيها إرسال قواته العسكريّة بأعدادٍ كبيرةٍ إلى مدينة درعا في الجنوب، وهي المدينة الأقرب إلى الجولان، وحينها سيقترب حلفاؤه، إيران وحزب الله، الأمر الذي يعرض إسرائيل للخطر، على حدّ تعبير المسؤول الإسرائيليّ الرسميّ.

إلى ذلك، قال مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أليكس فيشمان، إنّ معركة حلب أكّدت مرّة أخرى على أنّ الدور الروسيّ في المنطقة بشكلٍ عامٍّ، وفي سوريّة تحديدًا، هو الذي يُقرر، وأنّ موسكو أثبتت للعالم أنّها، خلافًا للولايات المُتحدّة الأمريكيّة، لا تترك حلفائها في أرض المعركة.

وأضاف أنّه يتحتّم على قيادة هيئة الأركان الإسرائيليّة دراسة معركة الموصل واستخلاص العبر والنتائج، ذلك أنّه في النهار، بحسبه، يحتّل الجيش العراقيّ رقعةً في المدينة، وفي الليل يظهر عناصر (داعش) الإرهابيّ ويقومون بذبح جنود الجيش العراقيّ.

وشدّدّ على أنّ التكتيكات التي يستخدمها (داعش) في الموصل، هي نفس التكتيكات التي يعتمدها حزب الله في الجنوب اللبنانيّ، وحركة حماس في قطاع غزّة، مؤكّدًا على أنّ العقيدة القتاليّة متشابهةً تمامًا. وزاد: مَن اشتاق من القيادة الإسرائيليّة، السياسيّة أوْ العسكريّة، أوْ كلتاهما معًا لمُواجهةٍ أخرى ضدّ غزّة، عليه أنْ يتعلّم الدروس من معركة الموصل، ربمّا سيفقد شهيته لحربٍ جديدةٍ ضدّ حماس، على حدّ تعبيره.

ولفت إلى أنّ الروس حسموا المعركة في حلب، بينما يُواصل الأمريكيون وحلفائهم، المُراوحة مكانهم في المعركة على مدينة موصل العراقيّة. ولجهة إسرائيل، قال المُحلل إنّها بعد تعزيز سيطرة الأسد على المدن الكبيرة، لا يُسمح لها، أيْ لإسرائيل، أنْ تبقى لاعبًا بدون دورٍ، ذلك لأنّ الأسد، عاجلاً أمْ أجلاً، سيُرسل جيشه إلى الجزء المُحرر من هضبة الجولان، الأمر الذي سيضع الدولة العبريّة أمام امتحانٍ حساسٍ للغاية. وختم تحليله بالتساؤل هل توصّلت تل أبيب وموسكو إلى تفاهمات حول الجولان؟ وردّ قائلاً: يبدو أنّ الجواب لا كبيرة.

في السياق عينه، طالب وزير الداخلية الإسرائيليّ ورئيس الحزب الدينيّ-اليمينيّ المُتطرّف “شاس″، أرييه درعي، من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنْ يطلب اجتماعًا عاجلاً في الأمم المتحدة، قائلا إنّه في الهولوكوست قُتل ستة ملايين يهودي وسكت العالم، ومضيفًا: يحظر علينا نحن اليهود السكوت إزاء الفظائع التي تحدث منذ ستّ سنوات في سوريّة، على حدّ تعبيره.

وغرد أيضًا عضو الكنيست نحمان شاي، من حزب المعارضة “المعسكر الصهيونيّ”، في تويتر، وقال إنّه يومًا ما سيسألوننا، أين كنتم عندما حدثت المجزرة في حلب، ماذا سنجيب؟، بحسب قوله

من ناحيتها، قالت الباحثة الإسرائيليّة، إليزابيث تسوركوب، “سامحينا يا حلب”، للتعبير عن العجز إزّاء ارتكاب الـ”مجزرة” في المدينة.

من ناحيته، انتقد مُحرر الشؤون الخارجيّة في القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيليّ، ندّاف إيال، إسراع المُستشرقين الإسرائيليين إلى وسم الحرب في سوريّة بأنّها حربًا طائفيّةً ومذهبيّةً، مُشيرًا إلى أنّ سوريّة هي دولة علمانية مع أقّلية شيعيّةٍ.

وكغيره تباكي إيال على غياب الأخلاق الإسرائيليّة من معركة حلب، وقال: يومًا ما، سيسألوننا أينما كنتم عندما سقطت حلب؟، وأضاف: حلب سقطت، ولكن معها كان السقوط المُدّوي لشمس الحريّة والديمقراطيّة الغربيتين، بحسب توصيفه.