واشنطن تلغي تسليم اسلحة الى السعودية اعتراضاً على حملة القصف في اليمن

آخر تحديث 2016-12-14 00:00:00 - المصدر: القدس العربي

واشنطن - أ ف ب – جمد البيت الأبيض نقل ذخائر دقيقة التوجيه الى حليفه السعودي، على خلفية الغضب بشأن حصيلة القتلى المدنيين جراء حملة الضربات الجوية التي يشنها تحالف تقوده السعودية في اليمن.

وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما “اوضحنا ان التعاون الامني الاميركي ليس شيكاً على بياض”، مبدياً مخاوف حيال الحرب التي تشنها الرياض على المتمردين الحوثيين في اليمن دعماً للرئيس عبدربه منصور هادي.

واضاف “نتيجة لذلك، قررنا عدم المضي قدما في بعض صفقات المبيعات العسكرية الى الخارج من الذخائر”.

وأوضح “هذا يعكس قلقنا الشديد المستمر بشأن أخطاء التحالف في عمليات الاستهداف والطريقة التي يقود بها الحملة الجوية في اليمن بصورة عامة”.

واكد مسؤولون أميركيون آخرون ان الشحنة كانت تتضمن ذخائر دقيقة التوجيه تصنعها شركة “رايثيون” الأميركية.

ورفضت الشركة التعليق على الأمر.

ويكشف هذا القرار عن الخلاف القائم بين الدولتين الحليفتين في ظل التوتر الذي يطبع أساساً العلاقات بينهما.

ويحاول البيت الابيض منذ فترة طويلة تحقيق توازن بين قلقه ازاء سير الحملة السعودية، والمخاطرة بالدخول في نزاع اوسع مع شريك رئيسي في الشرق الاوسط.

وترتبط الحملة بشكل وثيق بولي ولي العهد وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان الذي برز بسرعة كلاعب مهم في الرياض.

وتصاعد النزاع في اليمن كذلك في وقت كانت الادارة الأميركية تبذل مساع حثيثة لنيل تأييد المملكة للاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه مع ايران.

وازداد التوتر بعد ذلك في العلاقة بين واشنطن والرياض مع اقرار الكونغرس مؤخراً، مشروع قانون يسمح لاقارب ضحايا اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر بمقاضاة السعودية.

- نقطة التحول -

وفرض اوباما الفيتو الرئاسي لتعطيل القانون غير أن الكونغرس تجاوز هذا التعطيل وصوت على النص، في أول خطوة من نوعها منذ بدء رئاسة أوباما.

ويبدو ان واشنطن بلغت نقطة تحول في استيائها حيال السعودية بشأن التدخل العسكري في اليمن مع تنفيذ غارة في 8 تشرين الأول/اكتوبر، استهدفت مجلس عزاء في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، موقعة 140 قتيلاً و525 جريحاً.

على الاثر، اعلنت الولايات المتحدة عن عملية “مراجعة فورية” لدعمها للتحالف الذي تقوده السعودية” حتى “يتلاءم مع أهداف سياستنا الخارجية وقيمها”.

وأكدت مجموعة خبراء دوليين لاحقاً في تقرير الى مجلس الامن الدولي، ان التحالف العربي نفذ “ضربة مزدوجة” ما شكل خطراً على المسعفين، في انتهاك للقانون الانساني الدولي.

وجاء في التقرير الذي حصلت عليه، ان المجموعة تواصل التحقيق لمعرفة ما اذا كانت الضربة الثانية اصابت مباشرة العاملين الطبيين وهو ما يمكن اعتباره جريمة حرب.

وسعى المسؤولون الاميركيون للتوضيح بأن الالتزام الاميركي بات اليوم محدوداً.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس انه “اعتبارا من اليوم تستمر مساعدتنا. لكنها محدودة للغاية، وتتضمن تزويد الطائرات بالوقود في الجو وتقديم مشورة محدودة حول كيفية توجيه الضربات”.

وصرح المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست أن الولايات المتحدة لن “تعيد تركيز جهودها لدعم السعوديين حين يتعلق الامر بتعزيز أمن الحدود وسلامة أراضيهم”.

وتابع “سنتخذ خطوات أيضاً لإعادة ترتيب تقاسم المعلومات في ما بيننا”.

وأفاد مسؤول كبير في الادارة الاميركية، ان مساعدة اضافية يمكن ان تركز الآن على “تدريب القوات الجوية السعودية” على كيفية الاستهداف.

ولم يصدر تعليق في الوقت الحاضر عن الحكومة السعودية على الموقف الأميركي.

لكن اللواء أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف التي تقودها السعودية في اليمن قال، “لا نعلق على تصريحات مجهولة”.

وادى النزاع في اليمن الى مقتل اكثر من سبعة آلاف شخص واصابة زهاء 37 الفاً منذ آذار/مارس 2015، بحسب الامم المتحدة.