من يقرع اجراس “صولة الفرسان” الثانية؟

آخر تحديث 2016-12-15 00:00:00 - المصدر: وكالة SNG الاخبارية

حمزة مصطفى
لم يعلن حزب الدعوة ندمه على التهديد بـ “صولة فرسان” ثانية في البصرة ضد من عدهم عصابات خارجة على القانون. ولان “صولة الفرسان” التي نفذها رئيس الوزراء السابق وزعيم إئتلاف دولة القانون في البصرة عام 2009 كانت ضد “جيش المهدي” التابع للتيارالصدري (تم حل جيش المهدي عام 2013) فإن الإيحاء بالإستعداد لصولة فرسان ثانية تعني أن المستهدف هو التيار الصدري..وبالقلم العريض فإن الجماعات التي إستهدفت زيارة المالكي الى المحافظات الجنوبية الثلاث (ذي قار وميسان والبصرة) برغم ان المالكي تجنب زيارة العمارة لسبب غامض حتى الآن لابد أن تكون تابعة للتيار الصدري برغم أن التيار لم يتبن تلك التظاهرات والإحتجاجات بأي شكل من الأشكال. يضاف االى ذلك أن التيار الصدري وهذه نقطة سياسية تحسب له تجنب التصعيد بعد بيان حزب الدعوة بشأن صولة فرسان جديدة وهو ما يعني إنه إما أن هناك ضغوطا مورست ضد التيار لتجنب التصعيد وهنا لا أحد يملك التأثير المعنوي على التيار سوى النجف وطهران ولو من باب النصائح أو إنه أراد هو دون نصيحة أوتوجيه من أحد عدم تحمل مسؤولية ما بات يبدو إنها حرب شيعية ـ شيعية وشيكة الى الحد الذي دفعت فيه أحد قياديي حزب الدعوة (الدكتورصلاح عبد الرزاق) الإعلان بإنفعال واضح من على قناة الشرقية إنه في حال فرضت هذه الحرب فـ “نحن لها”.
عبد الرزاق في الوقت نفسه وقع في ورطة لم يتخلص منها الإ بإعتذار مكتوب بثته قناة الشرقية حين أطلق وصف “ممليشيات” على الفصائل الشيعية المعروفة مثل “بدر, سرايا السلام, سرايا عاشوراء, العصائب وغيرها” وقد سماها بالإسم فإنه قال إن الحزب الوحيد الذي ليس لديه “مليشيا” وقد كرر المفردة أيضأ دون أن يحسب لما يمكن ان يتحول الى زلة لسان تجبره على الإعتذار العلني هو حزب الدعوة وهو ما أوقع نفسه في تناقض آخر قوامه إن الحزب الذي لايملك مليشيا على حد قوله فكيف يمكنه أن يحارب “مليشيا” مسلحة؟ ماورد على لسان عبد الرزاق في لقاء الشرقية مع ضيف آخر لايشكل خصمأ يحتاح كل هذا الإنفعال “غالب الشابندر” إنما هو جزء من حالة الهيجان التي يعيشها الكثير من قادة الشيعة وسياسييهم بسبب مايبدو إنه يراد أن يتحول الى ورطة كاملة قد تقود الى حرب شيعية ـ شيعية لم تعد بحاجة الإ لمن يقرع اجراسها بعد ان باتت تتوفر كل مقومات إعلانها على الرغم من وجود القوى التي لاتزال مؤثرة في القرار الشيعي والتي يمكنها أن تتجنب مثل هذه المواجهات الدامية.
مع ذلك فإن صراع النفوذ والمصالح والذي سوف يشتد مع إقتراب موعد الإنتخابات المقبلة (عام 2018) والتي تختلف عن كل ما سبقها من إنتخابات (منذ 2005 ـ 2014) نتيجة متغيرات داخلية وخارجية وخرائط جديدة والأهم معطيات جديدة ووقع ازمات جديدة وبالتالي فإن هناك حاجة ماسة لكل طرف لكي يثبت وجوده داخل حاضنته وبيئته. وبسبب تفكك البيوت الرئيسية التي تحكمت بالعملية السياسية منذ عام 2003 (البيوت الشيعية والكردية والسنية) فإن مستويات الصراع في هذه البيوت متباينة. فالسنة وبسبب نزوح جمهورهم ليس هناك إمكانية لحروب دموية بينهم بعد ان تكفلت داعش بالمزيد من ذلك سوى إن قادة السنة سوف يستسلمون لنتائج الأنتخابات المقبلة لجهة التمثيل السني. أما الكرد فإن مستوى الصراعات بينهم وصلت الى إعلان حرب على نائبة في البرلمان الإتحادي (سروة عبدالواحد) بسبب تصريح. بينما الأمرعند الشيعة مختلف بسبب أن مناطق النفوذ الشيعية لم تعد تتسع لتنامي الأحزاب والقوى والفصائل المسلحة مما جعل الحاجة ماسة لكل طرف ان يحاول فرض أمر واقع ولو بقوة السلاح أحيانا وهو ماجعل حزب الدعوة يدعو مناصريه الى الأستعداد لحرب أطلق عليها في مقاربة جلبت عليه المزيد من الإنتقادات (صولة الفرسان) بينما كانت صولة الفرسان الاولى تحت قيادة الدولة ايام كان نوري المالكي رئيسا للوزراء يسعى لفرض القانون, في حين اليوم فإن شن اية صولة عسكرية يعد بمثابة خروج على القانون مهما كانت الدوافع والأسباب.

2016-12-15