منذ قدومه من النجف قبل اكثر من عامين ونصف يواظب “سيد جودة” وهو شيبة في عامه الستين على المرابطة في خط الصد الاول للحشد الشعبي، فيما يرفض جميع الادوار الثانوية التي تناط به كونها تراعي اعتبار فئته العمرية وجسمه النحيل، حيث يؤكد انه “قطع وعدا على نفسه بالتزام المسير اول المقاتلين في حال الهجوم واخذ دور رجلين عند تثبيت نقاط التمركز في المناطق المحررة”.
وعن قساوة الطقس في المحور الغربي للموصل، يقول السيد جودة لموقع “الحشد الشعبي”، انه “يحارب موجات البرد القارس بزيه العسكري”، معتبرا ارتداء البزة العسكرية يعيده الى عمر العشرين بالنشاط وقدرة التحمل، كما ويضاعف الرجل الكبير مدة بقائه في الجبهات متنزالا عن استحقاقه من الاجازات كونه يربط المهمة العسكرية للحشد الشعبي بالدافع العقائدي الذي يعده سببا لالتحاقه بتشكيلات الحشد العسكرية.
ويرهن المقاتل “سيد جودة” سبب الانتصارات التي يحققها الحشد الشعبي لعوامل كثيرة منها “الانضباط العالي والروح المعنوية التي يقاتل بها المقاتلون وكذلك الاندفاع العقائدي والحفاظ على التعاليم الدينية في القتال”، كما يعد حرص المقاتلين على ممتلكات المدنيين في الاراضي المحررة مهمة وطنية، وان هذه الاراضي، حسب قوله ستعود الى اهلها والنازحين منها مع ضرورة تأمينها وحراسة حدودها من قبل الحشد الشعبي.