برلين – «القدس العربي»: التقت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مع وزير الداخلية الاتحادي توماس دي ميزير، والعدل الاتحادي هايكو ماس أمس الخميس في مقر «المكتب الاتحادي لمكافحة الجرائم» بالعاصمة برلين لاستيضاح وضع التحقيقات في اعتداء برلين. وقالت المستشارة الألمانية أمس الخميس إنها «فخورة» بتعامل الشعب الألماني الذي اتسم بالحكمة مع هجوم الدهس بشاحنة. ومن جهته أكد وزير الداخلية الألماني أن جهات التحقيق عثرت على بصمات أنيس عامري المشتبه فيه داخل السيارة.
وقال وزير الداخلية الألماني أمس الخميس إن المحققين الألمان يعتقدون أن هناك «احتمالا كبيرا» أن المشتبه به التونسي الذي يجري البحث عنه فيما يتعلق بهجوم يوم الاثنين على سوق لعيد الميلاد في برلين هو منفذ الهجوم.
وقال دي ميزير «يمكننا القول اليوم إن لدينا معلومات جديدة بأن هناك احتمالا كبيرا أن يكون المشتبه به هو المنفذ الحقيقي». وأضاف «تم العثور على بصمات … في كابينة القيادة وهناك أدلة أخرى تدعم ذلك».
من جانبها، عبرت المستشارة ميركل عن أملها في أن تتكلل عملية البحث والتحري عن المشتبه به التونسي بالنجاح والقبض عليه بأسرع وقت ممكن.
وفي نفس السياق، أحاطت حواجز أسمنتية بسوق عيد الميلاد في برلين الذي فتح أبوابه من جديد الخميس. ووضعت الشموع والأزهار والأعلام بين أكواخ البيع الصغيرة إجلالاً لأرواح 12 شخصا قتلوا دهسا في الهجوم. واتخذت إجراءات وقائية مماثلة حول أسواق عيد الميلاد الأخرى في أرجاء ألمانيا في أعقاب الهجوم الذي تسبب بصدمة في البلاد ودفع أجهزة الأمن في أرجاء أوروبا إلى تعزيز إجراءاتها في جميع المناسبات الاحتفالية. وكان أكثر من 60 سوقا لعيد الميلاد قد فتحت في أرجاء العاصمة الألمانية أبوابها أمس.
وكانت صحيفة تاغس شبيغل المحلية البرلينية قد ذكرت الخميس في موقعها على تويتر أن مركزا للتسوق في حي برينتسلاور بيرغ في برلين أغلق بسبب انتشار قوات الشرطة وأن القطارات وخطوط الترام المحلية توقفت عن العمل في هذه المنطقة. وأضافت الصحافية أن سبب انتشار الشرطة غير واضح.
وتأتي هذه التطورات بعد أقل من 72 ساعة من حادث الدهس في أحد أسواق عيد الميلاد في برلين، والذي ذهب ضحيته 12 قتيلاً وعشرات الجرحى.
وذكرت تقارير صحافية أنه تم العثور على بصمات لأصابع التونسي المشتبه به أنيس عامري على الباب الخاص بسائق الشاحنة التي داهمت أحد أسواق عيد الميلاد (الكريسماس) في العاصمة الألمانية برلين. وأعلنت شبكة البحث الصحافي ذلك أمس الخميس استنادا إلى معلومات أوردتها صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» وإذاعة شمال ألمانيا «إن دي أر» وإذاعة غرب ألمانيا «في.دي.أر». وبحسب صحيفة «برلينر تسايتونغ» الألمانية، فإن هناك آثارا مطابقة على المقود. ويتم البحث عن التونسي المشتبه به حاليا على مستوى الولايات الألمانية. يذكر أن هجوم الدهس أودى بحياة 12 شخصا وإصابة نحو 50 آخرين.
وقالت مجلة «دير شبيغل» الألمانية الواسعة الانتشار إن التونسي أنيس عامري، المشتبه به في تنفيذ الهجوم بشاحنة على سوق عيد الميلاد في برلين أبدى استعداده من قبل لأن يصبح انتحاريا. واستندت المجلة في معلوماتها إلى مراقبة مكالمات هاتفية أجراها عامري، لكن تلك الادعاءات لم تكن كافية لألقاء القبض عليه. وتابعت المجلة في تقريرها أن عامري جمع معلومات عن كيفية الحصول على أسلحة.
وتبحث السلطات الأمنية عن أنيس عامري وتشتبه به في تتنفيذ هجوم برلين الذي أدى إلى مقتل سائق الشاحنة و11 شخصا وجرح نحو 50 آخرين من جهته قال عبد القادر عامري، شقيق المشتبه به أنيس «إن اتضح أنه مذنب، فإنه يستحق كل الإدانات. نحن نرفض الإرهاب والإرهابيين وليس لنا أي علاقة مع الإرهابيين». وأعربت عائلته عن صدمتها عندما رأت صوره في وسائل الإعلام وقالت إنها لا تصدق بأن يكون وراء عملية الدهس في برلين. إلى ذلك قال وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره إن المحققين الألمان يعتقدون أن هناك «احتمالا كبيرا» أن المشتبه به التونسي الذي يجري البحث عنه فيما يتعلق بهجوم يوم الاثنين على سوق لعيد الميلاد في برلين هو منفذ الهجوم. وقال دي مايتسيره «يمكننا القول اليوم إن لدينا معلومات جديدة بأن هناك احتمالا كبيرا أن يكون المشتبه به هو المنفذ الحقيقي».
وأضاف «تم العثور على بصمات … في كابينة القيادة وهناك أدلة أخرى تدعم ذلك.» وظهرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بجوار دي مايتسيره في المكتب الاتحادي للتحقيقات الجنائية، وقالت إنها تأمل أن يتم قريبا القبض على منفذ الهجوم
من جهة أخرى أفاد أقارب الباكستاني، نافيد بالوش، الذي كان مشتبهاً به باعتداء برلين بإنه تحت حماية الشرطة الألمانية.
وكان نافيد بالوش، البالغ من العمر 23 سنةً، والمنحدر من إقليم بالوشيستان بجنوب غرب البلاد، احتجز لفترة قصيرة واستجوبته الشرطة بعد هجوم يوم الاثنين. وقال أحد ممثلي الادعاء فيما بعد أنه لا يوجد دليل لاتهامه فتم الإفراج عنه.
وقالت عائلته في باكستان وزملاؤه من طالبي اللجوء في برلين وفرانكفورت أمس الخميس إن الشرطة وضعت نافيد قيد الحماية خوفا من تعرضه للهجوم من قبل الجماعات المناهضة للمسلمين والمناهضة للاجئين. وقال أحد أقاربه ويدعى وحيد بالوتش من برلين: «إنه بخير وبصحة جيدة ولكن لايزال تحت حماية الشرطة»، مستشهداً بما نقلته إليه السلطات الألمانية بعد منتصف الليل. وقال وحيد الذي يتواجد مع نافيد منذ وصلا ألمانيا بشكل منفصل قبل نحو عام: «قد يسمح لنا بلقائه أو التحدث له على الهاتف اليوم (أمس)». ومازالت طلبات لجوئهما لدى السلطات ويعيش وحيد ونافيد في مركزي إيواء للاجئين منفصلين في برلين.
إغلاق مركز تسوق والشرطة الألمانية مازالت تبحث عن التونسي المشتبه به
ميركل فخورة بتعامل الشعب إزاء الهجوم الإرهابي
علاء جمعة