العنف ضد المرأة: جسدي وجنسي ونوع ثالث لا نرغب بالاعتراف به!

آخر تحديث 2016-12-25 00:00:00 - المصدر: وكالة SNG الاخبارية

قد تظن مثل غالبية القراء والمتابعين أنك تعلم تماماً ما هي مشكلة العنف ضد المرأة وأبعادها، ولكنك في الحقيقة إما لا تعرفها بالكامل أو أنك عاجز عن تقدير حجمها وضخامتها. اقرأ لتعرف المزيد!

بعض الحقائق والارقام في البداية، كي نضع الامور في سياقها:

ضحايا الاستغلال الجنسي حول العالم يبلغون حوالي 4.5 مليون شخص، من بينهم اغلبية ساحقة تبلغ 98% من السيدات والفتيات.

ثلث سيدات العالم تعرضن الى نوع او اكثر من الانتهاك الجسدي. الادهى، ان ذلك الانتهاك غالبا ما تتعرض له المراة من شريك حياتها.

50% من ضحايا جرائم القتل بين السيدات، كان العنف الاسري سببا رئيسيا في وفاتهن.

التقارير الصادرة من الامم المتحدة، تتضمن في نسخها الاحدث عام 2015، المعلومات السابق ذكرها اضافة الى بيانات واحصائيات كثيرة اضافية عن الامر. ولكن اغلب الاحصائيات التي تقراها تدور في فلك النوعين الاولين من العنف وهما الجسدي والجنسي.

هنالك نوع ثالث لا يقل خطورة، وان كان البعض يعتبر مناقشته نوعا من الرفاهية او، على اقل تقدير، لا يرقى الى مستوى “العنف”، ولكنه بالتاكيد عنف معترف به عالميا وقد تكون – انت – مساهما فيه احيانا دون ان تدري. ولكن دعونا نبدا بما يتفق عليه اغلب الناس اولا:

النوع الاول: العنف البدني

لا يشمل العنف البدني الضرب المبرح فقط، ولكن ايضا الصفع والزج (الدفع) وخلافه، مما قد يراه بعضهم لا يرتقي الى درجة العنف الصريح.

وتشير احصائيات من مختلف الدول العربية الى ان عددا كبيرا من النساء يتعرضن بشكل مستمر الى مثل هذه الانواع من العنف. ففي مصر، على سبيل المثال، اظهر المسح الديموجرافي والصحي قبل نحو 11 عاما ان ما يقارب نصف السيدات المصريات (47% تحديدا)، تعرضن الى احد الوان العنف على يد ازواجهن. وفي عام 2013، ارتفعت معدلات العنف تجاه المراة في المملكة  العربية السعودية الى نحو 88%، كما كانت نحو 26 الف فتاة وسيدة عرضة للعنف في المغرب تبعا لاحصائيات عام 2010.

الضرب المبرح (دليلك للتعامل مع تشوهات الوجه) كذلك يؤدي الى الموت احيانا. وفي احيان اخرى، يكون هذا الموت قتلا مع سبق الاصرار والترصد في ما يعرف بجرائم الشرف. وهي جرائم يرتكبها الرجال في احيان كثيرة بلا ادلة وبناء على الشك فقط! و قدر تقرير نشر مؤخرا ان عدد الاناث ضحايا جرائم الشرف (اهم المعلومات السرية عن غشاء البكارة) في عدد من الدول العربية وجنوب اسيا يصل الى حوالي عشرين الف فتاة سنويا.

النوع الثاني: العنف الجنسي

يتخذ العنف الجنسي اشكالا كثيرة، ابتداء بعادة الختان (اي تشويه الاعضاء التناسلية بازالة جزء منها)، مرورا بالاعتداء الجنسي، وانتهاء بالاستغلال الجنسي الممنهج والاتجار في النساء.

الختان (اقرا: كيف نقضي على ظاهرة الختان)، الذي تتم ممارسته في اربع بلدان عربية فقط هي مصر والسودان واليمن وجيبوتي، لا يزال كابوسا تحاول الجمعيات الاهلية وبعض الحكومات القضاء عليه. ويتركز الختان في افريقيا والشرق الاوسط، حيث تعرضت اكثر من 133 مليون فتاة على قيد الحياة الى هذا النوع من العنف تبعا لتقرير صادر عن الامم المتحدة عام 2015.

ويشير ذات التقرير المذكور اعلاه الى ان 35% من نساء العالم تعرضن لاعتداء جنسي، وترتفع هذه النسبة لتصل الى 70% في بلدان بعينها. وعربيا، تبدو مشكلة التحرش والاعتداء الجنسي ظاهرة في مصر، والتي شهدت في عام 2006 وحده قضايا اغتصاب وتحرش بمعدل 140 قضية يوميا، مع الاخذ بعين الاعتبار ان غالبية هذه الحالات لا يتم الابلاغ عنها او توثيقها.

النوع الثالث: العنف النفسي

نعم، الاضرار نفسيا بالمراة سواء بالقول او بالفعل يعد نوعا من العنف الذي يمارسه عدد كبير من الرجال في المجتمعات العربية من دون حتى ان يدركوا انهم يمارسونه، بل ويرفض بعضهم الاعتراف به مقارنة بالنوعين السابقين الاكثر قسوة.

ولكن عادات وممارسات من نوعية: حرمان الفتيات من التعليم، الزواج المبكر، حرمان المراة من مزاولة الانشطة الاجتماعية واحيانا من زيارة اهلها، جميعها تصنف نوعا من العنف وفقا للامم المتحدة، التي تقول احصائياتها ان نحو 700 مليون امراة حول العالم اجبرت على الزواج المبكر، من ضمنهم ما يقرب من 250 مليون فتاة تزوجن قبل بلوغ سن الـ15!

في العالم العربي، الوضع يبدو ايضا مثيرا للقلق، اذ اشار تقرير التنمية الانسانية العربية الصادر في 2006، ان اكثر من 585 الف امراة في الدول النامية يلقين حتفهن كل عام بسبب الزواج المبكر ومضاعفات الحمل والولادة وعدم اكتمال جهازهن الانجابي(ما هو البلوغ المبكر للفتيات؟). هذا الرقم، بالطبع، مرشح لزيادة كبيرة منذ صدور التقرير الى الان.

ففي الكويت، يبلغ الحد الادنى لزواج الفتيات 15 عشر عاما، وفقا لمنظمة الصحة العالمية التي اكدت استقصاءاتها ايضا ان الفتيات السوريات في المخيمات قد يتم تزويجهن حتى قبل اتمام 12 عاما.

وبعيدا عن الزواج المبكر، فان النظرة الدونية للمراة وتفضيل الرجال عليها في بعض مهام العمل او المسؤوليات الاجتماعية والسياسية يعتبر عنفا نفسيا ضدها كما ينطبق الامرذاته على عدم المساواة في مساهمتها بالحياة السياسية من انتخاب وترشح لمناصب تشريعية وتنفيذية، والاضطلاع بمسؤوليات قيادية بصفة عامة.