تعديل على خطة الموصل يُمهِّد للاستعانة بالحشد و5 آلاف جندي أميركي
المدى برس/ بغداد
أدت موجة الأمطار وسوء الطقس إلى عرقلة خطة جديدة تقضي بإطلاق هجوم عسكري متزامن على مركز الموصل من 5 محاور.
وتسمح الخطة بإشراك 5 آلاف جندي أميركي ينتشرون قرب الموصل، بالاندفاع مع القطعات المتمركزة في المحور الشمالي. وتقضي الخطة ايضا بان يفتح للحشد معركة من الساحل الايمن لتعويض الفراغ الذي تركته الشرطة الاتحادية بعد نقلها الى شرق الموصل.
في هذه الاثناء، انتقد مسؤولون موصليون أداء الفرقة 16، وحمّلوا قيادتها مسؤولية إرباك العمليات إثر قيامها باستهداف أحياء تم تحريرها سابقا، وأدت الى سقوط مدنيين.
ويتزامن ذلك، مع تصريحات قادة اميركان حول قيام قوة اميركية بعملية "اندماج مكثف" مع القوات العراقية بهدف تسريع وتيرة العملية العسكرية التي تعاني من تباطؤ مؤخرا.
وكشف مسؤولون موصليون ، لـ(المدى) الاسبوع الماضي، عن تعهد أميركي بتقديم المزيد من الدعم الى القوات العراقية لكسر جمود العمليات، دون ان يوضحوا طبيعة هذا الدعم.
وكانت حكومة نينوى قد رفضت، في وقت سابق، مقترحاً أميركياً يقضي بإيقاف العمليات العسكرية بشكل مؤقت، لحين إخلاء المدنيين نتيجة ارتفاع عدد الضحايا جرّاء استهداف داعش للأحياء المحررة.
واقترح مجلس نينوى وقتها الاستعانة بطائرات "الأباتشي" لتوجيه ضربات دقيقة لأهداف داعش داخل الأحياء السكنية أو زج قوات النخبة الاميركية بدلا عن تجميد العمليات.
ويخشى المسؤولون المحليون من تعرض جهاز مكافحة الإرهاب، صاحب الثقل الأكبر في عمليات الساحل الأيسر، الى استنزاف قوته في حال استمرت العمليات لفترة اطول من المتوقع.
وكان هادي العامري، أمين عام منظمة بدر، قد رجح مؤخرا، ان تستغرق معركة الموصل وقتاً أطول من المتوقع، معتبرا ان "حديث البعض جعل المواطن العراقي يشعر بأن المعركة ستحسم خلال أيام".
تدخّل أميركي بطلب موصلي
بدوره اعتبر النائب عن نينوى عبدالرحمن اللويزي انتشار 5 آلاف جندي امريكي في محيط الموصل، دليل على رغبتهم بالمشاركة البرية.
وقال اللويزي، في تصريح لـ(المدى) امس، ان "هناك دعوات من قادة سُنة وابرزهم أسامة النجيفي لتدخل القوات الاجنبية في معركة الموصل".
واضاف النائب عن نينوى ان "هذه الدعوات بمثابة تمهيد لمشاركة برية في المعارك، على اعتبار انها جاءت بطلب من السُنة ومن ابناء الموصل انفسهم". لكنه يتوقع ان تكون المشاركة "محدودة او لمعالجة مواقف معينة".
وقال الكولونيل بالجيش الأمريكي بريت جي. سيلفيا، الذي يقود قوة من 1700 جندي قريبة من الموصل، وصفها بأنها "العمود الفقري" لقوات التحالف البرية، ان "مستوى اندماج قواته مع القوات العراقية يشبه فرق عمليات خاصة صغيرة تندمج مع قوات محلية أكبر حجما للمساعدة في تعزيز قدراتها".
واضاف في تصريحات صحفية "لطالما كانت لدينا فرص للعمل جنبا إلى جنب لكن لم نندمج قط لهذه الدرجة.. كانت هذه دوما مهمة متخصصة أصغر. حسنا لقد أصبحت مهمتنا الآن وهي مهمة كبيرة ونحن جزء من تشكيلاتهم."
وكان جنرال أمريكي كبيرقد قال في وقت سابق، إن القوات العراقية في الموصل دخلت "وقفة تعبوية مخططا لها مسبقا" في أول توقف كبير للحملة التي بدأت في 17 تشرين الأول.
الحشد الشعبي إلى الساحل الأيمن
وكانت جهات عراقية ضمن الحشد الشعبي او مقربة منها، قد شنت خلال الاسبوعين الماضيين، هجوما في الاعلام بدا وكانه استباقي على انباء ترجح نشر قوات برية امريكية في الموصل.
لكن اللويزي يرى ان "نشر قوات امريكية برية سيثير حساسية كبيرة، خاصة لدى الحشد الشعبي الذي يرفض التواجد الغربي".
ويستدرك عضو اتحاد القوى بالقول "قد يسمح لقوات الحشد الشعبي بدخول الساحل الايمن ضمن تدابير الخطة العسكرية الجديدة".
ويأتي هذا التعديل الذي طرأ على الخطة العسكرية بعد ايام من نقل بعض وحدات الشرطة الاتحادية من المحور الغربي للموصل الى مواقع تواجد الفرقة الـ9 في الساحل الايسر.
ويعتبر اللويزي ان "الحشد الشعبي هي قوة مكافئة للاعداد النفسي العالي لمقاتلي داعش"، مؤكدا ان "الحشد لديه عقيدة لاتوجد لدى القوات العراقية باستثناء جهاز مكافحة الارهاب".
وطالما دافع الحشد الشعبي، قبل انطلاق عملية تحرير نينوى، عن اهمية الجانب الغربي من الموصل نظرا الى تركز قوة وثقل التنظيم فيه، وامتداده الى الحدود مع سوريا.
لكن رئيس الحكومة حيدر العبادي قرر، الشهر الماضي، إبعاد فصائل الحشد عن معركة تلعفر، بالاضافة الى عدم اشراكهم منذ البداية باقتحام مركز الموصل.
خطأ الفرقة 16
وكانت تسريبات قد اشارت، خلال اليومين الماضيين، الى مشاركة قوات اميركية مع القوات العراقية بتحرير بعض المناطق في شمال الموصل، بعد فشل الفرقة 16، المتركزة في ذلك المحور، بأداء مسؤوليتها.
لكن محمود السورجي، المتحدث باسم حرس نينوى التابع لمحافظ نينوى السابق اثيل النجيفي، يقول ان "دور القوات الامريكية مازال في إطار الاستشارة ولم يتطور عن ذلك".
واضاف السورجي، في اتصال مع (المدى) امس، بان "الهجوم الاخير على أكاديمية الشرطة ودائرة المرور في شمال الموصل قد اربك العمليات هناك لحدوث أخطاء ادت الى مقتل مدنيين".
وأوضح مساعد اثيل النجيفي ان "الفرقة 16 استخدمت المدافع في مناطق كانت قد حررتها قوات مكافحة الارهاب وتسببت بمقتل بعض الاهالي المدنيين".
ويكشف المتحدث باسم حرس نينوى انه "من ضمن الخطة العسكرية الجديدة، كان من المفترض ان تتحرك يوم السبت الفائت المحاور الخمسة باتجاه الموصل بنفس الوقت، لكن الأمطار الغزيرة قد عطلت تنفيذ الخطة".
بالمقابل انتقد خلف الحديدي، عضو مجلس محافظة نينوى، قيادة الفرقة 16 التي يشرف عليها الفريق الركن علي الفريجي، ابرز المتهمين بمجزرة سبايكر.
وقال الحديدي، في مكالمة هاتفية مع (المدى) امس، ان "الفرقة غير قادرة على إدارة المعارك هناك، كما انها قتلت مدنيين للمرة الثانية منذ انطلاق عمليات نينوى".
وأشار عضو مجلس المحافظة الى ان "الفرقة 16 ضربت مساء الجمعة، خلال عمليات قصف تمهيدي لاستئناف معارك شمال الموصل، حي القاهرة الذي حررته قوات مكافحة الارهاب قبل 10 ايام، وتسببت بقتل عدد من الاهالي".
واوضح الحديدي ان "الفرقة ذاتها ارتكبت خطأ في تلكيف عندما ضربت مدنيين بقصف مدفعي مع بداية انطلاق العمليات في نينوى".
وخلال الاسابيع الماضية كان جهاز مكافحة الارهاب قد تجنب استخدام المدفعية في الساحل الايسر خوفا على أرواح المدنيين. ويؤكد الحديدي ان "حي القاهرة كان من اسهل المناطق التي تحررت ولم يشهد حالات نزوح او اضرار مادية او بشرية".
ويعتبر حي القاهرة ضمن قاطع مسؤولية الفرقة 16، لكن تعثر الاخيرة في اداء دورها، أحال مسؤولية تحرير المنطقة الى قوات مكافحة الإرهاب.
وكانت اوساط سياسية وعسكرية قد توقعت إخراج الفرقة 16 من خارطة العمليات العسكرية، بعد ان فشلت بتنفيذ مهامها منذ انطلاق العمليات العسكرية قبل شهرين.
من : وائل نعمة.