قال علي عليه السلام: "ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قُطِع الرأس بار الجسد". عندما جرى ما جرى من إحباط, أثناء دخول داعش الى العراق, وسيطرته على ثلث المساحة للوطن, وظَنَّ بعض المتشائمين, أن لا خلاص منه, يائسين بذلك من عودة ما تَمَّ اغتصابه, وقف الجَمع المؤمن المُفعم بالأمل, مدعوماً بالفتوى التأريخية, للمرجعية الدينية في النجف الأشرف, ليسطر أروع صور الجهاد المقدس. عند قرب من نهاية المأساة, وبدء صفحة تحرير الموصل, بدأت تساؤلات مفادها" وماذا بعد ذلك", وقد كان ذلك التساؤل, اغلبه من المتشائمين, الذين جُبِلوا على فقدان الإيمان والأمل, ولم يعلموا ان هناك من آمن بالتحرير, فلابد انه حسب حساباته, لما بعد الإيمان, فجعل من معركة الموصل, ملحمة أمة آمنت بربها, ولم يرهبها تشاؤم الفاشلين والمُحبَطين. لقد كان الصبر ترافقهُ حكمة الإصرار, للقضاء على قوى الظلام, المتمثلة بقوى الإرهاب العالمي, مع توحيد الصفوف ونكران الذات, هي القاعدة عند المُجاهدين, وبعد أن كانت بداية المعارك, من قبل سرايا محدودة الإمكانيات, أصبحت قوة ضاربة, يشهد لها أهل الخبرة والدراية, ليس في العراق بل عالمياً, في حرب الشوارع. لقد أصبحت معركة الموصل معركة أمة, وليست معركة وجود وطن, فقد تكالبت قوى الشر, التركي والخليجي إضافة للمرتزقة, من كافة أنحاء العالم, إنها حقاً ملحمة الإيمان, ضد الكفر والإلحاد, ملحمةٌ تستحق أن يُقال عنها, أنها تأريخية إنسانية. أما المفاجأة الكبرى, التي أقَضَّت مضجع الفاشلين والمتشائمين, طرح ورقة التسوية الوطنية, التي تَضعُ الحلول للتعايش السلمي, وتبعد المجرمين, من البعث الصدامي, وفلول المتعاونين مع الإرهاب. قال أحد الشعراء:" يضيق صدري بغم عند حادثة _ وربما خير لي في الغم أحياناً ورب يوم يكون الغم أوله _وعند آخره روحاً وريحاناً