حين دخل الرسول(عليه وعلى آله الصلاة والسلام) مكة فاتحا، كان أعدائه من قريش، وغيرهم يترقبون ما يفعل بهم، إلا أن النبي، كان له موقفا آخر، حين قال إذهبوا فأنتم الطلقاء، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، وكان أبي سفيان، من ألد أعداء الرسول، إلا أن النبي أراد، أن يوصل رسالة، أن من يدخل دار عدوه فهو آمن، فالرسول لا يرى مصلحة، في ملا حقة من آذاه وعاداه، لأن مشروعه السماوي أكبر، من تلك الجزئيات. وهنا علينا أن نقتدي برسولنا الكريم، في أمور ديننا ودنيانا، فنحن بحاجة إلى مشروع، يتسامى على الأحقاد، والضغائن وفتح صفحة جديدة، لتحقيق غاية كبرى، هي الوئام والسلم الأهلي، والوحدة الوطنية. ما زلنا نسمع أصوات، من زعماء شيعة وسنة، تشكك بمشروع التسوية، الذي طرحه التحالف الوطني، بححج واهية، منهم من يدعي، عدم جدية الأطراف المبادرة، وإقرار قانون الحشد الشعبي، الذي ربطوه بهذا المشروع، كأسامة النجيفي وأتباعه. وقد سمعنا من السيد العبادي، والسيد الصدر مشروعا آخر، هو(التسوية المجتمعية)وهي تشمل إعادة النازحين إلى مناطقهم، وتقديم الخدمات، حسب قول السيد العبادي، مع أن ذلك هو من واجب الحكومة، وصلا حيات رئيس الوزراء ولا يحتاج إلى مشروع، لإرجاعهم إلى مناطقهم. من قال أن التسوية السياسية الشاملة، لا تنعكس على المجتمع، ونحن في الأمس القريب، في أيام الطائفية، ذقنا مرارة الشحن الطائفي، من سياسيين موتورين، أثرت على الشارع العراقي، في القتل والتهجير على الهوية، فالمجتمع العراقي الذي يتكون من ثلاثين مليون كيف لهم أن يجلسوا، ويتفاهموا على شئ، أليس عبر ممثلين عنهم، وهم الأحزاب السياسية، المشتركة في العملية السياسية، ولا ضير في الإنفتاح، على زعماء القبائل، والأحزاب، ورجال الدين، وهذا لا يتعارض، مع وثيقة التسوية للتحالف الوطني. لم نر من الجهات المعارضة، لهذا المشروع، تقديم بديلا أفضل منه، يعالج السلبيات التي يعترضون عليها، بل نجد أن المعارضة، هي من أجل المعارضة، والتخريب لحسابات سياسية ضيقة. إن مصطلح التسوية السياسية، أو المجتمعية، أو المصالحة، وغيرها من التسميات، ليست ذات أهمية، بل المضمون الذي يندرج ضمن هذا العنوان، أو ذاك هو المهم، بأن يعالج هذا المضمون جوهر المشكلة، ويقف على أسبابها، ويتسم بالشمولية، والواقعية، والمقبولية، وعدم تقاطعه مع الدستور، وعند إطلاعنا على مسودة التسوية الوطنية، وجدنا فيها تلك المضامين، وإن ونجاحها، سيكون نجاحا للعراق، وفشلها سيرجعنا خطوة إلى الوراء، ويفسح المجال أكبر، للدول التي تتدخل في العراق.