العشرات يتظاهرون في الناصرية ويطالبون بمنع الصيد الجائر

آخر تحديث 2016-12-29 00:00:00 - المصدر: المدى برس

العشرات يتظاهرون في الناصرية ويطالبون بمنع الصيد الجائر

الكاتب: AB ,HUA
المحرر: AB
2016/12/29 12:45
عدد القراءات: 138

المدى برس / ذي قار

تظاهر العشرات في محافظة ذي قار، اليوم الخميس، احتجاجا على ظاهرة الصيد الجائر الذي تشهده مناطق الاهوار، وفيما اتهموا الجهات المعنية بالتقصير في تطبيق القوانين البيئية والزراعية، طالبوا بمنع الصيد الجائر وخاصة صيد طائر الفلامينكو.

وقال الخبير البيئي في منظمة طبيعة العراق جاسم الأسدي خلال مشاركته بالتظاهرة في حديث إلى (المدى برس)، إن "عدد من الدوائر المعنية والمنظمات المجتمعية وسكان محليون من مناطق الاهوار تظاهروا، اليوم، للمطالبة بالحد من ظاهرة الصيد الجائر للطيور ولاسيما طائر الفلامنكو، باعتباره طائرا مهما وزائرا شتويا لمناطق الاهوار".

واضاف الاسدي، أن "ما يحصل من صيد جائر بالشباك والمبيدات ولاسيما مادة الخردل السامة يعتبر مجزرة حقيقية بحق الطيور المهاجرة"، مشيرا الى "وجود تقصير واضح في تطبيق القوانين البيئية والزراعية الخاصة بالصيد ولاسيما قانوني 17 و 21، وكذلك انعدام التعاون الجدي بين الدوائر المعنية للحد من هذه الظاهرة وغياب الرقابة على الاسواق المحلية التي تتاجر بالطيور".

وطالب الاسدي، الجهات المعنية "بالحد من الصيد الجائر وتطبيق القوانين في ردع الصيادين المخالفين وعدم الاكتفاء بتوزيع البوسترات والبروشرات واصدار البيانات والتفرج على الطيور المهاجرة وهي بالاقفاص"، مؤكدا أن "دخول الاهوار ضمن لائحة التراث العالمي وتوقيع العراق عددا من أللاتفاقيات والبروتوكولات الدولية الخاصة بحماية البيئة والتنوع الاحيائي يتطلب تفعيل القوانين ونشر الوعي المجتمعي لمنع الصيد الجائر".

ومن جانبه قال مدير الموارد المائية في ذي قار المهندس حسين علي حسين، إن "ادراج الاهوار ضمن لائحة التراث العالمي يتطلب الحفاظ على بيئة الاهوار وحماية التنوع الاحيائي فيها، وهو ما دعا وزارة الموارد المائية مؤخرا لاطلاق حملة لحماية الطيور المهاجرة والثروة السمكية من الصيد الجائر"، مؤكدا أن "الحملة تهدف لتسليط الضوء على المخاطر التي تتهدد التنوع الاحيائي في مناطق الاهوار ونشر الوعي المجتمعي وتنظيم الفعاليات والنشاطات الشعبية والاعلامية للحد من مظاهر الصيد الجائر".

وشارك في التظاهرة عدد من منتسبي مركز انعاش الاهوار في ذي قار ومديرية الموارد المائية وعدد من الدوائر الاخرى التابعة لوزارة الموارد المائية وكذلك دوائر الزراعة والبيئة ومنظمات المجتمع المدني وجمعية الصيادين فضلا عن عدد من سكان الاهوار.

وكانت منظمة طبيعة العراق، حذرت يوم الثلاثاء (27 كانون الاول 2016)، من مخاطر الصيد الجائر على الطيور المهاجرة لاسيما الفلامنكو على التنوع الاحيائي في العالم، وعدته تهديدا لاستمرار وجود الأهوار على لائحة التراث العالمي، وفي حين طالبت الجهات المعنية بتفعيل دورها وحماية تلك الطيور، نفت إدارة قضاء الجبايش وقوع عمليات صيد جائر لطائر الفلامينكو في أهوار القضاء.

وكانت وزارة الموارد المائية، أكدت في (الـ26 من كانون الأول 2016)، أن صيد طيور الفلامينكو المهاجرة مخالف لالتزامات العراق الدولية، وفي حين دعت السلطات المحلية في محافظات البصرة وذي قار وميسان الى استنكار هذه الممارسة واتخاذ الاجراءات الهادفة لمنع تكرارها، طالبت بوجوب المشاركة بحملة توعية وتحمل المسؤولية للحفاظ على التنوع البيئي.

وكانت اليونسكو، قد وافقت في (الـ17 من تموز 2016)، على ضم الأهوار والمناطق الآثارية فيها، إلى لائحة التراث العالمي بعد تصويت جميع الأعضاء بالموافقة.

وبموجب قرار منظمة اليونسكو فإن الأهوار والمواقع الآثارية التي أدرجت على لائحة التراث العالمي هي أور وأريدو وهور الحمار والحويزة والأهوار الوسطى في ذي قار وميسان، الوركاء في المثنى، وهور الحمار الشرقي في البصرة.

وكانت مديرية مشاريع أهوار ذي قار، حذرت في التاسع من تشرين الثاني 2016 ، من مغبة إخراج الأهوار من لائحة التراث العالمي نتيجة عدم تنفيذ الوزارات المعنية التزاماتها المطلوبة تجاهها برغم مضي خمسة أشهر من مدة العام المحددة لذلك، في حين أعرب سكان محليون عن "خيبة أملهم" من جراء عدم تحسين واقعهم، داعين لتشريع قانون لحماية الأهوار وضمان حصة مناسبة من المياه لإنعاشها بالتنسيق مع الهيئات الدولية.

وتشكل الأهوار خمس مساحة محافظة ذي قار، مركزها مدينة الناصرية، (375 كم جنوب العاصمة بغداد)، وتتوزع على عشر وحدات إدارية من أصل 20 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية.

وتواجه مناطق أهوار الجنوب جملة من المشاكل أبرزها تذبذب مناسيب المياه ونقص الخدمات الأساس فضلاً عن ضعف الاهتمام بالثروة الحيوانية في تلك المناطق التي تشتهر بتربية الجاموس وصيد الأسماك والطيور، وغالباً ما تتعرض قطعان الجاموس إلى الأوبئة والأمراض التي تؤدي إلى نفوق عدد كبير منها ما يؤدي إلى خسائر كبيرة لمربيها.