القاهرة – ” رأي اليوم” – محمود القيعي:
ما بين إبراز والاحتفاء بتصريحات السيسي وصوره في صحف الدولة، والهجوم عليه في وسائل التواصل الاجتماعي” الاعلام البديل” جاءت صحف الخميس لتزيد القارئ حيرة على حيرته، وقلقا الى قلقه، والأيام القادمة حبلى بالجديد، والى التفاصيل: البداية من “الاهرام” التي أبرزت في “مانشيتها الرئيسي” قول السيسي: “لا أحد فوق القانون من رئيس الجمهورية الى أصغر مسئول”. ونشرت الصحيفة في صدارة صفحتها الأولى ثلاث صور للسيسي: الأولى وهو يتفقد الكوبري العائم في بور سعيد، والثانية وهو يتوسط الأطفال بالمركز الثقافي الترفيهي، والثالثة وهو يشهد أول انتاج للاستزراع السمكي.
باقي الصحف بما فيها الصحف الخاصة تماهت مع السيسي وأخباره، فكتبت “الشروق” في “مانشيتها الرئيسي” بالبنط الاحمر “السيسي: مفيش حد كبير على الحساب”.
وكتبت “المصري اليوم” في “مانشيتها الرئيسي” بالبنط الاحمر
“السيسي: أي حد يغلط يتحاسب من الرئيس لأصغر موظف”
وكتبت “الاخبار” في “مانشيتها الرئيسي” بالبنط الاحمر
“السيسي: لا أحد فوق المساءلة بما في ذلك رئيس الجمهورية”
“الوطن” أبرزت في “مانشيتها الرئيسي” بالبنط الاحمر “قول السيسي
“ستة شهور فقط هنلاقي الأمور أفضل”
وكتبت “الاخبار المسائي” في “مانشيتها الرئيسي” بالبنط الاحمر
“السيسي: الأمور تتحسن خلال ستة أشهر” وأبرزت قوله “لا أحد فوق المساءلة”.
“المساء” كتبت في “مانشيتها الرئيسي” بالبنط الاحمر: “السيسي يطلق نهر الخير على شط القناة”.
حي على العصيان
على الجانب الآخر، انتقد نشطاء بمواقع التواصل طلب السيسي الشعب بالصبر، ساخرين من المبدأ نفسه” مبدأ اعطاء مهلة”، وهو الذي أعطى مرسي أسبوعا واحدا لإصلاح الأوضاع .
الدكتور نادر فرجاني كتب معلقا: “لم يعد في القوس منزع، السلطان البائس وطغمته الفاشية أمسوا كالطاعون المميت، يعدونكم عذابات المرض والموت الحتمي عندما تمرضون، أسقطوهم ولن تخسروا الا الشقاء والتعاسة، وتكسبون الحياة والفرصة لصنع مستقبل أفضل حي على العصيان”.
تأليه الحكام
ومن الدعوات، الى المقالات، ومقال د. حسن حنفي في “المصري اليوم” “تأليه الحكام” والذي استهله قائلا: “إن أحد مصادر الاستبداد فى الحياة السياسية هو تأليه الحكام. ويضم الأسباب الدينية والتاريخية والنفسية والاجتماعية. ففى مصر الفرعونية، الفرعون ابن الشمس «مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي». ففرعون هو القادر على بناء الأهرامات والمقابر. وهو القادر على تنظيم مياه النيل للرى وقت الفيضان. فالإله بطل والبطل إله. وهو قادر على فعل المعجزات. ينحنون له ويسجدون. يسبحون بحمده ويؤلهون. ولديه الكهنة والجند. ولديه العلماء والسحرة.”
وتابع حنفي: “وقد حارب الأنبياء هذا التصور. وفرقوا بين الله والسلطان. فالله واحد، والسلاطين كثيرة. وعاد تأليه الإنسان فى اللاهوت المسيحى. فالمسيح ابن الله. الله إنسان، والإنسان إله. وعبادة الله هى عبادة الإنسان. وعبادة الإنسان هى عبادة الله. وهكذا يكون البطل مثل الإسكندر الأكبر ذى القرنين وكما يبدو فى صوره وتماثيله. فالبطل يفعل ما يفعله الإله. والإله يقوم بما يقوم به البطل. والبطولة ألوهية. والألوهية بطولة. وقد ظهر ذلك أيضا فى التشيع مثل الحاكم بأمر الله. هو واجب الطاعة، لا يخطئ. هو الإمام المعصوم كما يقول الفاطميون. والشهيد يصل إلى مرتبة الألوهية. فالشهادة هى التضحية بالنفس فى سبيل الله. يتمناها كل إنسان ليصل إلى مرتبة الألوهية”.
وتابع: “وفى الشريعة، الحاكمية لله. ولما كان الله لا يحكم بنفسه بل من خلال الحاكم تكون الحاكمية للحاكم باسم الله. ثم يصبح الحكم للحاكم، والحاكم ينوب عن الله. فيتم تأليه الحاكم الذى كان ممثلا لله ثم إلها. ويُساء تفسير «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الأَمْرِ مِنْكُم». إن طاعة الله وطاعة الرسول وطاعة الحاكم هى نفس الطاعة، وإن عصيان الحاكم هو عصيان الرسول، وعصيان الرسول هو عصيان الله. ومن ثم يكون عصيان الحاكم عصيانا لله.
وفى علم الكلام أيضا صفات الذات الإلهية سبع: العلم والقدرة والحياة، والسمع والبصر والكلام والإرادة. ويتمثل الحاكم هذه الصفات. ويصبح أعلم الناس ولا علم فوق علمه. وهو أقدر الحكام. ولا أحد يقدر على ما يقدر عليه. وهو وحده الحى الذى يحكم بالإعدام على الخصوم ومعارضى حكمه. أما أسماء الله الحسنى التسعة والتسعون فيشارك الحاكم فى بعضها مثل الحاكم ولا حاكم غيره، وهو السلام الذى يستطيع وحده عقد معاهدات السلام مع العدو الذى مازال يحتل أرض الأوطان أو يجعلها منزوعة السلاح. وهو المهيمن الذى لا يخرج عن سلطانه أحد، ولا يدانيه أحد. وكما فعل أحد الحكام العرب، وضع صورته وسط الدائرة يخرج منها تسع وتسعون صفة مثل: المجاهد، العروبى، الوطنى، المحرر، القائد… إلى آخره.”
وخلص حنفي أن
الإعلام يسهم فى تأليه الحكام بالكتابة عن عبقريتهم ووطنيتهم. ويعطى تاريخا لسيرتهم الذاتية منذ الميلاد حتى الحكم، مشيرا الى أنه لا يوجد نقد واحد أو إرشاد واحد أو تصحيح واحد لأفعال الحكام.
وتابع: “والإعلام جاهز لتأليه أى حاكم مادام يأخذ من مال الدولة والصحيفة ما يشاء. والإعلام هو السلطة الرابعة بعد التنفيذية والتشريعية والقضائية مع أولوية التنفيذية وسيطرتها على مجلس النواب.
والحاكم لا هو إله عند المبررين المداحين الإعلاميين. ولا هو مستبد عند الخصوم والمعارضين والناقدين. إنما هو بشر. يخطئ ويصيب. لا يصيب على الإطلاق كما يقول المداحون بالرغم من ظهور الخطأ فى أفعاله «قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُم»، لا إلها يُعبد، ولا خصيما يُكفّر. وقد كان الصحابة ينادون الرسول باسمه «يا محمد» دون تمجيد أو تعظيم أو تقديس. لم يأخذ حرسا بل حتى دون ألقاب. وإطلاق الألقاب خطوة نحو التأليه فى العصور التالية. وكان إذا حضر رسول قيصر لرؤيته ووجد مجموعة من الأعراب فى نفس الزى تحت شجرة سأل «أيكم محمد؟». ولا أحد يقول «صاحب السمو»، «صاحب السعادة» أو «جلالة الملك المعظم». فإذا ما استبد الحاكم الإله، قيل له: «لماذا استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟» الحاكم الإله إنما هو بشر مثلنا. يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق. وفى قلبه عبارة عمر بن الخطاب «رحم الله رجلا أرشدنى إلى عيوبى». لا يعتقله ولا يسجنه لأنه من التكفيريين. أصبح الإيمان إيمانا بالحاكم الإله والكفر بمعارضته. والكفر هو معارضة الحاكم الإله وإيمانا بالحاكم البشرى. وتأليه الحاكم مثل تعظيم شيخ القبيلة والعمدة وشيخ البلد أو مأمور القسم، الباشا، كما يطلق عليه أهالى القرية”.
واختتم حنفي مقاله قائلا: “الحكم هو مسؤولية الحاكم عن كل مواطن فى دنياه. هو مسؤوليته عن الجوع والمرض والأمية والعراء. وهذا لا يستدعى التأليه بل الرقابة على ميزانية البلاد كيف تـُصرف، والدخل القومى كيف يُوزع، وإلغاء المسافة بين الأغنياء والفقراء، والقضاء على الفاسدين والمتلاعبين بأقوات الغلابة والجياع من الشعب”.
ليلى مراد
ونختم بليلى مراد، حيث نشر محمد رجب بأخبار النجوم تقريرا عنها، نقل فيه عن ابنها قوله إنها كانت حريصة على أن تقطع أي صلة لها يمكن أن تربطها باسرائيل، مشيرا الى أنه أيام كامب ديفيد اتصلت بها اذاعة اسرائيل، لاجراء حوار معها عن السلام، فماذا حدث؟
يقول ابن الراحلة: “ردت الشغالة أم عادل على التليفون ولما أخبرت الفنانة ليلى بأن اذاعة اسرائيل على التليفون، قالت للشغالة : “روحي بسرعة واقفلي السكة في وشهم”.
وجاء في التقرير أنه ذات يوم وهي في قمة مجدها، سألها الممثل الكبير يوسف وهبي: عن سر الفستان الأسود الذي ترتديه باستمرار وتقابل به جماهيرهان وما هو اللغز وراء هذا اللون الاسود الذي لا تغيره؟
فما كانت من ليلى الا أن بكت بعنف، لأنها تذكرت الحادثة الأليمة التي أودت بحياة إحدى صديقاتها فجأة، وكانت سببا في ارتداء ليلى الفستان الأسود، وكان موت تلك الصديقة أول فراق تتجرعه في حياتها.