عمار جبار الكعبي يكتب: ما خفي من كلام الخفاف !

آخر تحديث 2016-12-31 00:00:00 - المصدر: مقالات عراقية

عمار جبار الكعبي  التلميح هو من صفات العظماء ، بينما لم يكن التصريح من صفاتهم ، هكذا اعتدنا على خطاب مراجعنا ، فهم يعطوننا الخطوط العامة بأشارات بسيطة لنعلم اي الطرق هو اصلح ، سواء في القضايا الحساسة ، ام القضايا المصيرية كتغيير رئيس الوزراء سابقاً ، حتى في احلك الظروف كانت تطالب بالتغيير وانتخاب الاصلح وترفعت عن ذكر الأسماء الإيجابية او السلبية ، لانها تعلم ان الجمهور عند اول انتكاسة بسبب تصرفاته العفوية الغير مدروسة سيلقي باللائمة على المرجعية من جهة ، وكذلك سيتسبب التفصيل بزرع الفرقة بين الشركاء ، كون حتى الشيعة يتوزعون من ناحية التقليد بين عدة مراجع ، ولهذا فلا تريد ان تفرض رأياً قد يعتقد غيرها بما ينافيه ، فهي تفتي وتعطي التوجيهات ، ولكنها غير ملزمة بالتفسيرات والتأويلات والإسقاطات التي تنتج عن خطابها ، وهذا ليس عيباً في خطابها ، بل حتى القرآن الكريم حمال أوجه كما قال امير المؤمنين (ع)  هذه إشارة بسيطة الى فلسفة بيانات وخطب المرجعية ، اذ كما سلف فأنها تعتمد التلميح لا التصريح ، وهو ما ينطبق على السواد الأعظم من بياناتها سواء الصادر من منبر الجمعة على لسان الناطقين ( الكربلائي والصافي ) ، او باقي معتمدي المرجعية من جهة اخرى ، وتفسير بياناتها ورسائلها الضمنية متوقف على فهمنا ومتابعتنا ومعرفتنا لسلوك وفكر المرجعية ، فمنهم من يفسر حسب هواه وبما ينسجم مع مصالحه ، فينتقي من خطابها ما يراه مناسباً ، ليغض بصره عما سواه ، ومنهم من هو متمسك برؤيتها وجميع بياناتها ، وهذا الامر يثار كلما كان هنالك أمر مهم يشغل الرأي العام وذو أهمية لمصير المجتمع والوطن كموضوع التسوية المطروح الان  الشيخ الخفاف احد وكلاء المرجعية الدينية ، والمعروف بقربه الشديد من بيت المرجع الأعلى بالتحديد ، عقب على زيارة وفد التحالف الوطني الى النجف الأشرف لزيارة المراجع العظام ، ليثير كلامه موجة من التفسيرات والتأويلات لعدم زيارة الوفد للمرجع الأعلى ، والاكتفاء بزيارة المراجع ( الحكيم والفياض ، والنجفي ) اطال الله أعمارهم ، في هذا عدة نقاط ، ان الوفد لا يمكن ان يذهب الى النجف الأشرف ليقف على باب المرجع الأعلى ويحرج نفسه ويحرج المرجع ، ويضع نفسه في هذا الموقف الذي لا يحسد عليه ، ففي حياتنا العامة نحن لا نزور احد الا وقد اتفقنا على موعد ورخصة بالزيارة ، فكيف ذلك بوفد بهذا المستوى يزور المرجع الأعلى ، وكما تم توضيح ذلك من الجانبين ، على لسان الشيخ الخفاف حين قال ان الوفد يعلم ان المرجع الأعلى لا يُستقبل احد لنفس الأسباب الموضحة سابقاً ، وكذلك وضح التحالف ان زيارة المرجع الأعلى لم تكن على جدول أعماله ، لانه يعلم بما تقدم ، وكذلك لكيلا يحرج نفسه ومرجعه .  هنالك فرق بين ان المرجعية لا ترى مصلحة في زُج اسمها في التسوية ، وبين ان المرجع رافض لها ، فالأول هو عين الصواب لكيلا يكون المرجع طرفاً بها ، لان هذا الموقف سيجعلها تفقد ابويتها للجميع في ظل هذا الاختلاف بين المؤيدين والمعارضين ، وهو ما اعتدناه من مرجعيتنا ان تبقى الإطار الجامع للجميع رغم اختلافهم ، وهذا ما يتناسب مع مكانة المرجعية الأبوية التي لا تفضل ابناً على اخر .