في سابقة أثارت الإعجاب في نفوس الصحفيين العراقيين والبغض والحسد في نفوس من كانوا يريدون الاساءة الى مسيرة وعمل نقابة الصحفيين بحجج وذرائع ونوايا مبيتة خاصة أولئك المأفونين الذين إستلموا الأثمان مسبقا وأسسوا كيانات بائسة إستخدموها لأغراض دنيئة في بغداد وحاولوا تفريق الصف الصحفي الوطني، دخل الزعيم العراقي سماحة السيد مقتدى الصدر الى المبنى العتيد لنقابة الصحفيين العراقيين في العاصمة البهية بغداد وكان في إستقباله سعادة رئيس إتحاد الصحفيين العرب الأستاذ مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين والزملاء أعضاء مجلس النقابة والعاملين فيها الذين سعدوا بلقاء سماحته وكان لي شرف الإستماع الى حديثه القيم عن حرية التعبير وحق الوصول الى المعلومة والدعوة الى حماية الصحفيين وتطبيق قانون حمايتهم وقد تبادل أطراف الحديث مع نقيب الصحفيين في قضايا عدة ذات صلة بدور وسائل الإعلام في دعم الأمن والسلم الأهلي، ونشر مفاهيم التسامح والتواصل بين العراقيين بعيدا عن المسميات الطائفية والعرقية، وترسيخ روح المواطنة التي نحتاجها في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الدولة العراقية . السيد الصدر كان حريصا على الإطلاع على ما يواجهه الصحفيون ووسائل الإعلام الوطنية من تحديات جمة ومخاطر جسيمة، وفي هذا الشأن فقد إستمع الى شرح واف من السيد النقيب الذي صارحه بما يعانيه الصحفيون ووسائل الإعلام، ونوع التحديات القاسية على مستوى الأمن الشخصي والوضع الإقتصادي الذي يفرض نوعا جديدا من التحدي مشابه في تأثيره لما تفرضه السياسة ورجالاتها الذين يريدون ما يخالف مباديء العمل الصحفي . وقد أشاد السيد الصدر بتضحيات الصحفيين ودورهم وماقدموه خلال السنوات الماضية، وأعلن رفضه الصريح لأي شكل من أشكال التهديد التي قد تطالهم وتوقف مسيرتهم ودعا الحكومة والبرلمان لممارسة الدور الذي عليهما لدعم الصحفيين ووقف كل إنتهاك من شأنه تعطيل ذلك الدور أو وقف مسيرة العطاء المضمخة بالدماء منذ 2003 وحتى اليوم . من أهم الرسائل وأولها التي بعثها و أطلقها السيد الصدر من نقابة الصحفيين العراقيين هي المعبرة عن التضامن مع الأسرة الصحفية في معركتها من أجل الحرية وبناء الدولة الحديثة ، ولعل الرسالة التي كنا نناضل من أجلها المتمثلة بوقف الأبواق الماجورة التي كانت تهاجم النقابة وتحاول تعطيل مسيرتها برغم كل إنجازات المرحلة السابقة وليس من أجل الوطن بل من اجل مصالح شخصية مكشوفة ومعروفة ، وقد تلقى القائمون عليها الثمن من خارج العراق وداخله ، وتأتي زيارة السيد الصدر الى مبنى النقابة لتاكيد أنها الجهة الوحيدة والوجهة الصحيحة التي يمكن أن تكون مكانا ملائما لإعلان موقف ورؤية في شؤون السياسة والصحافة وتحديات الواقع الجديد ، وهي تعبير عن فهم عميق وإدراك واع من قبل سماحة السيد الصدر لذلك الدور والتأثير ، ولعل هذه الزيارة هي الأهم من بين زيارات عديدة يقوم بها مسؤولون في الدولة الى مقر النقابة من حين لآخر لإرتباطها بنوع ودور وحضور وتأثير السيد الصدر الديني والسياسي والإجتماعي خاصة وهو يقود حملة لإصلاح الدولة ومواجهة الفساد . كل الرسائل التي فهمناها وتلك التي نحتاج الى وقت لإدراك مغزاها العميق وصلت لأصحابها ، ولكن الحتمي والحقيقي هو أن المستفيد الأول هم الصحفيون ودورهم الذي ترسخ أكثر وتعمق بعد سنوات طويلة من العطاء الثر والتضحية والدماء .