عمليّات الموصل تستأنف اندفاعتها بتحرير 5 أحياء مستعينةً بالاتحاديّة والتدخّل السريع
المدى برس/ بغداد
قبل أيام من نهاية عام 2016 استأنفت القوات العراقية عملياتها لتحرير الاحياء الشرقية من مدينة الموصل بعد اسابيع من توقف عزته أطراف عراقية الى ظروف المناخ، فيما ارجعته اطراف امريكية الى شراسة القتال وحاجة القوات العراقية لالتقاط الانفاس.
استئناف العمليات، الذي اسفر عن تحرير 5 أحياء، لم يحمل جديدا على مستوى الخطة العسكرية التي بقيت تراوح بالاعتماد على قطعات مكافحة الارهاب في محور العمليات الشرقي، الذي شهد زج قطعات من الشرطة الاتحادية والتدخل السريع.
وحتى التقدم الطفيف الذي شهده المحور الشمالي، حيث تتمركز إحدى فرق الجيش العراقي وإلى جانبها حشد النجيفي، شابته اخطاء عسكرية اوقعت ضحايا في صفوف المدنيين.
وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي، السبت، إن معركة تحرير الموصل من داعش دخلت مرحلة الحسم، لاسيما أن التنظيم "يعاني انكسارات بين صفوفه".
وبحسب مسؤولين محليين، فإن التغيير الوحيد الذي حدث، مع عودة العمليات بعد توقف دام لاكثر من اسبوعين، هو زج قطعات من الشرطة الاتحادية مع الجيش في جنوب الساحل الايسر.
كذلك تحركت الفرقة 16، المتمركزة شمال الموصل، نحو بعض القرى، لكنها اخطأت الهدف للمرة الثالثة منذ انطلاق العمليات واوقعت ضحايا من بين المدنيين.
وعطلت موجة الأمطار وسوء الطقس، في آخر أُسبوع من العام الماضي، خطة جديدة كانت تقضي بتنفيذ هجوم متزامن على مركز الموصل من 5 محاور.
وكان من المفترض ان تسمح الخطة بإشراك 5 آلاف جندي أميركي في المحور الشمالي، واشتراك الحشد الشعبي في المحور الغربي لتعويض الفراغ الذي تركته الشرطة الاتحادية بعد نقلها الى شرق الموصل.
وقال قائد أمريكي، الاسبوع الماضي، إن القوات العراقية ستستأنف هجومها ضد داعش في شرق الموصل خلال الأيام المقبلة في إطار مرحلة جديدة من العمليات.
واضاف اللفتنانت كولونيل ستيوارت جيمس، وهو قائد كتيبة مقاتلة تساند قوات الأمن العراقية على الجبهة الجنوبية الشرقية "حاليا نقوم بنشر القوات والعتاد إلى داخل شرق الموصل... سيحدث ذلك خلال الأيام المقبلة."
وقال الجنرال الاميركي "إذا حققنا نجاحا كبيرا في اليوم الأول واكتسبنا قوة دفع فقد تسير العملية بسرعة كبيرة. لكن إذا حاربت داعش بضراوة في اليوم الأول واصطدمنا بعوائق واضطررنا للعودة والقول إن هذه لم تكن النقطة الصحيحة للاختراق فقد يتطلب الأمر وقتا أطول."
وكانت القوات الامريكية في العراق قالت، مؤخرا، إن الاندماج بين القوات العراقية وصل لمستوى لم يسبق له مثيل، معتبرين ان ذلك سيساعد على تنسيق عمليات الاستطلاع والدعم الجوي وحركة القوات.
وقال الجنرال ستيفن تاوسند، قائد قوات التحالف الدولي في العراق، قبل ايام، بان المستشارين العسكريين "نصحوا القوات العراقية بالتوقف واخذ قسط من الراحة".
وكشف مسؤولون موصليون لـ(المدى)، اواسط كانون الاول الماضي، عن تعهد أميركي بتقديم المزيد من الدعم الى القوات العراقية لكسر جمود العمليات.
ويخشى المسؤولون المحليون من تعرض جهاز مكافحة الإرهاب، صاحب الثقل الأكبر في عمليات الساحل الأيسر، الى استنزاف قوته في حال استمرت العمليات لفترة أطول من المتوقع.
اندفاع بعد توقُّف
واندفعت قوات مكافحة الإرهاب والقوات المتجحفلة معها بشكل سريع، نهاية الاسبوع الماضي، ومازال التقدم مستمرا حيث تم تحرير عدد من المناطق في شرق وشمال المدينة.
ويقول خلف الحديدي، عضو مجلس محافظة نينوى، ان الخطة العسكرية الجديدة تفترض لقاء القوات في الساحل الايسر قرب نهر دجلة بمسافة 2 كم،اذ يعتقد ان تلك المناطق هي مركز تواجد المسلحين.
واضاف الحديدي، في مقابلة هاتفية مع (المدى) امس، ان "جهاز مكافحة الارهاب بدأ سريعا بتنفيذ الخطة وحرر أحياء القدس الاولى والثانية".
وفي تطور لاحق، يوم امس، اعلن الجهاز تحرير حي الكرامة في جنوب الساحل الايسر.
معركة التحام في حيّ القدس
وأكد المسؤول المحلي ان "مكافحة الإرهاب خاض معارك شرسة ضد داعش في حي القدس وقتل 175 مسلحا"، مشيرا الى ان "قوات الجهاز تركت البنادق واستحدمت الرمانات اليديوية بسبب قرب نقاط التماس مع المسلحين".
واعتبر حي القدس من اكثر الاحياء التي كان التنظيم يحرص على عدم خسارته إذ دفع بالعناصر الاجنبية لمقاتلة القوات العراقية.
ونشر داعش مؤخرا، عناصر محلية في الموصل، بسبب تكتيك جديد استخدمته القوات العراقية، بتغيير اتجاهات الطرق وغلقها بـ"الكونكريت" مما عقّد الامر على المسلحين الاجانب.
ولم يشهد حي القدس نزوحا واضحا للسكان، حيث فضل سكنته ملازمة منازلهم.
بالمقابل يقول الحديدي ان "الخطة الجديدة تضمنت إدخال قطعات من الشرطة الاتحادية في جنوب الساحل الايسر مع الفرقة 9"، مبينا انه "من المفترض ان تلتقي تلك القطعات مع مكافحة الارهاب في مناطق قرب نهر دجلة".
وأعلن قائد عمليات (قادمون يانينوى) الفريق الركن عبدالامير يارالله، امس، ان قطعات فرقة الرد السريع التابعة لقوات الشرطة الاتحادية حررت أحياء يونس السبعاوي ويافا جنوب شرق الموصل.
والتقت وحدتان من قوات النخبة، يوم السبت، في شرق الموصل لتتقدما معا باتجاه نهر دجلة، بحسب ما صرح ضباط كبار في هذه القوات.
ووصلت قوة من فرقة الرد السريع، التابعة لوزارة الداخلية الى الطرف الشمالي من حي الانتصار، بينما وصلت قوات مكافحة الارهاب الى الطرف الجنوبي من حي القدس.
والانتصار والقدس من احياء شرق الموصل. وسيطرت القوات العراقية على العديد من المناطق في هذا الجزء إثر الهجوم الذي بدأته في 17 تشرين الاول/اكتوبر.
وقال اللواء مهدي عباس عبدلله، قائد الفوج الثاني في قوة الرد السريع، "تم تمشيط حي الانتصار بشكل تام (...) سنشكل جبهة موحدة للتقدم باتجاه النهر".
من جهته، قال المقدم أثير البصري ان قوّتي الرد السريع ومكافحة الارهاب اصبحتا الآن في الشارع نفسه الذي يفصل بين حيي القدس والانتصار وتعتزمان التقدم نحو نهر دجلة.
ويرى خلف الحديدي ان "الخطة الجديدة لم تكتمل بعد، اذ كان من المفترض ان تتحرك كل المحاور في الساحل الايسر، لكن لم يتحرك فعليا سوى محورين".
أخطاء الفرقة 16
وينتقد المسؤول المحلي الفرقة 16، المتمركزة في شمال الموصل، مشيرا الى انها تحركت لتحرير عدد من المناطق والقرى، لكنها اصابت عددا من المدنيين وهدمت منازل في قضاء تلكيف.
وأكد مسؤولون محليون ان قصفا عن طريق الخطأ للفرقة 16، الاسبوع الماضي، اوقع ضحايا بين صفوف المدنيين من اهالي حي القاهرة الذي حرر قبل 15 يوما، كما كانت الفرقة قد ارتكبت الخطأ نفسه في "تلكيف" مع بداية المعارك قبل اكثر من شهرين.
ومازال مركز قضاء تلكيف تحت سيطرة داعش، ويتوقع الحديدي ان تستخدم القوات ذات التكتيك الذي استخدمته البيشمركة لتحرير ناحية بعشيقة ، إذ ستبدأ بتطويقها بشكل كامل قبل اقتحامها.
الهروب من الساحل الأيسر
بدوره يرجح أحمد الجربا، النائب عن محافظة نينوى، ان تنتهي معركة الساحل الايسر بشكل سريع، بعد خسارة داعش مناطق ستراتيجية.
وقال الجربا في تصريح لـ(المدى) امس، ان "داعش لن يدخل حرب استنزاف، فخسارة مناطق مهمة في الساحل الايسر سيدفعه لركوب الزوراق والانتقال الى الجانب الايمن".
ورجح ضباط عراقيون، السبت الماضي، استكمال تحرير الجانب الأيسر للموصل خلال الأيام المقبلة، مؤكدين عدم وجود عوائق كبيرة تحول دون تقدم القوات.
وتوقع النائب الجربا عدم فتح جبهات اخرى حاليا، متوقعا ان تكون معارك "الساحل الايمن" اكثر صعوبة، عازيا ذلك الى "عدم وجود خطة واضحة حتى الآن للتعامل مع تلك المناطق، كما تم التريث بإشراك الحشد الشعبي".
من : وائل نعمة.