منطقة حُرِّرت 4 مرّات تتحوّل إلى خاصرة رخوة تهدِّد الأمن في صلاح الدين

آخر تحديث 2017-01-08 00:00:00 - المصدر: المدى برس

منطقة حُرِّرت 4 مرّات تتحوّل إلى خاصرة رخوة تهدِّد الأمن في صلاح الدين

المدى برس / بغداد 

منذ عامين والقيادة العسكرية تعلن أكثر من مرة عن تحرير وإعادة السيطرة على بلدة صغيرة تقع الى الشرق من مدينة تكريت. وتبيّن في ما بعد ان هذه البلدة أصبحت نافذة لعودة الخروق الامنية الاخيرة التي شهدتها مناطق مختلفة من محافظة صلاح الدين.

وتقع البلدة الصغيرة، ذات الجغرافية المعقدة، على حدود محافظتي صلاح الدين وديالى، وتناوبت على تحريرها، منذ عام 2015، قوات من المحافظتين بالاضافة الى الحشد الشعبي. وحتى اللحظة يؤكد مسؤولون محليون أنها مازالت تمثل مصدر تهديد للجميع.

وللمرة الثالثة، خلال أسبوع واحد، تشهد صلاح الدين خروقاً خطيرة في مناطق تم تحريرها منذ اكثر من عام. ويعتبر الهجوم على مركز لشرطة في قضاء الدور، الذي تتخذه قيادة عمليات شرق دجلة مقراً لها، آخر الخروق.

ويعزو مسؤولون محليون الهجمات الاخيرة في صلاح الدين، الى وجود جيوب لداعش في مناطق شرق وشمال المحافظة. وان التنظيم بات يعيد تنظيم مجاميعه لمهاجمة المناطق المحررة.

واعتبر المسؤولون التفاف المسلحين على صلاح الدين محاولة لفك الضغط عن الموصل. وتحدثوا عن ضعف واضح في الجانب الاستخباري لدى القوات الماسكة للأرض بعد أن تم تحريرها منذ أكثر من عام.

وكان التنظيم  قد حاول، قبل أيام، عزل الموصل عن باقي المحافظات، بعد سيطرته على طريق ستراتيجي بين بغداد والموصل، لعدة ساعات، قبل ان تستعيد القوات العراقية سيطرتها عليه.

وقتل ثلاثة من منتسبي الشرطة المحلية بينهم ضابط برتبة مقدم، مساء الاثنين الماضي، بهجوم شنه 4 مسلحين يرتدون أحزمة ناسفة على مركز للشرطة في حي السكك وسط سامراء.

وطوقت القوات الامنية مركز الشرطة وحاصرت الانتحاريين، وجرى تبادل لإطلاق النار استمر لعدة ساعات. وفرضت السلطات حظرا مؤقتا للتجوال، تم رفع في اليوم التالي.

واعتبر أحمد الكريّم، رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، مؤخرا، أن تكرار الخروق الامنية في مدينة سامراء أمر "غير مقبول" في ظل تواجد عدة قوات امنية وأطواق حماية. وأشار الى أن "تداخل المسؤوليات وعدم الانسجام يفقدنا السيطرة على الأوضاع ويفيد العدو".

وطالب رئيس مجلس صلاح الدين بـ"حصر السلاح بيد الدولة وتوحيد القرار الامني، وجعل مدينة سامراء منزوعة السلاح".

جيوب داعش

وكشفت أول انتكاسة تعرضت لها القوات العراقية بعد تحرير الشرقاط والقيارة في ايلول الماضي، عن وجود "جيب داعشي" بطول 30كم يمتدّ بين تكريت وكركوك.

وكان مسلحون  قد عادوا للسيطرة على قرية الزوية، بعد 24 ساعة من تحريرها، وبعد أسبوع من تحرير الشرقاط، الذي تقع القرية في شريطه الجنوبي. وأعلنت القوات العراقية، آنذاك، عن "انسحاب تكتيكي" من تلك القرية.

ويقول سبهان ملا جياد، عضو مجلس محافظة صلاح الدين، انه "بعد معركة  تحرير آمرلي في ايلول 2015 لم تجر عملية حقيقية ضد داعش باستثناء العمليات في بيجي".

واعتبر ملا جياد، في تصريح لـ(المدى) امس، ان "كل المعارك التي جرت بعد ذلك كانت قد شهدت انسحاب المسلحين من المدن والاختفاء في مناطق جغرافية صعبة".

وكانت القوات العراقية، التي حررت الشرقاط في ايلول الماضي، قد تركت نصف مساحة القضاء بيد داعش. ولم تكمل القوات التي حررت القوات قضاء بيجي، اواخر 2015، تقدمها وتركت ثلاث قرى بين جبال مكحول ونهر دجلة، بضمنها قرية الزوية.

وما يزال تنظيم داعش يحكم قبضته على مجموعة قرى في منطقة الفتحة التي تربط محافظة صلاح الدين بكركوك.

واعتبر عضو مجلس صلاح الدين ان "ترك الحويجة، والساحل الايسر من الشرقاط من دون تحرير هو خطأ عسكري يهدد امن القوات في الموصل والسكان في صلاح الدين".

ويتعرض قضاء الشرقاط، بشكل شبه يومي، الى هجمات بقذائف الهاون، تنطلق من الساحل غير المحرر الذي يتصل مباشرةً، عبر مناطق مفتوحة، بقضاء الحويجة.

عقدة مطيبجة

واتضح ان الهجوم الاخير الذي تعرض له قضاءيي الدور وسامراء، نتج من تسلل مجاميع مسلحة من بلدة "مطيبيجة"، الواقعة بين صلاح الدين وديالى.

وأكد ونس الجبارة، القيادي في حشد تكريت، ان "تلك المنطقة محررة بشكل رسمي لكنها مازالت تضم جيوبا مسلحة".

وأكد الجبارة، في تصريح لـ(المدى)، ان "تلك البلدة الحدودية مع ديالى تتمتع بجغرافية صعبة تسمح للمسلحين بالاختباء فيها".

وكانت القيادة العسكرية والحشد الشعبي  قد أعلنا، في آذار عام 2015 تحرير البلدة. وبعد ذلك، تم الاعلان عن تحرير المنطقة للمرة الثانية، وذلك بعد بـ4 أشهر من الاعلان الاول، كما اعلن مرة ثالثة عن تحرير المنطقة، في آب العام الماضي. وقبل 3 أشهر، اعلن مجددا استمرار تطهير "مطيبجة".

لكنّ الجبارة، الذي يشرف على فصيل محلي يتبع للحشد الشعبي، يرى ان "الخروق الاخيرة في المحافظة قد تكررت في معارك الرمادي والفلوجة".

واضاف "تلقينا في تلك المرحلة نتائج انكسار داعش، التي حاولت ايضا مهاجمة المدن المحررة"، منبها الى ان "هناك قوات كافية واخرى اضافية لمسك الارض او في الحالات الطارئة".

ويؤكد القيادي في الحشد الشعبي ان "الاعتداءات الاخيرة في الدور والشرقاط، لم تستمر سوى ساعات قليلة"، معتبرا ان "داعش غير قادر على احتلال منطقة او التواجد فيها اكثر من ساعتين".

من .. وائل نعمة