قال المتحدث باسم رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر، صلاح العبيدي، إن العدو الأساس للتيار الصدري هو الاحتلال الاميركي، وداعش، والقاعدة، وليس المالكي.
وزاد على ذلك أن “الاستجوابات ظاهرة قانونية جيدة وبينها استجواب محافظ بغداد علي التميمي الذي ينتمي لنا”، لافتاً إلى أن “لدينا لجنة اقتصادية تعمل على تمويل نشاطاتنا”.
وشدد العبيدي، على أن “الصدر رفض التدخل في الشأن السوري عبر حماية مرقد السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب (عليهما السلام).
ولفت إلى أن “انسحاب الاحرار من التحالف؛ لعدم تطبيق المشروع الصدري الإصلاحي داخل التحالف”، مشيراً إلى أن “الإصلاحات الحكومية الحالية غير حقيقية من أجل الارضاء”.
نص المقابلة:-
– ما رأيكم بالإصلاحات التي قام بها العبادي؟
العبيدي:- لا يمكن ان نسمي ما حصل في التشكيلة الحكومة العراقية او منظومة الإدارة في الوزارات بالإصلاحات، بل هي محاولة لاسترضاء الجماهير الغاضبة، التي تطالب بالإصلاح، وإلى الآن عشرات إذا لمن نقل مئات من المفسدين مازالوا يتمتعون بصلاحيات بالحركة، ويعانون من انتفاخ كبير في ارصدتهم في البنوك، ولا تطالهم المساءلة القانونية، ومن المفروض ان الإصلاح يكون ضد المفسد، لكن مع ذلك نقدر ان رئاسة مجلس الوزراء المتمثلة بالعبادي متعرضة إلى ضغوط كبيرة تجعله يتلكأ في مشروع الإصلاح.
– ماذا تنصحون رئيس الوزراء كي يكون الإصلاح جدياً؟
العبيدي:- وضعت مشاريع تفصيلية كاملة على طاولته، ويجري نقاش بشأن الالية المتبعة في تنفيذها، لكن الوضع الأمني للبلد من جهة وهناك التدافعات السياسية، ووجود شخصيات تقف ظهير للعناوين المفسدة، وتأبى أن يكون عليها بالمحاسبة بعد المراقبة، فكل هذه المعوقات تجعل عملية الإصلاح معوقة إلى حد كبير.
– لماذا لا تتصالحون مع نوري المالكي؟
العبيدي:- بعض وسائل الاعلام تستفاد لترويج خلاف التيار الصدري مع المالكي، على انه نفسي سيكولوجيي مبني على ردود أفعال منطقية أو غير منطقية هذا الأمر مبالغ به على نحو كبير وهو غير صحيح، فالعدو الوحيد الذي يجب محاربته، ونجده عدو في كل الظروف، وهو الاحتلال الاميركي، وثم بعد ذلك يأتي الاحتلال الداعشي او القاعدة, والجهات التي تريد انتهاك حرمات العراق أو بأي صورة احتلال اخر, فنحن بالرغم من التطاول الذي صدر من البعض في ظروف وسنوات سابقة، أن كان تطاولاً ميدانياً او إعلامياً بانتهاكات واعتقالات وإلى ذلك، فنَعِدُ كل الأطراف عراقية، ونتعامل معها بحسب المواقف التي تتبناها، اذا كانت صحيحة وجيدة وفيها مستواً من النتاج الإيجابي، وليس مضرة مئة في المئة، فيمكن أن نمتدحه ونَعِدهُ إيجابياً, لكن اذا كان الأمر فيه تغطية على المفسدين والفساد ورضاً باليات تنخر بالدولة العراقية، فتكليفنا الشرعي أن نكون ضده كان من يكون أن كان المالكي او غيره، والمفروض أن هناك التفاتة إلى المواقف السابقة التي تسببت بنخر الفساد في مفاصل الدولة، وفي عام 2009 قال المالكي إن السنوات الماضية كانت لنا صولة فرسان ضد الميليشيات، وهذه السنة ستكون لدينا صولة ضد الفساد والمفسدين، بحضور عدد من القيادات العسكرية وغيرها، وتفاءل العراقيون خيرا بهذه الصولة المزعومة، ولكن في الحقيقة لم تكون ضد المفسدين بل كانت معهم، تعيث بمقدرات العراق يميناً وشمالاً، وهذا الامر لا يختلف عليه أحد، لربما لا من يدافع عن رأي المالكي، انه لا يوجد فساداً وما يعبر عن فساد فهو مبالغ فيه، في حين أن الفساد الواقعي هو ليس من صور الفساد البالغ بل من فعل الفساد بالغة في فساده.
العبيدي: استجواب محافظ بغداد قانوني
– ما رأيكم في استجواب محافظ بغداد؟
العبيدي:- انا اعتبره امراً قانونياً وروتينياً، ويمكن ان يؤدى بأي طريقة صحيحة حتى وان كانت هناك اتفاقات سياسية، فالأمر يجب ان يخضع للضوابط القانونية سلباً او إيجاباً، ولا دخل لنا بهذا الموضوع.
– العبيدي: سرايا السلام جزء من الحشد
ما مصير سرايا السلام ما بعد اندحار داعش؟
العبيدي:- سرايا السلام هي جزء من الحشد الشعبي، وارتباطها بالحشد ونسبة تمويلها قليلة من هيئة الحشد الشعبي، اما الكم الأكبر من التمويل والتسليح، هو من تبرعات شعبية موجودة في صناديق تدعمهم وعلاقتهم بالحشد الشعبي أعطت مقتدى الصدر ان يكون وسيطاً من اجل سن قانون هيئة الحشد الشعبي، الذي ظهر في اطار عام من ثلاث نقاط, لكن مقتدى بعد الثقل الذي اعطية له من الكثير من الأطراف المتخوفة من الحشد من أبناء السنة غيرهم، على اعتبار المتابعة الدقيقة والرقابة والمحاسبة لمن يريد الإساءة لسرايا السلام، لكن اثبت ان سرايا السلام تعمل على نحو متوازن، فأعطت ثقة ان القيادة لهذا المكون تستطيع ان تدافع عن حقوق الناس، ومن جهة أخرى لقاء الصدر بقيادات الفصائل المسلحة، وما عرض في ذلك اللقاء بما يمكن ان يفصل به قانون الحشد الشعبي، وقبلوا به أعطته الفرصة ان يقدم هذه التفاصيل بعد كتابتها إلى الرئاسات الثلاث ورئاسات الحشد الشعبي، للعمل وفقها وضمان حقوق للحشد الشعبي بعد اداءه الوطني الكبير، وبنفس الوقت عليه واجبات ان يقوم بها، ويحاسب من يخالف منظومة الحقوق والواجبات وبحسب القانون المسن.
– ما رأيكم بالتحالف الوطني؟
العبيدي:- التحالف الوطني كان واضحا في أكثر من موقف واكثر من مرة، واخره اجتماع كربلاء، فعبر الصدر عندما خرج منه أن الأداء في التحالف الوطني افرز عدم اطلاع القيادات التي حضرت الاجتماع على واقع الناس وما عانوه.
العبيدي: انسحاب الاحرار استراتيجي
– لماذا انسحبتم من التحالف الوطني؟
العبيدي:- بعد الحلة الجديدة التي جاء بها التحالف بقيادة عمار الحكيم للتحالف، قدم مقتدى الصدر (14) نقطة كمشروع عملي من اجل تحسين الأداء، وتغيير الجانب السلبي إذا كان موجوداً على نحو واقعي داخل التحالف، لكن لم تعطى تلك النقاط اهتماماً، وكان هناك مماحكات على نقطتين أو ثلاث, في النقاط الـ(14) بينها وجوب أن تكون هناك مرجعية عراقية واضحة هي التي ترعى التحالف، فيغلب رأيها في حالة اختلاف الآراء, فهمنا ان تكون هناك مرجعية قريبة تعرف معاناة المجتمع العراقي وشاركت في المدة السابقة في دعم التحالف، ودعم العملية السياسية، ويمكن ان تكون راعية له، فالأخوة في التحالف لم يقبلوا مدعين ببعض النقاط، لذلك هذا هو السبب في تعليق الاحرار اجتماعاتهم مع التحالف الوطني, ما قدمه الصدر من نقاط في بيانه قبل عدة أيام هي محاولة لرأب الصدع وسد الهوه الموجودة ما بين المرجعية وما بين التحالف الوطني، بعد ان رفضت المرجعية لقاء قيادة التحالف لا شخص قيادة التحالف بل عنوان قيادة التحالف، فتحاول المرجعة ان تبدي عدم رضاها؛ من أجل أن يغير هؤلاء سلوكياتهم, وهذا ما حاول مقتدى الصدر ان يترجمه على نحو تفصيلي، والمرجعية ليست لها احقاد ضد التحالف، فالمرجعية تريد أداء افضل، واتباع أساليب جديدة، فعليكم بتحسين هذا الأداء وعدم التغطية على المفسدين، والتفكير بالمصلحة العامة، لذلك اذا استطاع قادة التحالف الوطني ان يجلسوا جلسة محاسبة للذات على ضوء هذه النقاط وغيرها، فيمكن ان يكون للصدريين تعاوناً مع التحالف، ومقتدى الصدر أشار في النقطة رقم (9) أن ما علمناه وفهمناه ان المرجعية تمثل الرأي العام للشارع، وعدم المقابلة مع التحالف تبين ان الشارع العراقي أيضا لديه رفض على طريقة الأداء، والشخصيات والفساد والمفسدين فيجب الوقفة مع الذات للتصحيح، وكما أن مقتدى الصدر، بهذا الموقف أراد ان يسد الهوه لان هناك أصوات في داخل التحالف، مع شديد الأسف بدأت تنادي ان لا حاجة لنا اليوم بمرجعية دينية، وبأنهم أصبحوا أحزاب قوية او كتلة قوية او شخصيات قوية تبوب بخوض العملية السياسية بعيدا عن المرجعية، خشيتا من ان تتعالى هذه الأصوات وتؤثر على باقي شخصيات التحالف ومكوناته، فقدم سماحة السيد الـ(14) نقطة كمشروع إلى التحالف للعمل من اجل إعادة ثقة المرجعية به.
العبيدي: الصدر يعد حماية زينب تدخلاً بالشأن السوري
– :- ما تعليقكم بشأن ارسال بعض فصائل الحشد الشعبي إلى سوريا للقتال؟
العبيدي:- لدينا موقف واضح بشأن هذا الموضوع، ومن قبل دخول داعش إلى مدينة الموصل وصلاح الدين، فبعض الفصائل طلبت من الصدر ان تكون هناك مشاركة في سوريا تخوفاً من اعتداء سيكون على مرقد السيدة زينب، إلا أن الصدر عده تدخلاً في الشؤون الداخلية لدولة أخرى، وقال: لو كان هناك من الأطراف السورية في داخل الشأن العراقي لرفضته، فكيف ارضا لنفسي عليهم من ما ارفضه لغيري، وهذا موقف واضح جدا لا نقبل النقاش فيه.
العبيدي: لدينا لجنة اقتصادية
:- هل لديكم لجنة اقتصادية في التيار الصدري؟
العبيدي:- نعم، لدينا لجنة اقتصادية في حين ليس لدينا تمويل خارجي، وانما لدينا مشاريع عمل عديدة بعضها بدأ من زمان محمد صادق الصدر، والبعض الاخر تعرض في كثير من الحالات إلى انتكاسات أدت في بعض المدد الزمنية الى غلق مكاتبنا وغلق فضائية؛ لعدم وجود تمويل، وهناك ضوابط يجب العمل وفقها، وتكون هذه الجهات الاقتصادية لها انتاج مقابل الريع الذي تحصل عليه، ووفق هذه الضوابط في الكثير من الأحيان لا يمكن الحصول على نتاج مالي جيد لأسباب كثيرة داخل البلد.
هل ستسلم سرايا السلام السلاح إلى الدولة في مرحلة ما بعد داعش؟
العبيدي:- سرايا السلام ستكون خاضعة للضوابط العامة التي ترتاضيها وتسنها القيادة العامة للقوات المسلحة، ووجودها داخل هذا المكون يجب ان تلتزم بتلك الضوابط، ومقتدى الصدر في ضمن الفقرات التي كتبها كتفصيل لقانون الحشد الشعبي أشار إلى هذه النقطة بتسليم السلاح إلى جهة معينة بالدولة قد يكون مقابل مبلغ مالي او بدونه؛ ليحل الامر في حينها، وكما تعلمون جيدا ان الكثير من الاخوة المقاتلين في الحشد الشعبي اشتروا أسلحة على ذمتهم، ومن أموالهم الخاصة فكيف يكون في حينها الية التعامل والنقاش على هذا الموضوع.
:- اين وصلتم بمشروع إقامة اكاديمية تدريب سرايا السلام؟
العبيدي:- تشكيل الاكاديمية من اجل تحقيق الأداء العسكري لدى الشخصيات التي تعمل في سرايا السلام, ويجب الاستفادة من خبرات قيادات سرايا السلام، فلديهم باع في مقاومة الاحتلال، لكن باطار عمل يختلف عن العمل الذي يحتاجونه اليوم في مقاتلة داعش، واليوم هم الممسكون بالإض وهم أصحاب الجيش، والطرف الاخر هو من يحاول ان يمارس عملية العصابات تجاههم, فوجود مثل هذا العنوان تحت تسمية اكاديمية من اجل إعطاء المواد الأساسية التي تدرس بعمق مهني اكاديمي عسكري صحيح، ولذلك أعطيت هذا العنوان كي تأتي شخصيات متقاعدة في العمل العسكري للمحاضرة وإعطاء البحوث للشخصيات العاملة في القطاعات العسكرية، وهذه الاكاديمية ليست رسمية، ولا تدعي انها تمنح شهادة ابدا، وانما تحاول ان تعمق الفكر العسكري الميداني لدى قيادات سرايا السلام؛ للتقليل من الخسائر ولتحسين الأداء العسكري؛ للحفاظ على المقاتلين من عصابات داعش, وزرع طريقة التعامل العسكري المعمق كقادة عسكريين، وليس كأفراد يعملون ضد احتلال فهذا الهدف الأساسي منها, وعلى ما أتصور هناك اكثر من دورة قد تخرجت من هذه الاكاديمية.
:- هل التصالح من قبلكم مع الفصائل المسلحة كان على الورق ام أثمر عنه شيء؟
العبيدي:- الثمرة الحقيقية التي يسعى لها مقتدى الصدر، أن يكون وسيطاً مرضياً من الأطراف المفرطة والمفرطة في تعاملها تجاه الحشد الشعبي، وهناك اطراف مفرطة في عدائها للحشد الشعبي، وكل من وضع بين هذا المسمى، هو مجرم حرب ويحاولون سلب هذه الامتيازات التي يحققه الحشد الشعبي، بتحريرهم العراق ووقوفهم بوجه داعش وصدهم مع القوات الأمنية بوجود مقاتلين اشاوس عراقيين اقحاح هم اللذين يحررون بلدهم، لكن الأطراف المسيئة تعطي انطباعاً ان الحشد الشعبي فوق الشبهات، ولا يحاسبه احد وان يفعل ما يفعل ودون ان يشكل عليه احد، وهذا الامر غير صحيح, وبتشريع هذا القانون فإن الحشد الشعبي يتحول إلى مؤسسة تحت طائلة القانون والسلطة، ولديه حقوق وعليه واجبات ولا تفريط بين هذين الامرين على نحو متوازن ومن يتعدى يحاسب وفق القانون.