الواشنطن بوست: القوات العراقية تفاجئ داعش في الموصل بهجمات ليلية وتقتل 2500 من عناصره
المدى برس/ بغداد
كشفت صحيفة أميركية عالمية الانتشار، اليوم السبت، عن تمكن القوات العراقية من مفاجأة (داعش) بالموصل بهجمات ليلية باستعمال النواظير الليلية، وفي حين بينت أن التحالف الدولي كشف غاراته الجوية ضد مواقع التنظيم، نقلت عن قادة عسكريين عراقيين تأكيدهم قتل ما لا يقل عن 2500 من الإرهابيين بالموصل.
وقالت صحيفة الواشنطن بوست The Washington Post الأميركية، في تقرير لها اليوم، تابعته (المدى برس)، إن "قوات مكافحة الإرهاب العراقية شنت، تمكنت من التوغل في حي المثنى، شرقي الموصل، بالاستعانة بالنواظير الليلة لأول مرة"، مشيرة إلى أن "القوات الخاصة العراقية، تمكنت منتصف الليل من عبور نهر صغير يفصلها عن مواضع داعش، وهو تكشف مسلحيه بنواظيرها الليلية ذات الشعاع الأخضر، حيث بدأت بالقتال من منزل إلى منزل بمساعدة الفرق الهندسية التي تفتح الطريق لهم، كما اقتحمت سيارات الهامفي المدرعة شوارع الحي" .
وذكرت الواشنطن بوست، أن ذلك "الهجوم الليلي المفاجئ في حي المثنى، يشكل جزءاً من التعديلات والستراتيجيات الجديدة التي تجريها القوات العراقية لتحقيق المباغتة في الهجوم لتحرير الجانب الشمالي من المدينة"، مبينة أن "الهجوم هو الأول من نوعه ينفذ ليلاً ضمن معارك القوات العراقية ضد داعش بالموصل".
وأضافت الصحيفة، أن "الأسابيع الأخيرة شهدت زيادة عدد المستشارين الأميركيين الذين يقدمون المساعدة للقوات العراقية في حربها ضد داعش، فضلا عن زيادة كثافة الضربات الجوية التي ساعدت في التخفيف من مخاطر السيارات المفخخة المميتة للتنظيم"، لافتة إلى أن "المعركة في حي المثنى حسمت خلال ساعات برغم من تمترس قناصي داعش واستهدافهم عجلات الهامفي المارة في الطريق بعد يوم من تحريره، حيث تمكن القوات العراقية من التقدم بسرعة في أحياء قريبة أخرى مقتحمين مبنى الجامعة والوصول لنهر دجلة الذي يقطع المدينة لنصفين" .
ونقلت الواشنطن بوست، عن مدرسة تبلغ الخمسين من العمر، قولها إن "مسلحي داعش هربوا"، وتابعت "كنا مدفونين وأصبحنا الآن نستطيع التنفس من جديد ."
وناشدت المدرسة، طالبة عدم كشف هويتها، الجنود العراقيين ضرورة "التأكد من ضمان عدم عودة الإرهابيين مجدداً"، مستطردة "نحن خائفين جداً لأنهم شديدي البطش ."
وبشأن الخسائر بين القوات العراقية ومسلحي (داعش)، قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول، في حديث إلى الواشنطن بوست، إن "الخسائر بين صفوف القوات العراقية طفيفة مقارنة بعدد قتلى مسلحي التنظيم في المعركة".
في حين نقلت الصحيفة عن قادة عسكريين عراقيين، قولهم إن "ما لا يقل عن ألفين و500 من مسلحي داعش قتلوا خلال معارك الموصل" .
وقال المتحدث باسم قوات التحالف في العراق، الكولونيل جون دوريان، إن "طائرات التحالف الدولي كشفت منذ بدء عمليات تحرير الموصل غاراتها الجوية الهادفة لحرمان مسلحي داعش من استخدام الأرض"، مبيناً أن مثل تلك "الغارات تترك حفراً على الطرق التي يستخدمها داعش في تنقلاته وبالتالي تؤدي عرقلة وإيقاف تحرك العجلات المفخخة التي تحاول استهداف تجمعات القوات العراقية" .
من جانب آخر، تمكنت وحدات الجيش وقوات الشرطة الاتحادية من "تنفيذ غارات وهجمات أكبر في المدينة حيث تمكنت من فتح عدة جبهات ضد مسلحي التنظيم مشتتة بذلك تركيز مسلحيه ومخففة الضغط من جانب آخر على قوات النخبة من عناصر مكافحة الإرهاب"، وفقاً للواشنطن بوست.
لكن بعض المحللين العسكريين يقولون، بحسب الصحيفة، إن "الضغط المتواصل على المدينة قبل أن يتم عزلها تماماً يعد أمراً خاطئا في تقدير الحسابات" .
وقال الكولونيل الأميركي المتقاعد ديفد وتي، المستشار السابق لقوات مكافحة الإرهاب العراقية، إن "وحدات مكافحة الإرهاب كان ينبغي ألا تبدأ هجومها على شرق الموصل لحين وصول بقية القوات من المحاور الأخرى"، عاداً أن ذلك "خطأ لأن داعش سيتمكن من تحشيد كل قواته عليهم، وأن عناصر قوات مكافحة الإرهاب هي من النخبة التي لا يمكن تعويضها بسهولة ."
ونقلت الصحيفة، عن قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي، قوله إن "وحدات مكافحة الإرهاب عززت بـ300 جندي جديد وتسلمت 70 سيارة هامفي جديدة" .
إلى ذلك قال الكولونيل دوريان، إن "40 مستشاراً جديداً من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، يعملون حالياً على تقديم المساعدة للجنود العراقيين حول الموصل وداخلها"، مبيناً أن بالإمكان "مشاهدة بعضهم يرافقون القوات العراقية في عمق المدينة، وأن مستشاري التحاف يرافقون أيضاً قوات الشرطة الاتحادية ووحدات الجيش العراقي فضلاً عن قوات مكافحة الإرهاب" .
وعد دوريان، أن "سر قوة زيادة الزخم تكمن في تحقيق التنسيق بين المحاور الثلاثة في تقدمها داخل المدينة"، مؤكداً أن ذلك "يؤدي إلى تخبط داعش وعدم تمكنه من مواجهة هذا الوضع ."
ويتوقع قادة عسكريون، أن "تتم السيطرة على الجانب الشرقي للموصل كله خلال الأسابيع المقبلة لكن لا أحد منهم يعرف بالضبط ما سينتظرهم في الجانب الغربي للمدينة".
وتوقع العميد رسول، أن "يدفع داعش معظم مقاتليه وسياراته المفخخة من غربي الموصل إلى شرقيها"، مستدركاً أن "داعش ما يزال يمتلك القدرة على الهجوم لكنه انهار كقوة عسكرية ."
يذكر أن القوات الأمنية تحقق نجاحاً مطرداً في الجانب الأيسر للموصل،(405كم مال العاصمة بغداد)، إذ تمكنت من تحرير مجمع المباني الحكومية والجامعة والغالبية العظمى من ذلك الحي خلال اليومين الماضيين.