عرب كركوك يجددون المطالبة بتحرير مناطقهم ويتفقون على آليات تؤمن استقرارها وإعمارها
المدى برس/ كركوك
أعلن عرب كركوك، اليوم الأحد، عن اتفاقهم على "البراءة" من المتعاونين مع (داعش)، وفي حين جدّدوا المطالبة بتحرير المناطق المحتلة جنوبي المحافظة وغربيها، أكدوا وضعهم آليات لإعادة الاستقرار بمرحلة ما بعد التحرير.
جاء ذلك خلال تجمع لشيوخ العشائر والنخب الاجتماعية وممثلي الحكومة المحلية لمناطق جنوبي كركوك وغربيها، عقد اليوم، بمشاركة 50 شخصية "فاعلة" لتدارس آليات التعايش السلمي لمرحلة ما بعد (داعش) في قضاء الحويجة،(55 كم غرب مدينة كركوك)، ونواحي الزاب والرياض والعباسي والرشاد والملتقى، التي تحتل أكثر من ثلث مساحة المحافظة، وتتميز بكونها ذات غالبية عربية، حضرته (المدى برس).
وقال نائب محافظ كركوك، راكان سعيد الجبوري، في مؤتمر صحفي عقد في مبنى التجمع، بإحدى القاعات المخصصة للمناسبات، شمالي مدينة كركوك، إن "التجمع بحث السبل الكفيلة لترسيخ الاستقرار والسلم الأهلي وتحقيق العدالة في المحافظة بعد تحريرها من عصابات داعش الإرهابية"، مشيراً إلى أن "المشاركين اتفقوا على مبادئ وآليات وتوصيات تضمن تحقيق الاستقرار المنشود جنوبي كركوك وغربيها، التي عانت من عدم الاستقرار بعد سنة 2003، نتيجة الأعمال الإجرامية التي مارستها التنظيمات الخارجة عن القانون ومن ثم داعش".
وأعرب الجبوري، عن أمله بأن "تتمكن قوات الجيش والشرطة والبيشمركة والحشد الشعبي والمتطوعين، من تخليص تلك المناطق من المجرمين والإرهابيين ليستطيع أهلها من العودة إليها وممارسة حياتهم الطبيعية"، داعياً إلى أهمية "الإسراع بتحرير الحويجة ونواحيها".
وأضاف نائب محافظ كركوك، أن "العشائر والنخب، أعلنت البراءة من الذين تتم إدانتهم من قبل القانون بالانضمام لداعش وتجريدهم من الصفة العشائرية أو القومية أو المذهبية أو المناطقية"، مبيناً أن "المشاركين وضعوا آليات لتشكيل لجان محلية على مستوى الوحدات الإدارية تضم القائممقام ومديري النواحي والوجهاء المحليين وشيوخ العشائر وممثلين عن الجهات الأمنية الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، لمتابعة ملف التدقيق الأمني".
وأوضح الجبوري، أن "الاتفاق تم أيضاً على تكييف وتعديل (الثوايا) العشائر بما يتلائم مع تحديات الوضع الراهن ولا يتعارض مع سلطة القانون، على أن تكون موحدة"، لافتاً إلى أن "الجميع اتفق على آليات للضغط على الجهات المعنية لتعويض الضحايا والمتضررين من جرائم داعش والعمليات العسكرية وإعادة اعمار المناطق المحررة".
وقد اتفق المشاركون على بنود عدة جرى التفاهم بشأنها والالتزام بها منذ أشهر، بمساعدة منظمة (سند لبناء السلام)، و(معهد الولايات المتحدة للسلام)، بدعم مستمر من لجنة متابعة وتنفيذ المصالحة الوطنية في مكتب رئيس مجلس الوزراء.
وقال رئيس مجلس قضاء الحويجة، علي دحام، في حديث إلى (المدى برس)، إن "المبادئ التي تم الاتفاق عليها تتضمن إيلاء التعايش السلمي والمصالحة المجتمعية أولوية في مناطق جنوبي كركوك وغربيها، في مرحلة ما بعد التحرير"، مضيفاً أن "الجميع اتفق على دعم جهود منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية الساعية لتحقيق الاستقرار وتعزيز قيم المواطنة ودعم الجهود الرامية لإعادة الإعمار، بآليات شفافة وشمولية" .
وذكر دحام، أن "المشاركين في الملتقى اتفقوا على الالتزام بالاعتدال في الخطاب الديني والتربوي والإعلامي والسياسي والعشائري"، مؤكداً أن "الجميع اتفق على مكافحة الفكر المتطرف".
إلى ذلك قال قائممقام الحويجة، سبهان الجبوري، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الجميع أكد على دعم الجهود الرامية لتحقيق العدالة والالتزام بمبادئ حقوق الإنسان خلال عمليات التحرير وبعدها"، مبيناً أن "الاتفاق تم أيضاً على دعم الجهات الأمنية والقضائية والقانونية وتمكينها من تحقيق القصاص العادل وردع أية محاولة ترمي لتصفية الحسابات خارج إطار الدولة" .
يذكر أن (داعش) احتل مناطق جنوبي كركوك وغربيها منذ حزيران 2014، وأن أكثر من 30 ألف أسرة من تلك المناطق نزحت من مناطقها، وأن عرب كركوك طالما دعوا لتحريرها وتخليص أهلها من معاناتهم.